01-26-2021, 02:50 PM
|
#86
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1751
|
تاريخ التسجيل : 06-03-2020
|
أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
|
المشاركات :
34,369 [
+
] |
التقييم : 22241
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Coral
|
|
سورة الحجرات
التعريف بالسورة
سورة مدنية .
من المثاني .
آياتها 18 .
ترتيبها التاسعة والأربعون .
نزلت بعد المجادلة .
بدأت السورة باسلوب النداء " يا أيها الذين آمنوا "
نهت السورة المسلمين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي .
سبب التسمية
سميت سورة الحجرات لأن الله تعالى ذكر فيها بيوت النبي وهي الحجرات التي كان يسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهن .
سبب نزول السورة
1) قال ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله فقال أبو بكر :أمر القعقاع بن معبد، وقال عمر : أمر الأقرع بن حابس فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي ،وقال عمر : ما أردت خلافك ؛ فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك قوله تعالى : ( يَا أيُّها الذينَ آمنوا لا تُقَدِّموا بينَ يدي اللهِ ورسولهِ إلى قوله وَلو أنَّهم صَبَروا حتَّى تخرجَ إليهم ) (رواه البخاري) .
2) نزلت في ثابت بن قيس بن شماس كان في أذنه وقر وكان جهوري الصوت وكان إذا كلم إنسانا جهر بصوته فربما كان يكلم رسول الله فيتأذّى بصوته فأنزل الله تعالى هذه الآية .
3) عن أنس : لما نزلت هذه الآية لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي قال ثابت بن قيس :أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي وأنا من أهل النار فَذُكِرَ ذلك لرسول الله فقال : هو من أهل الجنة( رواه مسلم ) .
4) عن أبي بكر قال لما نزلت على النبي ( أن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ) قال أبو بكر : فآليت على نفسي أن لا أكلم رسول الله إلا كاخي السرار
محاور مواضيع السورة
تتضمن السورة حقائق التربية الخالدة وأس المدنية الفاضلة حتى سماها بعض المفسرين " سورة الأخلاق " .
إن هذه السورة الكريمة ، وهي على وجازتها سورة جليلة ضخمة ، تتضمن حقائق التربية الخالدة ، وأسس المدنية الفاضلة ، فهي بحق مدرسة متكاملة ، تربّى في ضوئها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .
ولقد جاءت لتربي الأمة على سمو الأخلاق وفضائل الأعمال وعلو الهمم .
إنها مدرسة عقيدية وتشريعية وتربوية ، ولذلك فلا عجب أن يُسمي بعض المفسرين هذه السورة بـ (سورة الأخلاق) فالسورة في الأمر بمكارم الأخلاق ورعاية الآداب .
مقاصد السورة
ابتدأت السورة بالأدب الرفيع ، الذي أدّب الله به المؤمنين تجاه شريعة الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهو ألا يبرموا أمراً ، أو يبدوا رأياً ، أو يقضوا حكماً في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى يستشيروه ويستمسكوا بإرشاداته الحكيمة ، فلا يقولوا حتى يقول ، ولا يأمروا حتى يأمر ، وأنه متى استبانت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجب إتباعها ، وتقديمها على غيرها .
ثم انتقلت إلى أدب آخر ، وهو خفض الصوت إذا تحدثوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في لين وتكريم ، وألا يكون الرسول كأحدهم ، بل يُميّزونه في خطابهم ، كما تميّز عن غيره ، فيقولوا : يا رسول الله ، يا نبي الله .
ثم مدح الله تعالى من غضّ صوته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأخبر أن قلوبهم صالحة للتقوى ، ووعدهم بالمغفرة لذنوبهم ، والثواب العظيم لهم في جنات النعيم .
ثم ذمَّ الله تعالى أناساً من الأعراب ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجدوه في بيته وهو قائل ، فلم يصبروا حتى يخرج ، ونادوه : أن اخرج إلينا ، فذمهم الله بعدم العقل ، حيث لم يعقلوا الأدب مع رسوله واحترامه ، وذلك بأن يصبروا حتى يخرج إليهم ، فإنّ ذلك أفضل عند الله وعند الناس ، والله غفور لذنوب عباده ، رحيم بالمؤمنين ، حيث اقتصر على نصحهم وتقريعهم ، ولم يُنزل العقاب بهم .
محاور مواضيع السورة :
ومن الأدب الخاص إلى الأدب العام ، تنتقل السورة لتقرير دعائم المجتمع الفاضل ، فتأمر المؤمنين بعدم السماع للإشاعات ، وتأمر بالتثبت من الأنباء والأخبار ، لاسيما إن كان الخبر صادراً عن شخص غير عدل ، أو مُتّهم ، فإنّ في ذلك خطراً كبيراً ، ووقوعاً في الإثم ، وكم من خبرٍ لم يتثبت من سامعه جرّ وبالاً ، وأحدث انقساماً ، فحصل من تلف النفوس والأموال بغير حق ما يكون سبباً للندامة . ثم أبان تعالى بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بين أظهركم – يعني الصحابة – فعظّموه وانقادوا لأمره ، فإنه أعلم بمصالحكم ، وأشفق عليكم من أنفسكم ، ورأيه فيكم أتمّ من رأيكم لكم ، ثم بيّن أنّ رأيهم سخيف بالنسبة إلى مراعاة مصالحهم ، فلو أطاعكم – يعني الصحابة – في جميع ما تختارونه لأدّى ذلك إلى عنتكم وحرجكم ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يرشدكم .
ثم أخبر جل جلاله بأنه يُحبّب إليكم الإيمان ، ويُزيّنه في قلوبكم ، بما أودع فيها من محبة الحق وإيثاره ، وبما نصب على الحق من الشواهد الدالة على صحته ، وقبول القلوب والفطر له ، ويُكرّه إليكم الكفر والفسوق – وهي الذنوب الكبار – والعصيان – وهي جميع المعاصي - ، بما أودع في قلوبكم من كراهية الشر وعدم إرادة فعله ، وبما نصب على الشر من الشواهد الدالة على فساده ومضرته وعدم قبول القلوب والفطر له ، وبما يجعل الله في القلوب من الكراهة له .
ثم وصف أولئك بأنهم الذين صلحت علومهم وأعمالهم واستقاموا على الدين القويم والصراط المستقيم ، وأنّ هذا الخير الذي حصل لهم هو بفضل الله وإحسانه ، لا بحولهم وقوتهم ، وأنه تبارك وتعالى عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية ، فهو حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره .
ثم ينهى الله عز وجل عباده المؤمنين ، عن أن يبغي بعضهم على بعض ، ويقتل بعضهم بعضاً ، وأنه إذا اقتتلت جماعة من المؤمنين ، فإنّ على غيرهم من المؤمنين أن يتلافوا هذا الشر الكبير بالإصلاح بينهم ، والتوسط على أكمل وجه يقع به الصلح ، فإن صلحتا فبها ونعمت ، وإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا الفئة الباغية ، حتى ترجع إلى حكم الله ورسوله ، من فعل الخير وترك الشر الذي من أعظمه الاقتتال ، حتى إذا كفّت عن الاقتتال فأصلحوا بينهما ، وليكن الصلح بالعدل ، لا بالظلم والحيف على أحد الخصمين ، فلا تُراعى جماعة لقرابة أو وطن أو غير ذلك من المقاصد والأغراض ، واعدلوا في كل ما تأتون وتذرون ، فإن الله عز وجل يحب العادلين في حكمهم بين الناس ، وفي جميع الولايات التي تولوها ، حتى عدل الرجل في أهله وعياله في أداء الحقوق إليهم .
ثم عقد الله بين المؤمنين عقداً ، أنه إذا وُجِد من أي شخص كان ، في مشرق الأرض ومغربها : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، فإنه أخ للمؤمنين ، أخوة تُوجب أن يُحبّ له المؤمنون ما يُحبون لأنفسهم ، ويكرهون له ما يكرهون لأنفسهم ، ومن ذلك : إذا وقع الاقتتال بينهم ، الموجب لتفرق القلوب وتباغضها وتدابرها ، فليصلح المؤمنون بين إخوانهم ، وليسعوا فيما به يزول شنآنهم ، فليس المؤمنون إلا إخوة في الدين .
ثم أمر بالتقوى ، ورتّب على القيام بها حصول الرحمة ، وإنّ عدم القيام بحقوق المؤمنين من أعظم حواجب الرحمة الذي يحصل به خيري الدنيا والآخرة .
حذّرت السورة معاشر المؤمنين من كل قول وفعل دالٍ على تحقير الأخ المسلم ، وهو دال على إعجاب الساخر بنفسه ، وعسى أن يكون المسخور به خيراً من الساخر ، وهو الغالب والواقع ، فإن السخرية لا تقع إلاّ من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق ، متحلٍّ بكل خلق ذميم ، مُتخلٍّ من كل خلق كريم ، وهذا للرجال والنساء .
ولا يعب بعضكم على بعض ، ولا يُعيّر أحدكم أخاه ، ويُلقِّبه بلقب يكره أن يُقَال فيه ، واللمز بالقول ، والهمز بالفعل ، وسمى الأخ المسلم نفساً لأخيه ، لأن المؤمنين ينبغي أن يكون حالهم كالجسد الواحد .
ثم ذم الله تعالى مرتكب ذلك ، وأنَّ من فعل ما نهى عنه ، وتقدم على المعصية بعد إيمانه ، فسخر من المؤمنين ، ولمز أخاه المؤمن ، ونبذه بالألقاب ، فهو فاسق .
ومن لم يتب عن نبز أخاه أو لمزه أو سخريته منه ، فأولئك الذي ظلموا أنفسهم فأكسبوها العقاب .
ثم نهى الله عز وجل عباده المؤمنين عن كثير من الظن السيئ بالمؤمنين ، من تهمة وتخوّن للأهل والأقارب والناس عامة ، وعبّر بالكثير لوجوب الاحتياط والتورع فيما يخالج الأفئدة من هواجسه ، فلا يتلفظ به ، إلا بعد التحقق ، واعلموا أنَّ بعض الظن يكون إثماً محضاً كظن السوء الذي يقترن به كثير من الأقوال والأفعال المحرمة ، وكالظن الخالي من الحقيقة والقرينة ، وذلك بأهل الخير .
فليُتجنَّب كثير منه احتياطاً ، إذ لا داعية تدعوا المؤمن للمشي وراءه ، أو صرف الذهن فيه ، بل من مقتضى الإيمان ظنُ المؤمنين بأنفسهم خيراً .
ولما كان من ثمرات سوء الظن التجسس والاشتغال به : نهى الله عز وجل عنه ، وذلك بألاّ يتبع بعضكم عورة بعض ، ولا تُفتِّشوا عنها ، ودعوا المسلم عن حاله ، واستعملوا التغافل عن زلاته ، واقنعوا بما ظهر لكم من أمره ، وبه فاحمدوا أو ذُمّوا ، والتحسّس - بالحاء المهملة – غالباً يكون في الخير ، والتجسّس – بالجيم المعجمة – غالباً يكون في الشر ، وقد يُستعمل كل منهما في الشر .
ثم نهى الله تبارك وتعالى عن الغيبة ، وذلك بألاّ يقل بعضكم في بعض بظهر الغيب ما يكره فيه ذلك أن يقال له في وجهه ، إنّ أحدكم لو عُرِض عليه أكل لحم أخيه ميتاً لكرهه ، فلذا ينبغي أن تكرهوا غيبته ، وخافوا عقوبة الله بانتهائكم عما نهاكم عنه من ظن السوء والتجسّس عما ستر ، والاغتياب ، وغير ذلك من المناهي ؛ واعلموا أن الله يقبل توبة التائبين إليه ، ويتكّرم برحمته عن عقوبتهم بعد متابهم .
( يتبع )
|
.
|
|
|
|
|