{ و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه
ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل .. }
الزمر .
إن فطرة الإنسان تبرز عارية حين يمسه الضر ،
و يسقط عنها الركام ، و تزول عنها الحجب ،
و تتكشف عنها الأوهام ..
فتتجه إلى ربها و تنيب إليه وحده و هي تدرك
أنه لا يكشف الضر غيره و تعلم كذب
ما تدعي من شركاء أو شفعاء .
فأما حين يذهب الضر و يأتي الرخاء و يخوله الله نعمة منه
و يرفع عنه البلاء فإن هذا الإنسان الذي تعرت فطرته
عند مس الضر يعود فيضع عليها الركام ..
و ينسى تضرعه و إنابته و توحيده لربه
ينسى هذا كله و يذهب يجعل لله أندادا .
إما آلهة يعبدها و إما قيما و أشخصا و أوضاعا
يجعل لها في نفسه شركة مع الله ..
و يحبها كما يحب الله أو أشد حبا .