عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2021, 08:32 PM   #230


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي







.
.
.


.
.
.


.
.
.





تابع – سورة الجن
محاور ومقاصد السورة
وقد سألنى أحد الناس: أتعرف أحدا من الجن؟ فعرفت غرضه، وقلت: ما رأيت منهم أحدا. فقال: كيف تصدق بما لم تره؟ فقلت: ليس كل موجود يرى. إن الجراثيم لضالتها لا ترى، والكواكب لبعدها لا ترى، والقرآن يقرر ذلك عن الجن عندما يقول: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم}. ويستحيل أن الكون الذي تقاس أبعاده بالسنين الضوئية لا يكون به إلا البشر. وقد قلت في كتاب لى: إن الذي يبنى قصرا من ألف طابق، لا يسكن الطابق الأرضى وحده ويدع الباقى تصفر فيه الرياح، فلم خلقه؟ إننى أومن بالله الذي خلق الإنس والجن والملائكة {وما يعلم جنود ربك إلا هو}. وتقرر السورة هنا حقيقة جديرة بالتأمل. إن معرفة الله لا تكفى، لابد من أداء حقوقه على السراء والضراء. إن بعض الناس ينتمون إلى الله ويتمتعون بنعمته، ولكنهم يشغلون بها عنه ويحيون لأنفسهم وحدها. وقد رأيت جماهير من هذا الصنف. بل إن انتشار الكفر في الأرض يعود لمسالك أقوام عليهم الوحى، فلم يتجردوا له ويقوموا بحقه! في هؤلاء يقول الله: {وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا}.. ومن الإعراض المذموم أن تنشغل بما آتاك الله عما يجب عليك نحوه. وخواتيم هذه السورة تشهد لصاحب الرسالة بالبلاغ والتجرد {قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا}. في الدنيا الآن نفر من رجال الدين يزعمون أنهم يملكون المغفرة للمخطئين، وأن مفاتيح دار الخلد بأيديهم!! وهذه المزاعم هي الثمرة الوحيدة للجهل بالله وسوء العلاقة معه، أما محمد خاتم النبيين فله شأن آخر {قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا}. إنه عبد لله الواحد، يجاهد الشرك والخرافة وينطلق بعقيدة التوحيد ليملأ بها أرجاء العالم، وقد قسم أتباعه الليل والنهار فلا تمر برهة على خطوط الطول والعرض إلا وصائح في الشرق والغرب يهتف: الله أكبر الله أكبر... لا إله إلا الله.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة الجن ذكر فِيها سِتّة أحادِيث:
الحديث الأول:
فِي حديث عمر «كان الرجل منا إِذا قرأ الْبقرة وآل عمران جد فِينا» ورُوِي «فِي أعيينا».
قلت غرِيب من حديث عمر وقد تقدم فِي أوائِل الْبقرة من حديث انس رواهُ احْمد.
الحديث الثّانِي:
روى الزُّهْرِيّ عن علّي بن الْحُسيْن عن ابْن عبّاس رضِي اللّهُ عنْهم قال «بيْنما رسُول الله صلى الله عليه وسلم جالس فِي نفر من الْأنْصار إِذْ رمي بِنجْم فاسْتنار فقال ما كُنْتُم تقولون فِي مثل هذا قالوا كُنّا نقول يمُوت عظِيم أو يُولد عظِيم».
قلت رواهُ مُسلم فِي صحِيحه فِي كتاب الطِّبّ من حديث الْأوْزاعِيّ عن الزُّهْرِيّ عن علّي بن الْحُسيْن عن ابْن عبّاس اخبرني رجل من الْأنْصار قال «بيْنما هم جُلُوس ليْلة مع النّبِي صلى الله عليه وسلم إِذْ رمي بِنجْم فاسْتنار فقال ما كُنْتُم تقولون فِي مثل هذا فِي الْجاهِلِيّة إِذا رأيْتُمُوهُ قالوا كُنّا نقول يمُوت عظِيم أو يُولد عظِيم فقال رسُول الله صلى الله عليه وسلم فإِنّهُ لا يُرْمى بِهِ لموْت اُحْدُ ولا لِحياتِهِ ولكِن ربنا تعالى إِذا قضى أمرا تسبح حملة الْعرْش ثمّ يسبح أهل السّماء الّذين يلُونهُمْ ثمّ الّذين يلُونهُمْ ثمّ الّذين يلُونهُمْ حتّى يبلغ التّسْبِيح إِلى هذِه السّماء ثمّ سأل أهل السّماء السّادِسة أهل السّابِعة ماذا قال ربكُم قال فيُخْبِرُونهُمْ ثمّ تسْتجِيب أهل كل سماء حتّى يبلغ الْخبر أهل السّماء الدُّنْيا ويُتخطّف الشّياطِين السّمع فيقْذِفُونهُ إِلى أوْلِيائِهِمْ فما جاءُوا بِهِ على وجهه فهُو حق ولكنهُمْ يحرفُون ويزِيدُون».
ورواهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتابه فِي تفْسِير سُورة سبأ من حديث معمر عن الزُّهْرِيّ عن علّي بن الْحُسيْن عن ابْن عبّاس قال بيْنما رسُول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل فِيهِ اخبرني رجال من الْأنْصار وقال فِيهِ حسن صحِيح انتهى.
ورواهُ جماعة كما رواهُ مُسلم وآخرُون كما رواهُ التِّرْمِذِيّ.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قوله:
قال عمر رضِي اللّهُ عنْه «ما تصعّدنِي شيْء ما تصعّدتْنِي خطْبة النِّكاح».
قلت رواهُ أبُو عبيد الْقاسِم بن سلام وإِبْراهِيم الْحرْبِيّ فِي غريبيهما من حديث حمّاد بن سلمة عن هِشام بن عُرْوة عن أبِيه عن عمر أنه قال «ما تصعّدنِي شيْء...» إِلى آخِره قال أبُو عبيد ومعْناهُ أي ما شقّ علّي وكل شيْء فعلته بِمشقّة فقد تصعدك قال تعالى كأنّما يصعد فِي السّماء قال وأرى أن أصل هذا من الصعُود وهِي الْعقبة الْمُنكرة قال تعالى: {سأُرْهِقُهُ صعُودا} انْتهى كلامه.
الحديث الثّالِث:
قال النّبِي صلى الله عليه وسلم «الْمُؤمن من أمنه النّاس على أنفسهم وأمْوالهمْ».
قلت رُوِي من حديث أبي هُريْرة ومن حديث فضالة بن عبيد ومن حديث انس ومن حديث أبي مالك الْأشْعرِيّ ومن حديث واثِلة بن الْأسْقع ومن حديث عبد الله بن عمْرو بن الْعاصِ.
أما حديث أبي هُريْرة فرواهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْإِيمان من حديث الْقعْقاع عن أبي صالح عن أبي هُريْرة قال قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم «الْمُسلم من سلم الْمُسلمُون من لِسانه ويده والْمُؤمن من أمنه النّاس على دِمائِهِمْ وأمْوالهمْ» انْتهى وقال حديث حسن صحِيح انتهى.
ورواهُ ابْن حبان فِي صحِيحه فِي النّوْع التّاسِع والْأرْبعِين من الْقسم الثّالِث والْحاكِم فِي مُسْتدْركه فِي كتاب الْإِيمان وفِي لفظ لهُ «على أنفسهم وأمْوالهمْ» وقال لم يخرجاهُ بِهذِهِ الزِّيادة وهِي صحِيحة على شرط مُسلم.
وأما حديث فضالة بن عبيد فرواهُ ابْن ماجة فِي سننه فِي كتاب الْفِتن من حديث عمْرو بن مالك الْجنبي عن فضالة بن عبيد أن النّبِي صلى الله عليه وسلم قال «الْمُؤمن من أمنه النّاس على أنفسهم وأمْوالهمْ والْمُهاجِر من هجر الْخطايا والذنُوب» انْتهى.
ورواهُ ابْن حبان فِي صحِيحه فِي النّوْع السّادِس والسِّتِّين من الْقسم الثّالِث والْحاكِم فِي الْمُسْتدْرك وقال صحِيح على شرط مُسلم ولم يخرجاهُ.
وأما حديث انس فرواهُ ابْن حبان فِي صحِيحه فِي النّوْع الأول من الْقسم الأول من حديث حمّاد بن سلمة عن يُونُس بن عبيد وحميد عن أنس مرفوعا من لفظ التِّرْمِذِيّ.
ورواهُ الْحاكِم فِي الْمُسْتدْرك أيْضا وقال إِنّه صحِيح على شرط مُسلم ولم يخرجاهُ.
وأما حديث أبي مالك الْأشْعرِيّ فرواهُ الطّبرانِيّ فِي مُعْجمه حدثنا هاشم ابْن مرْثد ثنا مُحمّد بن إِسْماعِيل بن عيّاش حدثنِي أبي ثنا ضمْضم بن زرْعة عن شُريْح بن عبيد عن أبي مالك الْأشْعرِيّ «أن رسُول الله صلى الله عليه وسلم قال فِي حجّة الْوداع أليْس هذا الْيوْم الْحرام قالوا بلى يا رسُول الله قال فإِن حُرْمة ما بيْنكُم إِلى يوْم الْقِيامة كحُرْمةِ هذا الْيوْم وأُحدِّثكُمْ عن الْمُسلم الْمُسلم من سلم الْمُسلمُون من لِسانه ويده وأُحدِّثكُمْ من الْمُؤمن الْمُؤمن من أمنه النّاس على أنفسهم وأمْوالهمْ وأُحدِّثكُمْ من المُهاجر المُهاجر من هجر السّيِّئات».
حدثنا الْعبّاس بن الْفضل الْأسْفاطِي ثنا إِسْماعِيل بن أبي أويس ثني إِسْماعِيل ابْن عبد الله بن خالِد بن سعيد بن أبي مرْيم عن جده سمِعت أبا مالك.. فذكره.
وأما حديث واثِلة بن الْأسْقع فرواهُ الطّبرانِيّ فِي مُعْجمه أيْضا ثنا جعْفر ابْن احْمد بن سِنان الواسِطِيّ ثنا أحْمد بن الْمِقْدام أبُو الْأشْعث ثنا عبْثر بن الْقاسِم ثنا الْعلاء بن ثعْلبة عن أبي الْمليح الْهُذلِيّ عن واثِلة بن الْأسْقع قال «رأيْت النّبِي صلى الله عليه وسلم بِمسْجِد الْخيف فقلت لهُ يا رسُول الله أفْتِنا فِي أمر نأْخُذهُ عنْك من بعْدك قال تدع ما يريبك إِلى ما لا يريبك وإِن أفْتاك الْمفْتُون قلت وكيف لي بذلك قال تضع يدك على فُؤادك فإِن الْقلب يسكن للْحلال ولا يسكن لِلْحرامِ وإِن الْمُسلم الْورع يدع الصّغِير مخافة أن يقع فِي الْكبِير قلت يا رسُول الله فما الْمعْصِية قال الّذِي يعين قومه على الظُّلم قلت فمن الْحرِيص قال الّذِي يطْلب الْكسْب من غير حل قلت فمن الْورع قال الّذِي يقف عِنْد الشُّبْهة قلت فمن الْمُؤمن قال من أمنه النّاس على أمْوالهم ودِمائِهِمْ قلت فمن الْمُسلم قال من سلم النّاس من لِسانه ويده قلت فأي الْجِهاد أفضل قال كلمة حق عِنْد إِمام جائِر» انتهى.
ورواهُ أبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حدثنا أبُو الْأشْعث احْمد بن الْمِقْدام بِهِ.
وأما حديث ابْن الْعاصِ فرواهُ عبد بن حميد فِي مُسْنده حدثنا عبد الله بن يزِيد الْمُقرئ ثنا عبد الرّحْمن بن زِياد بن أنعم الإفْرِيقِي عن عبد الله بن يزِيد عن عبد الله ابْن عمْرو بن الْعاصِ «أن رجلا قال يا رسُول الله من الْمُسلم قال من سلم الْمُسلمُون من يده ولسانه قال فمن الْمُؤمن قال من أمنه النّاس على أنفسهم وأمْوالهمْ قال فمن المُهاجر قال من هجر السّيِّئات قال فمن الْمُجاهِد قال من جاهد نفسه لله عز وجل» انْتهى.
( يتبع )





.
.


.
.
.


.
.
.


 

رد مع اقتباس