مهنة التعليم مهنة مقدسة تزيد الانسان الذي يعمل بها شرفا وسمعة وقد حث الاسلام على طلب العلم اطلبوا العلم من المهد الى اللحد ومعلمنا الاول رسولنا الكريم الذي يتلقى الوحي من ربه ماينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وتدرجت المدارس من حلقات العلم بالمسجد الى الكراريس الى ماوصلنا اليه الان
قبل فترة غير بعيدة بالسودان كانت عناك مدرسة متواضعة بالحي تتقاضى اموال من الطلبة نظير تدريسهم بها وكان يشرف على هذا الصف احد المدرسين وكانت بالمدرسة امراءة تصنع الخبز وتبيعه على الطلبة ومعها بنتها الصغيرة والام بياعة الخبز غير قادرة على دفع رسوم الدراسة عن بنتها لكي تدرس مع الطلبة فكانت البنت بياعة الخبز تقف بالقرب من الشباك تستمع للدرس بانصات واهتمام فكانت تحفظ كل الدروس مع انها تجلس على مقاعد الدراسة
وفي احدى المرات سال المعلم الطلبة سؤالا فعجز عن حله الطلبه فقالت للمدرس من ورا الشباك انا احل سؤالك فحلته فرضي عنها واعجب بها وراح للمدير وقال انا اتكفل بياعة الخبز بالدراسة وبعد تردد وافقت ادارة المدرسة على كفالة المعلم لهذه البنت وانخرطت بالدراسة مع الطلبة وافترق المعلم عن الطالبة سنين طويلة مدة 14 عام حيث اعير المعلم للتدريس بالمملكة ثم عاد المعلم الى بلده والى قريته ونسى امر البنت وفي يوم اخذه صديقه الى احتفال بالجامعه فذهب معه وجلس مع المدهويين على الكراسي وبينما هم في حوار مرت من جنبهم امراءه وظلت تحدق بالمعلم طويلا فاستحى المعلم من نظراتها فاخذ يصد عنها وهي لم تفارقه بنظراتها فاقتربت منه اكثر فوقع في حيره قالوا له زملاءه هل تعرفها قال ابد ماعمري شفتها فاقتربت منه فقالت له هل انت المعلم فلان قال نعم قال هل تذكرني قال لا قالت انا بياعة الخبز التي كفلتها بالدراسة قبل 14عام فتذكرها فقال نعم نعم فاخذت تبكي وتقبل راسه امام الناس والعالم مستغربة منها ذلك لانها اصبحت برفسورة ورئيسة الجامعه بفضل الله ثم بفضل هذا المعلم الفاضل الذي كفلها بالابتدائي
فزراعة الخير تجني الخير وزراعة الشر والحقد لاتجني الا الشر

سمعت القصة فكتبتها واعذروني عن التقصير


بقلم المتر