الموضوع
:
كم أنت عظيمٌ يا ربي
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-08-2021, 12:45 PM
SMS ~
لوني المفضل
Blueviolet
رقم العضوية :
1718
تاريخ التسجيل :
08-02-2020
فترة الأقامة :
1912 يوم
أخر زيارة :
12-10-2024 (06:23 PM)
المشاركات :
130,427 [
+
]
التقييم :
102623
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
كم أنت عظيمٌ يا ربي
إلهي سامِحني لتجاوزي قَدري وتجرئي بالسماحِ لكلماتي أنْ تشقَّ حِجابَ الحياءِ من شدة رغبتها في التعبير عنك؛ لأنّها ضاقَتْ من عبدِكَ الذي شرَدَ بهِ الهمُّ وتاهتْ بِهِ سفينتُهُ في أمواجِ العَرْبدةِ الدنيوية، فظنَّتْ شُطآنَ الكُثبانِ الزَّائلةِ مرافئَ للاستقرارِ، فضَربَتْها الأمواجُ مِن كلِّ حدبٍ وصوبٍ، وكُنتَ أَنتَ تتلقَّفُه منها كي لا تبتلعَهُ أمواجُ وظلماتُ دنيا زائلةٍ، ثمَّ لم يَلبَثْ أن يحنَّ إلى تلكَ الأمواجِ ظانًا فيها الركنَ المشيد والملجأ الأمين.
فأرادتِ الكلماتُ أن تَصرُخ بوجهه مذكِّرةً إياه بإحسانكَ، علَّ قطراتِ الحياءِ تعودُ إليه فتقضِي على جفافِ قلبهِ، وتعودُ المياه إلى عقلِه، فتنبُتُ أنوارُ الإيمان على وجنَتي وجهه.
تقولُ الكلمات: إنكَ رحِمْتَ من غَدَرَ ونَكَصَ، وصَبَرتَ على من عقَّ وأدْبَرَ، ناديْتَ منِ ابتعدَ بشوقٍ، ثمَّ كنْتَ معهُ عندما فرَّ منه الصاحبُ وعجِزَ الطبيبُ وحارَ الحكيم... تقول الكلمات: نوّرتَ له الحياةَ وسَقَيْتَهُ من مَعينِ العَطاء، أَرَيْتَهُ آثارَ جروحِ ما ارتَكَبتْ يداهُ لعنادِه لك، ثم ضمّدتَها له رغم أنه أراد أن يواجهَكَ بها وأنتَ واهبُ وجودِه، لعَنَ حظَّه ونسِيَ أنَّه قدَرُهُ، وسبّ زمنَهُ ونسِيَ أنَّهُ لن يصرعَه... وأَمْهَلتَهُ.... وأَمْهَلتَهُ... وبمجردِ قوله: ربي... تجيبُهُ لبيكَ عبدي تمسحُ كلماتِه، وكأنَّه لم يقلْها، وتقيلُ عثراتِه، وتَشْرعُ له أبوابَكَ... وما إن يتعافى حتى يَنْكُصَ على عَقِبيه متنكِّرًا لكلِّ هذا متَّجهًا بنظره إلى الأضعف المتخلِّي عنه... إلى من هو نظيرُه في الدُّنيا... نظيرُه الذي يبكي كما يبكي ويمرض كما يمرض ويلفُّه العجز من كلِّ صوبٍ، ويتركُ بابَك المشرّع، وصوتك المناديه... راكضًا وراء جُحرٍ نسِيَ أنَّ رائحتَهُ أزكَمتْ أنفَه منذ قريب... راكضًا إلى جُحرٍ احتوى المصابين التائهين الحائرين الذين يردِّدون لسْتُ أَدري، ولكني أَبصرْتُ قدامي طريقي فمَشَيْت...
ألهذه الدرجة تحبُّه! وما المقدَّم من قِبَلِهِ حتى ينالَ هذا الحبَّ من قِبلِك، وما المفقود من ملكِكَ حتى ينالَ هذهِ المكانةَ عِندكَ فلا تتركُهُ تائهًا ولا تتخلّى عنهُ، بل تحُولُ دائمًا بينَهُ وبينَ التيه والضياع في ظلمة العدم.
ولمّا عَجِزتِ الكلماتُ عن وصفكَ، تَتَبعَتْ ولجأتْ إلى ما وصفتَ به نفسَكَ... فوقفَتْ ولم تنْبُت ببنتٍ من بناتها وهي تُنْصِتُ لقولك: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49].
زيارات الملف الشخصي :
1582
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 68.20 يوميا
انثى برائحة الورد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى انثى برائحة الورد
البحث عن كل مشاركات انثى برائحة الورد