عرض مشاركة واحدة
قديم 01-27-2021, 11:12 PM   #109


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي













تابع – سورة المجادلة

محور مواضيع السورة

أمر الله المسلمين أن تكون أحاديثهم في مجالسهم أو مع خصومهم بعيدة عن الشحناء والتحدي وأن يترفعوا عن محاكاة اليهود، وألا يكترثوا إذا تلاقى اليهود والمنافقون فتسار بعضهم مع البعض الآخر في بشاشة وود- ليحرجوا المؤمنين ويشعروهم بالعزلة {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
والإسلام ينزل الناس منازلهم وفق الإيمان والعلم. فـ: في صفوف الصلاة، يقول الرسول: «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى». وفي المجالس العامة، يقول الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}. والمسلمون يحبون نبيهم أشد الحب، ولم لا وقد أخرجهم من الظلمات إلى النور، وعرفهم بخالقهم ورازقهم، ووقفهم صفوفا بين يديه يحمدونه ويستهدونه طر في النهار وزلفا من الليل؟ ثم إن شخصه النبيل جدير بالحب والحفاوة، والكمال البشرى جدير بالحب حيث كان. إلا أن عاطفة الالتفاف حول الرسول والجلوس معه لابد من تنظيمها حتى تستقيم شئون الدنيا والدين وحتى يجد وقتا يخلص فيه إلى نفسه وأهله!! ولذلك نزلت الآية {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم}. فإذا صعب ذلك على مؤمن، فأفعال الخير أمامه كثيرة يستطيع بها إرضاء ربه، وهى أولى به من إيثار الحديث مع الرسول! قد يكون في الحديث مع العظماء لذة، بيد أن نصرة رسالتهم أهم! {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة...}.


في مجتمع يختلط فيه المؤمنون والمشركون والكتابيون وتشتبك فيه المصالح المادية والأدبية تمتحن المبادئ امتحانا قاسيا، وقد يقدم الرجل قرابته أو تجارته على مذهبه أو رأيه! وذاك ما جعل الشاعر يقول قديما لواحد من هؤلاء المتلونين:

فإما أن تكون أخي بصدق ** فأعرف منك غثي من سميني
وإما فاطرحني واتخذني ** عدوا أتقيك وتتقيني

والنفاق داء خبيث شديد الخطر. ومن أيسر الأمور على المنافق أن يحلف كاذبا، ولذلك قال تعالى يصف هذا الصنف: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون} ويظهر أن الذي يألف نهجا معينا من الحياة يموت به ويبعث عليه، وذاك ما جعل العامة في بلادنا يقولون (يموت الزمار وأصابعه تلعب)! فإذا مات كذلك بعث كذلك. وربما حاول الدجال في الدنيا أن يكون دجالا في الآخرة، فيحلف على الزور كأن حلفه سينجيه! {يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون}، وهيهات.. {إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين}.
في النجاة من هذه الفتن. وتفريقا بين الإيمان الصادق والإيمان المغشوش، يأمر الله المؤمنين أن يصارحوا بعقائدهم ويتحدَّوا بمبادئهم وينحازوا إلى أشكالهم ويجافوا خصومهم. {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه..}.

( يتبع – سورة الحشر )




















 

رد مع اقتباس