قــــــررتُ الرحيــــــــل
أيها السائل عن سبب الرحيل
ألا دموع العينَ تخبرُكَ و تـُخبرها
لما الرحيل !
فلا أيها السائل
لا تسل الفؤاد بل سل خليلتهُ
كيف أصبح ذاك القلب مهجور .
عشقتـُها فقادت حياتي
لمثوى الأحزان ومثواها الأخير .
فما كنتُ للنوايا مدركاً
قد وفيتها وما شاءت بالوفاء
كأنما عز عليها الوفاء بالمواثيق .
قد أفنيتُ لها العمر طوعاً
فأهدتني من ثنايا الغدر مؤولا
فعصفت بالقلب حين مولده
وقد عاشت بين ثناياهُ بالدفئ تنعمُ سنين .
لستُ أدري لما أصرت على أن تغدُر بي
وباتت لا تبالي بعهود ولا مواثيق .
ظفرت بربيع العمر بدمعاً زائفاً
واليوم لن يشفعا
فلا زالت تخادع بالكلام برفيق عُمرُها
كأنها لم تعُدُ لهذا اليوم موعداً .
فتركتـُها وسأرحل !
فلا تدعي حزنا
فأنها لن تجدي بعدي دونهُ صاحباً .
ولتدخر دموعاً ستحتاجُ إليها يوماً
ً نعم ستحتاجُ إليها
فعساها تعودُ إليها أو تنفعا .
وأقول لها
لا تنتظرين يومها أن أعود .
فأنتِي حلماً كانً بخاطري
وذهب مسرعاً ولن يعود .
فلن أعود لعشقاً مضى
فسأخرج من سمائكِ وأترك أرضكِ .
فلن تتنسمي هوائي فقد انتهى عصركِ .
وذاب في الهواء عشقي كما ذاب عشقكِ .
فلن ترتوي من عذب مائي بنهر حبي
فكفاكِ عصفتِ بقلباً يوماً قد هواكِ .
وما كان يوماً لمعشُوقاً سواكِ .
فها هي نهاية قصتي وعهد وفائي يا صديق .
يا أيها السائلُ عن سبب الرحيل
قد قررتُ أن أرحل عن أرضاً قد جمعتنا
وأتركها لتراجع نفسِها
ولتعيش بذكرى العهود والمواثيق .
فقد لملمتُ أشواقي
وأمسكتُ بقلمي وأوراقي
وقررتُ الرحيل
م / ن