أنا الذي مزقتُ أوراقي بيدي ثم بكيت عليها

وأنا الذي أطفأت الشمعة التي كانت تضيء لي حياتي بعنادي

وسرت في دروب الحياة بلا دليل

وأنا الذي كسرت حلمي بواقعيتي اللاَّ محدودة

ومثاليتي الاَّ مرغوبة .. وأنا الذي خنقتُ الأمل في نفسي ..بذاتي المغرورة

وأنا الذي حكمت على نفسي بالبعد .. بالألم .. بالسهد

بالشَرَكِ يخرق أصابع اليد .. قبل أن تلامس خدود الورد

وأنا الذي بدأتُ أول خطوة من خطواتِ السفر عند الغروب

عندما لاحت في الفضاء أبجدياتُ السفرِ بلا رجعة .. وبلا عودة

بلا نظرة إلى الوراء .. وبلا دموع

أن الذي جعلتها ترحلُ بعيداً ..

بأمري .. ثم جلست بعد ذلك أسهر الليالي

أرقب النجوم .. أُركبُ حروف قصائدي .. وأنفثُ الهموم

أنا الذي جرحت قلب الليل .. وطعنت كبرياءه

ونسجت من ثياب خجله .. صراحتي الجارحة

وتصرفاتي الحادة .. ومزاجيتي المرفوضة

أنا الذي أخطأت عندما سمحت لقلمي أن ينبض

ومنعت عقلي من أن يفكر .. فتوقفت نبضاته في منتصف الطريق

ولاحت في الأفق حروف الرحيل .. وسافر قلبي مع الطيور المهاجرة إلى المجهول

فوق بساط الريح يرثي قلبي المحزون

ويجمع أفكاراً فيشتتها الحزن المدفون

يرسم أملاً .. فيحرقها الوعد المكذوب

الحلم المكسور .. الصوت المخنوق .. الحب المجروح .. الألم المعهود

هو الذي بدأ أحداث القصة بالحب والأمل
وأنا الذي أنهيته بالهجر.. والمر المخلوط بالعسل.