الفوانيس التي هي واحدة من أبرز الملاح الإحتفالية والتراثية التي تميز شهر
رمضان، الى درجة أنه يمكن القول أن رمضان والفانوس توأمان لا ينفصلان،
لا سيما أنه يضيء ليالي الشهر الكريم بالأنوار الساطعة والأضواء المتلألئة،
ويبدد جيش الظلام، ويبعث الفرحة والبهجة في نفوس الصغار والكبار
على حد السواء.

والفانوس كلمة فارسية تعني المشاعل. ففي صدر الإسلام لجأ الناس إلى
الفانوس لإنارة الطريق أثناء الذهاب إلى المساجد ليلاً ولتسهيل التزاور.
أما إرتباطه بشهر رمضان فكان عند المصريين منذ العصر الفاطمي حينما خرج
الناس لإستقبال الحاكم، المعز لدين الله الفاطمي عند قدومه إلى مصر في
إحدى ليالي رمضان، واستخدموا الفوانيس كوسيلة للإضاءة والترحيب في
الوقت عينه، ثم عزز من مكانته "فرمان" الحاكم بأمر الله بعدم خروج النساء
من ديارهن إلا ويسبقهن صبي يحمل لإضاءة الطريق لهن بعدما اضطرهن
لذلك بسبب فرمان سابق اصدره، بنوم الناس نهاراً وإستيقاظهم ليلاً.
لا شك في أن فانوس رمضان بات مدعاة للفرح والتباهي بين الأطفال،
فقد تحوّل من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلاً إلى وظيفة أخرى ترفيهية،
حيث راح الأطفال يطوفون الشوارع والأزقة حاملين الفوانيس
ويطلقون الأغاني والأناشيد، ومن أشهرها الأغنية المصرية
"وحوي يا وحوي".