01-08-2013, 02:06 PM
|
#164
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 3
|
تاريخ التسجيل : 03-05-2012
|
أخر زيارة : 02-25-2020 (01:14 AM)
|
المشاركات :
7,343 [
+
] |
التقييم : 165
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Black
|
|
أخر كلمات قراءها ابي مني ..
فضعف حالة .. وهزله .. وتألمة ..
وإنكارة لمرضة .. وقرب موته لإستحالة علاجه ..
أجبرني على التساؤل ..
فكانت هذه الكلمات .
ونتيجاتها ؟؟؟؟
إعترافه لنا بمرضة المميت ..
(( هذيان عواطف ))
أغلقت عينيها بقوة .. متظاهرة بالنعاس .. تنتظر اختلاس نظراتك إليها ..
ودبيب أقدامك نحوها ..
تفتح باب الغرفة وبحذر شديد .. تدفع قدميك للدخول .. تخطو برفق .. تقترب بلطف .. تطالعها من بعيد .. تقترب أكثر .. وأكثر .. فتجدها كالملاك النائم , فتشتم رائحة أنفسها الطاهرة .. أية في الجمال والحنو والطهارة ..
تلامس أناملها الصغيرة .. تقبل جبينها الدافئ ..
وتجثو على ركبتك ,, لتكون أقرب ماتكون منها .. وعلى ذاك الشعر المنسدل على جبينها الطفولي .. تحنو بيدك عليها .. تداعب خصلات شعرها وتبتسم ..
تعدها أن تظل الوالد الحنون للأبد .. تعدها أن تكون السند المفتول للأبد .. تعدها أن تكون المرفيء الأزلي للأبد ..
منها تبدأ قصة الحب الخالدة .. من هنا تبدأ سيناريوهات العشق الماجدة .. مابين حنان الأب وحنو الابن .. مابين البراءة والحنان .. مابين الحاجة .. والأمان .. مابين العطف . والعرفان , تشب منا وفينا تلك الأحاسيس الأسرية .
كيف لي أبي أن أنسى كل تلك اللحظات الحانية , كيف لي يا معصمي , أن أسلو عن تلك المشاعر الطاهرة . من أين لي بيد حنونة كتلك اللتي أوثقتني بها ..
من أين لي بقلب كتوم كقلبك العطوف . من أين أبدء ومن أين أنتهي . أبتي أعذرني إن عجزت عن وصفك , أبتي أعذرني إن عجزت أمام كرمك وحنانك ورجاحة عقلك ..
أبتي
أتعلم أني وإن غدوت أمام العالم رجل إلا
أنني أضل في نفسي مني وفيني ذالك الطفل .. الذي ينتظر عودت أبيه بفارغ الصبر وما أن يفتح باب المنزل يندفع علية راكض يرتمي علية مسقط بغيرته كل ما تحمله من أشياء غيرها ..
يبحث عن مكانه الغالي في قلبك .. ولا يهدئ حتى تحتضنه بقوة الاب الحنون كما لو أنك لامتلك شيء قيم غيره .
ذالك الطفل الذي تعذر بالشبع لتجبره على المكوث بجانبه وبلهجة الأب الغاضب الحاني تطعمه بيدك الطاهرة ..
ذالك الطفل الذي ينتهز فرصة إغلاق باب صومعتك عليك وإنفرادك بنفسك للكتابة , يطرق الباب بخجل يدعي حاجته لتوضيح أو شرح . لتضعه في حجرك الدافئ لتبدأ معه أسطورة الحنو والاهتمام والتعليم .
أبتي ..
أحببت الكتابة منك وفيك .. أحببت التعليم .. محاكاة لك ..
أحببت القراءة مجاراة لميلي المستوحى من شهدك .
أحببت التأمل والإبتسام من بعيد .. مماشاة لعرفك ..
أحببت العزلة تأسيا برفعتك ..
أبتي ..
أحببتك كما أنت .. وتفهمتك كما ظننت . وتجرعتك كما أنا هاوية ..
أحاول أن أتأملك في سكوتك ... وكلامك وإن كان قليلا .
لعلي أنحت ملامحك في مخيلتي للأبد . لعلي أسترجع تلك القوة اللتي أستوحيها منك .
أبتي ..
مالذي تبدل لم تعد أنت كما أنت .. ولم أعد أنا كما أنا ..
تبدلت الدنيا من حولينا وألهتنا بمتطلباتها .. وصعوبتها .
بات الكبر واضحا وجبارا على ملامحك ..
وحاكت السنون على جبينك من كل ألم وهم وخبرة تجاعيد فتاكة .
بت ومرضك .. وأنفاسك المتثاقلة رمز للتضحية والانكسار ..
فيا ليتني أملك من شراييني من دمي وحبري وعمري ما يعيد به بسمة محياك الشجي
تعطل صمام قلبك ..
وزاد همك وقلقك على ما خلفته وما تخلفه من مال وولد ورائك .
فياليتني أملك من قدري شباباً أو عمراً أريح به بالك وجود كتمانك الأزلي ..
أبتي ..
عشتك قصيدة حب مؤججه .. أبتي تجرعتك بمرارة وعذوبة الحنان والحرمان من نفسك لنفسي .. أبتي ألم يأن أن ترتاح .. وتعيد أمجادك السالفه . ألم يأن الأوان أن تتقاعد من المتاعب المتثاقلة .. ألم يأن الأوان ؟أن تتلذ بما بقي لك من أعوام لعلها عامرة .
لعلي بهمي وحرفي لم أنقص ولم أزيد منك زلا إليك . غير كم من التساؤلات والذكريات الفانية ..
ولكني من كل هذا وذاك سطرت لك من كل حبر ومحبر . وقلم ودفتر .وخيال وتذكر . ودمع ومحجر .وميناء ومرفأ
قصيدة حب من همي . وهمسي وفكري وقلبي وعمري ووجدي ... لك يا أغلا هدية ربانية امتلكتها أو لا أمتلكها في يوم ...
ولتعلم بأن كل المشاعر وإن بزغ صبحها . وساد المكان وعم الزمان بها . إلى أنها لا توازي شيء أمام المشاعر الأبوة الحانية شيء إطلاقاً .
فكيف إذا ماكان بطل هذة الرواية هو أنت يا أبتي الغالي . دمت لإبنتك الوفية رمزاً للعطاء . والنقاء . والوفاء . لا ينضب أبداً .
التوقيع :
أبن لا يملك بين يديه غير الذكرى . والرجاء . والتمني.
أحبك
.................................................. ..............................
إعتذار لأبي ..
أبي لو كنت أعلم بأن الموت سيحول بيننا في يوم قريب ما كان أوجعت فؤادك ..
ولا أرقت مضجعك بكل هذه التساؤلات المؤلمة ..
إعتراف لأبي :
أبي لو كنت أعلم بأن الموت حائل بيننا .. لم أجرء على كتابت هذه العبارة ..
أبتي ياليتني مت ولم أألمك بهذه العبارة ..
(( لك يا أغلا هدية ربانية امتلكتها أو لا أمتلكها في يوم .. ))
كل ما أقراها وأتخيل بأنها ألمتك .. حيث أنك كتمت مرضك ..
وإستحالة العلاج عنا .. فقد كافأت حنانك بتساءل وحروف طائشة ..
خرجت بطيش وجنون إبن محب ووالله العالم ..
-- أعترف بأن الحياة من بعدك ضياع .. لا لون فيها ...
ولكني أحاول بأن أعمل بوصيتك ,,
فأنت تمنيت أن أكون مميزة مثلك ..
فلتعلم بأنني أحاول ..
رغم إيماني بأن لا شبية لك يا أبي الغالي ..
بكل إختصار ..
أبي ... أفتقدك ..
|
|
|