10-07-2021, 01:34 PM
|
|
|
لوني المفضل
Blueviolet
|
رقم العضوية : 1718 |
تاريخ التسجيل : 08-02-2020 |
فترة الأقامة : 1912 يوم |
أخر زيارة : 12-10-2024 (06:23 PM) |
المشاركات :
130,427 [
+
]
|
التقييم :
102623 |
معدل التقييم :
           |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
حرمة القرآن الكريم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين
نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فإن القرآن كلام الله - تعالى - أنزله على عبده ورسوله محمد
صلى الله عليه وسلم - ليكون هدىً ونوراً للعالمين إلى يوم القيامة
وقد أكرم الله صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور ،
والعمل به في جميع شئون الحياة ، والتحاكم إليه في القليل والكثير
ولا يزال فضل الله - سبحانه - ينزل على بعض عباده
فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حساً ومعنى .
ولكن هناك طوائف كبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام
حرمت من القيام بحق القرآن العظيم ، وما جاء عن الرسول
- صلى الله عليه وسلم - وأخشى أن ينطبق
بحق على كثير منهم قوله - تعالى - :
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ
مَهْجُوراً [1] ؛إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجوراً
هجروا تلاوته وهجروا تدبره والعمل به ؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله .
ولقد غفل كثير منهم عما يجب عليهم من تكريم كتاب الله وحفظه
إذ قصَّروا في مجال الحفظ والتدبر والعمل ، كما لم يقوموا بما يجب من التعظيم والتكريم لكلام رب العالمين .
ولقد عمَّت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات
وكثيراً ما تشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها لكن قسماً كبيراً من المسلمين حينما يقرأون تلك الصحف يلقونها ، فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدام
بل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى
حتى تصيبها النجاسات والقاذورات ، والله - سبحانه وتعالى -
يقول في كتابه الكريم : إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم ٌ.
فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ . لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ . تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ[2] .
والآية دليل على أنه لا يجوز مس القرآن
إلا إذا كان المسلم على طهارة - كما هو رأي الجمهور من أهل العلم -وفي حديث عمرو
بن حزم الذي كتبه له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((أن لا يمس القرآن إلا طاهر))[3] .
ويروى عن ابن عمرو : أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال : ((لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر))[4] .
وروي عن سلمان – رضي الله عنه – أنه قال :
(لا يمس القرآن إلا المطهرون) ، فقرأ القرآن ، ولم يمس المصحف حين لم يكن على وضوء .
وعن سعد : أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف .
فإذا كان هذا في مس القرآن العزيز ، فكيف بمن يضع
الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن سفرة لطعامه ،
ثم يرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات ؟ لا شك أن هذا امتهان لكتاب الله العزيز وكلامه المبين .
فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا
على الصحف والكتب ، وغيرها مما فيه آيات قرآنية أو أحاديث نبوية ، أو كلام فيه ذكر الله ، أو بعض أسمائه - سبحانه - فيحفظها في مكان طاهر
وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أو أحرقها
ولا يجوز التساهل في ذلك .
وحيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذا الأمر
وقد يقع في المحذور جهلاً منه بالحكم،
رأيت كتابة هذه الكلمة ؛ تذكيراً وبياناً لما يجب
على المسلمين العمل به تجاه كتاب الله وأسمائه وصفاته
وأحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم -
وتحذيراً من الوقوع فيما يغضب الله ، ويتنافى مع مقام كلام رب العالمين .
والله - سبحانه - المسئول أن يوفقنا والمسلمين
جميعاً لما يحبه ويرضاه ، وأن يعيذنا جميعاً من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا
وأن يمنحنا جميعاً تعظيم كتابه وسنة رسوله
- صلى الله عليه وسلم - والعمل بهما ، وصيانتهما عن كل ما يسيء إليهما من قول
أو فعل ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
[1] سورة الفرقان ، الآية 30 .
[2] سورة الواقعة ، الآيات 77 – 80 .
[3] أخرجه الإمام مالك في الموطأ ، كتاب النداء في الصلاة ، برقم : 419
[4] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ، برقم : 3301 .
الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
|