03-13-2021, 06:32 PM
|
#203
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1751
|
تاريخ التسجيل : 06-03-2020
|
أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
|
المشاركات :
34,369 [
+
] |
التقييم : 22241
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Coral
|
|
تابع - سورة المعارج
محور مواضيع السورة :
في هذا المطلع ثلاث جمل موسيقية منوعة- مع اتحاد الإيقاع في نهاياتها- من حيث الطول ومن حيث الإيقاعات الجزئية فيها على النحو التالي:
{سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبرا جميلا}.. حيث تنتهي بمد الألف في الإيقاع الخامس.
{إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا}.. حيث يتكرر الإيقاع بمد الألف مرتين.
{يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما}.. حيث تنتهي بمد الألف في الإيقاع الثالث. مع تنوع الإيقاع في الداخل.
{يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا إنها لظى}.. حيث تنتهي بمد الألف في الإيقاع الخامس كالأول.
{نزاعة للشوى.. تدعو من أدبر وتولى وجمع فأوعى إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا}.. حيث يتكرر إيقاع المد بالألف خمس مرات منهما اثنتان في النهاية تختلفان عن الثلاثة الأولى.
ثم يستقيم الإيقاع في باقي السورة على الميم والنون وقبلهما واو أو ياء..
والتنويع الإيقاعي في مطلع السورة عميق وشديد التعقيد في الصياغة الموسيقية بشكل يلفت الأذن الموسيقية إلى ما في هذا التنويع المعقد الراقي- موسيقيا- من جمال غريب على البيئة العربية وعلى الإيقاع الموسيقي العربي. ولكن الأسلوب القرآني يطوعه ويمنحه اليسر الذي يدخل به إلى الأذن العربية فتقبل عليه، وإن كان فنا إبداعيا عميقا جديدا على مألوفها الموسيقي.
محور مواضيع السورة :
قال محمد الغزالي:
في أول هذه السورة وصف الحق نفسه بأنه ذو المعارج. وذلك كقوله في سورة أخرى {رفيع الدرجات ذو العرش}. والملكوت الإلهى من الفرش إلى العرش أو من الأرض السفلى إلى سدرة المنتهى قد يقطعه البشر في خمسين ألف سنة، أما الروح الأمين وجمهرة الملائكة فتقطعه في زمن محدود وقد رأينا كيف انتقل عرش بلقيس من اليمن إلى الشام في لمح البصر! والمراد هنا أن الذي دعا بعذاب واقع من الله ذى المعارج لم يدع بشيء صعب. إن إهلاكه ليس أصعب من إهلاك بعوضة، لكن هذا الداعى لا يصدق بعذاب قريب أو بعيد، إنه أحمق أو كافر! وسيرى هذا العذاب حتما {يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ولا يسأل حميم حميما}. إن الله خلق البشر على غرائز تشدهم إلى تحت، وطلب منهم أن يقاوموها صاعدين إلى أعلى فمن أخلد إلى الأرض هلك، ومن اتبع الوحى نجا.. والإيمان في حقيقته قوة صاعدة طاهرة تتلمس الطريق إلى مرضاة الله {إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم والذين يصدقون بيوم الدين..}. وإن المسلم ليأسى عندما يرى أمته لم تألف طريق الكمال، ولم تحصل الشمائل التي تفتح لها أبواب السماء، مع أنها أحصيت إحصاء في هذا الكتاب الكريم. لقد بين الله سبحانه أن في طريق الجنة عقبات يجب اقتحامها ومشقات يجب التغلب عليها، وما تعرف معادن الناس إلا بهذا الاختبار الجاد. يقول أبو الطيب:
لولا المشقة ساد الناس كلهم ** الجود يفقر والإقدام قتال
وفى هذه السورة نتلو هذا التساؤل {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم كلا إنا خلقناهم مما يعلمون}. والإهطاع إمالة الرأس والعين لتدقيق النظر. وقد تحول المشركون إلى جماعات تلتف بالرسول تريد استكشاف أمره، إنهم يقتربون منه ولا يصدقونه ولا يتبعونه! هل يحقق هذا أملا؟ كلا لابد من الاتباع والإخلاص والجهاد، إن الله خلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا. والجيل الذي يعييه الحق ويعجزه السباق، سوف يطويه الردى ويهال عليه التراب، ويجيء القدر بأنشط منه وأزكى. {فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين} ذاك في الدنيا حيث تتخلف الأمم الكسول، أما في الآخرة فالتفاوت بين الأفراد والشعوب يجعل أمما في الحضيض وأخرى في الثريا.
( يتبع )
|
|
|
|
|
مديح |
|
|
| . | . |
|
|
|