عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-20-2021, 11:55 PM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2535 يوم
 أخر زيارة : 05-02-2025 (05:59 PM)
 العمر : 29
 المشاركات : 111,574 [ + ]
 التقييم : 40336
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]

Awards Showcase

افتراضي لا تحتقر عملاً ، ولا تنتقص عاملاً



لا تحتقر عملاً ، ولا تنتقص عاملاً.



الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لانبي بعده .
هذه الأمّةٌ أمّةً مرحومة في شريعتها ، وأعمالها ، وثوابها .
تتعدد فيها سُبل الطاعات ، وتتنوّع فيها الأجور ، ويسر الله لأتباعها طرق الخير ، فلا تكاد ترى عملاً - وإن كان في نظر العامل صغيراً - إلا وفيه من الأجور مايحتار فيه العبد في عظيم فضل الله تعالى ( خذ على سبيل المثيل لا الحصر أجر صلاة الجنازة لا تستغرق خمس دقائق وثوابها أجر قيراط بثقل الجبل العظيم وهذا من فضل الكريم سبحانه )
فمن شاء من الأمّة أن يعمل عملاً بمفرده وجد أجوراً لا حصر لها في عظائم الأعمال كبِّر الوالدين ، ورعاية الأسرة ، ومعونة المحتاج في أي مرفق من مرافق الحياة .
ومن شاء مِن أفراد الأمّة أن يساهم في أعمال البِّر مع الجماعة ، فالباب أمامه مفتوح ، والطرق متنوعة ، وخدمة الأمّةَ في أي مجال نافع هو بِّر وإحسان ، وفضل وقربة .
وهذا التنوّع من تمام إقامة الحياة لاختلاف الحاجات ، وتنوّع القدرات .
ومانراه اليوم من حِراك مبارك للأمّة في القطاع الخيري بتنوّع الأعمال ، وكثرة العاملين ، وظهور طاقات ومواهب يُفرح النفس ويُسعد الفؤاد - على أنّ كل صادق في حبّ أمّته - يرجو المزيد في العطاء ، وأن يتضاعف أعداد العاملين ، فالأمّة عددها كبير ، وجوانب النقص في أعمال البِّر المتنوّعة تحتاج إلى المزيد ؛ ويبقى السؤال الذي يتردّد في النفس :
أي العمل أفضل ؟
وما هو الأنفع لنفسي ولأمتي ؟
والجواب :
أنّ من الأفضل للمرء أن يتوجه للعمل الذي يرى فيه نفسه ، وأنّه قادرٌ على العطاء فيه ، وأنّ يحرص أن يتعاون مع إخوانه في أعمال البِّر المشتركة حتى لا تُوغرَ النفوس ، ويتلاعب الشيطان بالعاملين ، فمجالات الخير لا حصر لها ، ومن كمال طهارة النفس معاونة الإخوة ، والمساهمة في نجاحهم لا إبعادهم ، ومانراه في بعض الجهات وعند بعض الأشخاص من مخالفة لهذا الأمر فهو خطأ بيّن ينبغي إصلاحه .
والأفضل من الأعمال لا شك هو ماكان متقناً ، متبِّعاً فيه صاحبُه الشرع المطهّر ، جامعاً لنفع المسلمين في أي عمل من اعمال البر والإحسان .
ومن تأمّل في واقع الصحابة رضوان الله عليهم وجد هذا الأمر بيّناً وواضحاً .
تجدهم قد تنوّعت أعمالهم ، وتعدّدت مشارب نفعهم لأمتهم ، فهذا قد تخصص في العلم ونشره ، وذاك قد لمع نجمه في باب الجهاد ومقارعة الأعداء ، وثالثهم في تعليم القرآن ونشره ، ورابعهم يسعى في قضاء حوائج الناس .. وهكذا في تنوّع يجعل الأمّة كاملة .
ومن سبر سيرتهم - أيضاً - وجد أنّه لم ينقم أحدٌ منهم على عامل ، أو تنقّص جهد مجتهد ، بل باركوا أعمال بعض ، وأعانوا وسددوا ، وشاركوا ، ودعا بعضهم لبعض في ظهر الغيب وذلك لكمال نصحهم لأمتهم ، وطهارة قلوبهم لإخوانهم .
العمل الأفضل :
ما كان صاحبُه فيه لله أطوع ، وللإخلاص أقرب ، وللتأسي بنبيه عليه الصلاة والسلام ألصق .
العمل الأفضل :
ماكان صاحبه متجرّداً لله في عمله لا سمعة ولا رياء في سعيه ، ولا حب مدح وثناء ، والقلب أثناء العمل بين الخوف والوجل والرجاء .
العمل الأفضل :
ماكان العامل يرى فيه فضل الله ومنّته عليه ، إذ هو الذي هداه ، ووفقه وأعانه ورعاه ، لا قوة النفس ،

ولا زكاة الفؤاد .
فاجتهد في سبيل الخير ، وعلّق قلبك بالكريم سبحانه ، وأعن إخوانك ، وانصح لهم ولأمتك ، ولا تستصغر عمل عامل ، ولا تحتقر جهد مجتهد ، وأحط إخوانك بصدق دعائك .




رد مع اقتباس