![]() |
السباق فى دين الله
السباق فى دين الله السباق المقصود فى الموضوع هو : تسابق الناس فى الألعاب وقد ذكر السباق فى كتاب الله فى قصة أبناء يعقوب(ص) حيث جعل الاخوة سباقهم هو السبب فى ضياع يوسف (ص) حيث تركوه عند متاعهم فجاء الذئب وأكله حسب روايتهم لأبيهم وفى هذا قال سبحانه : " إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب" والسباقات من أجل إعداد القوى البدنية مباحة فهى من ضمن القوى المذكورة فى قوله سبحانه : " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " والمقصود بها : السباقات التى تكون من أجل تقوية الجسم وليس فيها مكاسب ولا دوريات ولا كئوس فتلك السباقات هى نوع من التدريب على تحمل المشاق وفى الفقه نجد أن أهل الفقه أباحوا كل أنواع السباقات البدنية وغير البدنية بين الناس وحتى بين الحيوانات واستدلوا على تلك الإباحة بالروايات التالية : عن ابْنُ عُمر : أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَابَقَ بيْنَ الخَيْلِ الَّتي أُضْمِرَتْ مِنَ الحَفْيَاءِ، وأَمَدُهَا ثَنِيَّةُ الوَدَاعِ، وسَابَقَ بيْنَ الخَيْلِ الَّتي لَمْ تُضْمَرْ مِنَ الثَّنِيَّةِ إلى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ رواه البخارى. عن سلمة بن الأكوع: مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى نَفَرٍ مِن أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْمُوا بَنِي إسْمَاعِيلَ، فإنَّ أَبَاكُمْ كانَ رَامِيًا ارْمُوا، وأَنَا مع بَنِي فُلَانٍ قالَ: فأمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بأَيْدِيهِمْ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لَكُمْ لا تَرْمُونَ. فَقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ نَرْمِي وأَنْتَ معهُمْ، قالَ: ارْمُوا وأَنَا معكُمْ كُلِّكُمْ.رواه البخارى عن أنسٍ بن مالك: كانت لرسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ناقةٌ تسمَّى العضباءَ لاَ تسبقُ ، فجاءَ أعرابيٌّ على قعودٍ فسبقَها فشقَّ على المسلمينَ ، فلمَّا رأى ما في وجوهِهم قالوا : يا رسولَ اللهِ سبقتِ العضباءُ قالَ : إنَّ حقًّا على اللهِ أن لاَ يرتفعَ منَ الدُّنيا شيءٌ إلاَّ وضعَه. رواه النسائى إنَّ اللهَ يدخلُ بالسَّهمِ الواحدِ ثلاثةَ نفرٍ الجنَّةَ : صانعَه يحتسبُ في صنعِه الخيرَ، والرَّامي به، ومنبلُه ، وارْموا واركَبوا، وأن ترموا أحبُّ إليَّ من أن تركبوا. وليسَ الَّلهوُ إلَّا في ثلاثةٍ : تأديبِ الرَّجلِ فرسَه، وملاعبتِه امرأتَه، ورميِهِ بقوسهِ ونبلِه، ومَنْ ترك الرَّميَ بعد ما علِمَه رغبةً عنه ، فإنها نعمةٌ كفرَها . أو قال : كفر بِها رواه ابو داود والترمذى والنسائى وهذه الروايات كلها لم يقلها النبى(ص) فلا وجود لسباقات الحيوانات أيا كانت فمسابقات الخيل والأنعام تتعارض مع الوظائف التى قالها الله عنها وهى : الكل والشرب من لبنها والركوب عليها وحمل المتاع عليها وهو ما قاله سبحانه فى الآيات التالية: " وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" فلا نجد فيه ذكر للسباقات فسباقات الحيوانات مخالفة للتالى من الأسباب: تعطيل للحيوان عن وظائفه الأصلية فمثلا الأنعام المفروض هو تسمينها من أجل الذبح أو من أجل إدرار اللبن واجراء سباقات وتدريبات لتلك الحيوانات عن الجرى يجعل أوزانها تنقص كما تضمر لحومها ومثلا الخيل والبغال والحمير تعطيلها عن اداء أعمالها هو خسارة مالية من اجل التدريب فالله لم يخلقها من أجل السباقات والرقص وإنما من أجل حمل الأثقال وركوبها للسفر بها عبر الطرق والبلاد كما قال سبحانه : " وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ " وقال أيضا: "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا" وقد قسم أهل الفقه أنواع المسابقات إلى نوعين : الأول الْمُسابقةُ بغيْر عوضٍ: والمقصود أن تكون السباقات بلا أى عطاء مالى أو غير مالى وتلك المسابقات تكون فقط مسابقات بدنية بين البشر وليس بين حيوانات مثل الأنعام أو الطيور كما فى مسابقة : مصارعة الديكة والتى تنتهى بموت أحد الديوك أو جرحه جروح بالغة تؤدى لموته مصارعة الثيران والتى تنتهى أيضا بموت الثور عن طريق طعنه إن كان السباق بين الثور والبشر أو عن طريق موت أحد الثورين المتقاتلين وموت تلك الحيوانات والطيور خسارة مالية تدخل ضمن التبذير الذى حرمه الله كما قال سبحانه : "إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا" والسباقات البدنية ليست كلها مباحة مثل : التبارز حتى الموت المصارعة حتى الموت أو حتى تعجيز الأخر سباقات السيارات التى المطلوب فيها قتل الأخرين عن طريق استعمال أسلحة فى السيارات فالسباقات التى يكون فيها جرائم قتل أو جرح محرمة لأن الله حرم قتل الناس وحرم جرحهم حيث قال : "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا" ومثلها السباقات التى يلعب فيها بكرات والتى يسمونها مباريات سواء كانت واحدة أو من دور واحد او بصعود الغالب وما شابه فكلها محرمة لأن قوانين بعضها تسمح بإيذاء الغير أو النفس من أجل الفوز وتكلف الايذاءات الناس أموالا فى العلاج وغيره وهو ما حرمه الله لأنه نفقة بلا سبب مباح وتعطيل للناس عن أعمالهم الوظيفية وتعطيل للقوى البشرية عن الإنتاج وخدمة بعضهم البعض بتضييع المال والجهد والوقت لا نفع منه وقد بنى أهل الفقه كلامهم على روايات مثل : عن عائشةَ، رضيَ اللَّهُ عنها، أنَّها كانَت معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ قالت: فسابقتُهُ فسبقتُهُ على رجليَّ، فلمَّا حَملتُ اللَّحمَ سابقتُهُ فسبقَني فقالَ: هذِهِ بتلكَ السَّبقةِ رواه أبو داود والعلة هنا جعل النبى (ص) نفسه وامرأته فرجة للناس لأنهم لن يتسابقوا فى الجرى داخل حجرتهم وهو ما لم يحدث "وسابق سلمة بن الأكوع رجلا من الأنصار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم. وهنا تسابق الرجلين فى الجرى أمام النبى (ص) وكأنهما تسابقوا أمامه فى الخلاء وأيا كان فالمتسابقين فى الجرى يختفون عن النظر إلا غذا كانوا فى ملعب مؤسس لذلك كما هو الملاعب الحالية وهو ما لم تذكره الكتب أَنَّ رُكَانَةَ صَارَعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَرَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ رُكَانَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ فَرْقَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ المُشْرِكِينَ العَمَائِمُ عَلَى القَلَانِسِ" هنا الفرق بين المسامين والمشركين العمائم وليس الكفر والإسلام وكأن كل الكفار يلبسون العمائم فقط ولا يلبسون مقلا القبعات أو لا يلبسون شىء أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَوْمٍ يُرْبِعُونَ حَجَرًا فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلاءِ؟ قَالُوا: يُرْبِعُونَ حَجَرًا يُرِيدُونَ الشِّدَّةَ فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: أَفَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ، أَوْ كَلِمَةً نحوها - أملككم لنفسه عند الغضب. رواه البزار والغلط أن كظم الغيظ أفضل من تقوية البدن وهو ما يخالف ان أى عمل غير مالى ثوابه واحد ومعه فى المكانة وهو عشر حسنات كما قال سبجانه " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " لاَ سبقَ إلاَّ في خفٍّ أو في حافرٍ أو نصلٍ. رواه أبو داود والغلط أن السباق فقط يكون فى الحيوانات والرمى فقط وهو ما يعارض الروايات ألأخرى المبيحة للجرى ورفع الحجارة كرفع الأثقال حاليا عن عقبة بن عامر رفعه: كل ما يلهو به المرء المسلم باطل إلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته أهله رواه البخارى والغلط أن اللهو المباح هو الرمى بالقوس وتأديب الفرس وجماع الزوجة وهو ما يخالف إباحة السباقات الأخرى كالجرى وسباقات الحيوانات ورفع الحجارة كما يعارض أن الجماع ليس لهوا وإنما حق واجب أمر الله به حيث قال : " فأتوا حرثكم أنى شئتم" الثانى الْمُسابقةُ بعوضٍ: المسابقة بعوض والمقصود : أن يكون التنافس على مال أو متاع من غير النقود وهو أمر محرم لأنه يدخل ضمن باب أكل مال الناس بالباطل والذى لم يحل الله شىء منه حيث قال : "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ" ويستوى أن يكون مال دفعه المتنافسون أو دفعه وسيط فكله مال محرم لأنه ليس تجارة كما تقول الآية زد على ذلك التالى : أن وجود المال قد يدفع بعض المتنافسين من خلال طمعه فى المال إلى إيذاء الغير بدنيا أو حتى اخراجهم من السباق بطرق غير شرعية ومن أمثلة الطرق الحالية اتصال بالهاتف بالمتسابق أنه أحد احبابه أصيب أو مات فى حادث وساعتها سيترك السباق ليفوز الأخر أو اسكار الأخر أو تخديره قبل السباق او دفع رشوة للحكام عقْدُ الْمُسابقة: المقصود بعقد المسابقة هو: اتفاق الأطراف المتسابقة كتابة على شروط السباق حيث يوقع كل طرف على العقد المكتوب راضيا بما فيه بالطبع لا يجوز التعاقد على السباقات لأن الهدف منها ليس جمع المال أو الفوز به وإنما هو تدريب على اعداد القوة البدنية ما يحْصُل به السّبْقُ: الفوز فى أى سباق يتطلب إما السبق مسافة كما فى مسابقات الجرى والقفز أو السبق من خلال عدم الاكمال أو السبق بعدد السقوطات ونوعياتها كما فى المصارعة أو بعدد اللكمات كما فى الملاكمة وأحيانا فى بعض سباقات الجرى قد يستوى زمن الوصول وقد اخترع القوم فى كل سباق شىء يميزون به الأول من الثانى كسبق الرأس أو سبق الكتف أو سبق الذراع وكما قلت فى السابق فالمقصود من السباقات ليس الفوز وإنما المقصود هو اعداد القوة البدنية والوصول بها إلى أقصى ما يمكن من مقادير القوة خاصة بين المجاهدين |
اشكرك على رقي انتقائك وجلبك
يعطيك العافيه |
يعطيك الف عافية على طرح الموضوع وتفصيلك لمسمى السباق في هذا الموضوع الجميل
|
الساعة الآن 10:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.