عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2021, 09:18 PM   #78


عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 29
 أخر زيارة : يوم أمس (06:02 PM)
 المشاركات : 111,576 [ + ]
 التقييم :  40336
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : White

Awards Showcase

افتراضي



حُجّية تفسير ابن عباس

ابن عباس من الصحابة، وقد ذكر علماء التفسير أنّ الصحابي إذا قال قولاً فإنه على أربعة أحوال:

قول الصحابي إذا اشتهر ولم يُعلَم أحدٌ من الصحابة أنكره: هذا القول حجة عند جمهور أهل العلم، قال ابن تيمية: "وأما أقوال الصحابة؛ فإن انتشرت ولم تنكر في زمانهم فهي حجة عند جماهير العلماء".
قول الصحابي إذا لم يُعلم باشتهاره، ولا يُعلَم أن أحداً من الصحابة أنكره: رأى جمهور العلماء قبول هذا القول والاعتماد عليه، وهذه الحالة تنطبق على ما استنبطه ابن عباس من التفسير، ولم يعرف له مخالف ولا موافق من الصحابة.
قول الصحابي إذا خالفه غيره من الصحابة: إذا اختلف الصحابة في مسألة فليس قول أحدهم حجة، بل ينظر العالم في أقوالهم ويرجّح أحد أقوالهم ولا يبتكر قولاً جديداً.

إذا خالف نصًا شرعيًا: فيقدم النص ولا يعمل بقول الصحابي، ومن ذلك رأي ابن عباس في توريث البنتين نصف التركة إذا لم يكن معهما ذكور، وهذا القول ليس له دليل صريح من القرآن، وقد أجمع علماء أهل السنة على أن للبنتين الثلثين، ليس النصف، ودليلهم حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: "جَاءَتْ امْرَأَةُ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ بِابْنَتَيْهَا مِنْ سَعْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَاتَانِ ابْنَتَا سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، قُتِلَ أَبُوهُمَا مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ شَهِيدًا، وَإِنَّ عَمَّهُمَا أَخَذَ مَالَهُمَا، فَلَمْ يَدَعْ لَهُمَا مَالًا وَلَا تُنْكَحَانِ إِلَّا وَلَهُمَا مَالٌ، قَالَ: يَقْضِي اللَّهُ فِي ذَلِكَ، فَنَزَلَتْ: آيَةُ المِيرَاثِ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَمِّهِمَا، فَقَالَ: أَعْطِ ابْنَتَيْ سَعْدٍ الثُّلُثَيْنِ، وَأَعْطِ أُمَّهُمَا الثُّمُنَ، وَمَا بَقِيَ فَهُوَ لَكَ ). قال ابن حجر العسقلاني: "وقد انفرد بن عباس بأن حكمهما حكم الواحدة وأبى ذلك الجمهور، واختلف في مأخذهم فقيل حكمهما حكم الثلاث فما زاد، ودليله بيان السنة فإن الآية لما كانت محتملة بينت السنة أن حكمهما حكم ما زاد عليهما، وذلك واضح في سبب النزول فإن العم لما منع البنتين من الإرث وشكت ذلك أمهما قال صلى الله عليه وسلم لها (يقضي الله في ذلك) فنزلت آية الميراث، فأرسل إلى العم فقال: (أعط بنتي سعد الثلثين)، ويعتذر عن ابن عباس بأنه لم يبلغه فوقف مع ظاهر الآية".

المفسرون وابن عباس


لمّا كان لابن عباس منزلة علمية وخاصة في التفسير، فقد ذُكرت رواياته في كتب التفسير، ولكن بدرجات متفاوتة وفقاً لصحة الرواية وضعفها، وتنوّع المفسرون في تضمين روايات ابن عباس التفسيرية في كتب التفسير، فكانوا ثلاثة أنواع:

علماء ذكروا كل ما رُويَ عن ابن عباس، حتى الروايات الضعيفة والمكذوبة، ومن هؤلاء المفسرين الواحدي الذي جعل الأولويّة لتفسير ابن عباس، وقال "وأبتدئ في كل آية عند التفسير بقول ابن عباس ما وجدتُ له نصّاً"، بغض النظر عن صحة الرواية وضعفها.
علماء لم يذكروا إلا الصحيح من روايات التفسير لابن عباس، ولكنهم لم يرووا عنه إلا القليل، كالبخاري ومسلم.
علماء ذكروا الروايات الصحيحة والضعيفة وتجنبوا الروايات المكذوبة، ومن هؤلاء ابن جرير الطبري




 

رد مع اقتباس