التواصل الاجتماعي ولد التفكك الاسري.

نعم هذا واقعنا اليوم بعدما قيل عن التطور التكنولوجي و الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي على انها حولت العالم الى قرية صغيرة و على انها معجزة العصر و انها تربح الوقت و تقتصر المجهود و المسافات ...

للاسف لم تقدر كل هذه المزايا ان تغطي اثارها السلبية بل و الكارثية ان لم ابالغ ....كيف لا ...و قد فككت ترابط الاسرة ...و هل هذا بقليل ...نعم لقد فعلت للاسف ....و اصبح افراد الاسرة قليلا ما يجتمعون ..
و يتبادلون الاحاديث فيما بينهم ..وان فعلوا سيقتصر اجتماعهم فقط على اوقات الاكل ...اي حول مائدة الطعام ..و لا يدوم ذلك طويلا ...حتى يسرع كل منهم الى هاتفه او الكمبيوتر ...ليكمل اتصاله بالعالم الالكتروني ...مضيعا بذلك

وقتا ذهبيا مع اسرته ...قد يكون ضيع نصيحة من والديه ....او تجربة يقتدي بها في حياته......وربما يكون قد ضيع حسنات لتقصيره في دينه ....

لا نعني بهذا الكلام ان نكون ضد التطور التكنولوجي
او استخدام الانترنت ..بل علينا ان نستخدمها في الخير ..كالتعلم ...و تبادل المعلومات و ذلك في حدود وقت معين ...لا ياخد الكثير من حياتنا او حقنا على انفسنا
او حق غيرنا .

فالرابطة الاسرية رابطة جوهرية علينا الحفاظ عليها قدر المستطاع...لان ما يسمى بالتواصل الاجتماعي مع اناس معروفين كانوا ام مجهولين ..لا يساوي شيئا امام التواصل الاسري

لان نصيحة الاب و الام ليست كباقي النصائح

و علاقة الاخوة و التواصل فيما بينها لن تشبه اي علاقة اخرى مهما كانت قوية

حتى و لو كانت صداقة ..ففي الاخير للبيوت اسرار
و لا يحلها الا اهلها اي افراد الاسرة فيما بينهم

فاذا كانت الاسرة مشتتة فسيقل التفاهم فيما بينهم ..
و تقل معرفتهم ببعض ...و كذلك ثقتهم فيما بينهم

فعلى افراد الاسرة و خصوصا الوالدين باعتبارهما المسؤولين الاولين ان يحرصا على جذب اولادهم اليهم

و نصحهم بالاحتكاك مع الحياة الاسرية ...لان الاسرة جوهر الحياة و قد تصبح تجمعات الاسرة من احلى
و ابقى الذكريات في يوم ما ...يوم يكون المرء يكافح
في هذه الحياة ....سيجد نصائح والديه و التجارب التي علماه اياها سندا له في الحياة.