عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2023, 10:01 PM   #3


الصورة الرمزية جلال اليماني
جلال اليماني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2055
 تاريخ التسجيل :  12-02-2023
 العمر : 24
 أخر زيارة : 04-29-2024 (12:07 AM)
 المشاركات : 8,606 [ + ]
 التقييم :  6346
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ناطق العبيدي لايمكن لاحد ان يزيف التاريخ وخاصه
عندما يكون التاريخ مدعوم وموثق بالقرآن الكريم
كثير من المؤرخين الاقزام يجتهدون كثير لتزييف التاريخ والحقائق ونتمنا ان لاتكون احد الاقلام المروجه لهم


مملكة سبأ … (1)

مملكة سبأ Sheba

——————————————

روى الترمذي وغيره بسند صحيح، من حديث فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ المُرَادِيِّ : لما نزلت سورة سبأ قال رجل : يا رسول الله، وما سبأ ؟ أرض أو امرأة؟

قال: م€ٹليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامَنَ منهم ستة، وتشاءَمَ منهم أربعة، فأما الذين تشاءموا: فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا: فالأزد والأشعريون وحمير ومذحج وأنمار وكندة م€‹. (*1)

……

تيامنوا : سكنوا اليمن … تشاءموا : نزحوا تجاه الشام

…….



سورة كاملة تتنزل في مملكة قديمة يقال: إن تاريخها يعود إلى أكثر من ألفي عام ق. م، فتكون تلك السورة معجزة من معجزات النبوة لرسول الله عليه الصلاة والسلام؛ لقلة النقل في ذلك الزمان عن تلك المملكة وشأنها، و جاءت الآيات بتفصيل سماتها تتكلم عن حضارتها تلك ومكانتها في سورتين :



âک† سورة النمل :

ï´؟ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ ï´¾ [النمل: 20 – 22]،



âک† وسورة سبأ :

ï´؟ لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ï´¾ [سبأ: 15].



وحين يقول ربنا جل وعلا ذلك ؛ نعلم يقينًا أنها كانت آية بالفعل، فالمُلْكُ فيها مستقر يتداوله أبناء سبأ، ومنهم بلقيس، وفي ذرية سبأ سلالة العرب، فأبناؤه عشرة، سكن ستة منهم اليمن، وسكن أربعة منهم الشام.




و جاءت بلقيس فشيدت لهم سدًّا عظيمًا يدخر ماء المطر في موسمه ليفتح بواسطة بوابات مذهلة بطريقة عجيبة توزع الماء على المدينة طوال العام، فكان ما أطيب ثمرها ! وما ألذ العيش في رحابها ! أمن وطمأنينة، ورغد عيش، وسَعة رزق، يصفه الله عز وجل بقوله:



ï´؟ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ï´¾ [سبأ: 15]،




طيور وأشجار، وثمار وظلال، سماء صافية، وأرض نقية ï´؟ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ï´¾ [سبأ: 15]، فلا يدخلها إلا طيب، هواؤها طيب وثمرها طيب، حتى قالوا: إن الركبان إذا دخلوا البلاد من سفر ودخلت معهم هوام وقمل فتموت بمجرد الوصول، فلا يدخلها خبيث أبدًا،



ï´؟ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً ï´¾ [سبأ: 18]،



فكانوا إذا أرادوا السفر إلى الشام لم يتكلفوا حمل الماء والزاد والمتاع؛ لأنهم لا يحتاجون إليها لقرب القرى بعضها من بعض




ï´؟ وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ï´¾ [سبأ: 18]، وكأن المسافة بين قرية وقرية حتى يصلوا إلى الشام مقدرة بمقياس دقيق، فاستراحة الصباح في قرية كذا واستراحة الظهيرة في قرية أخرى وهكذا،



ï´؟ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ï´¾ [سبأ: 18]، وهنا نعمة مضافة؛ فأمن الطريق، وسلامة المرور، وتبدد الخوف ليلاً ونهارًا: تُشعر المسافرَ بالطمأنينة والسعادة.




حتى جاءت الكارثة بكفر هذه النعم، فكفروا بالمنعم أولاً ï´؟ إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ï´¾ [النمل: 23، 24]،



فيبدو أنهم عادوا إلى كفرهم بالله عز وجل بعد إيمان بلقيس، ثم كفروا بالنعمة ï´؟ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا .. وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ï´¾ [سبأ: 19]، فأرادوا العناء في السفر، وطلبوا حمل المتاع والزاد والماء، وكأنه نوع من البطر والأشر والإسراف وعدم الرضا والقبول بفضل الله عليهم، فهم يشابهون بني إسرائيل حين قالوا لموسى: ï´؟ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ï´¾ [البقرة: 61] بعد أن تفضل الله عليهم بالمن والسلوى .




و يذكر أهل التاريخ عن قصة انهيار سد مأرب وزوال مملكة سبأ أن طريفة الكاهنة امرأة عمرو بن عامر تكهنت بتحطم السد، فأخبرت زوجها بعلامته إذا رأى جرذًا يَحفِر في السد يعمل بعمل عشرة رجال، وبالفعل قام في صبيحة يوم فرأى جرذًا يحفر السد، فعلم أنه لا بقاء للسد، ..



وكان رجلاً ذا مال وعقار وبساتين فأجمع النقلة من اليمن، وكاد قومه بأن أَمَر أصغر بنيه أن يلطمه إذا أغلظ له، ففعل، فقال: لا أقيم في بلد يلطمني فيها أصغر ولدي، وعَرَض أمواله، فقال أشراف اليمن: اغتنموا غضبة عمرو، فاشتروا أمواله، وانتقل في ولده وولد ولده !!




ï´؟ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ï´¾ [سبأ: 16]،




ففتح عليها السيل وتغيرت ملامح الأرض؛ فالأخضر أصبح يبابًا، وتغيرت ملامح الصفاء إلى كدر، وتحولت السعادة إلى عناء، وتبدل حال الزرع إلى شجر غير مثمر !

ï´؟ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ï´¾ [سبأ: 19]،



فأصبحوا حديث القبائل، وربما كانوا هم الخبرَ العاجل في وسائل الإعلام حينها، ï´؟ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ï´¾ [سبأ: 19]، فتفرَّق الأبناء؛ فخزاعة في العراق، والأنصار في يثرب، وغسان في الشام، والأزد في عمان ..

ï´؟ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ï´¾ [سبأ: 17].



قصة محزنة لمملكة عظيمة وحضارة كانت رائدة، فانتهت بلمح البصر، وهي رسالة لنا – أن نشكر المنعم وأن نشكر النعمة، فقد قال ربنا عز وجل:

ï´؟ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ï´¾ [إبراهيم: 7].



يختم الله جل وعلا تلك الآيات العظيمة في قصة هذه المملكة بقوله عز من قائل :

ï´؟ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ï´¾ [سبأ: 19]. (*2)


 
 توقيع : جلال اليماني

https://www.skoon-elqmar.com/vb/signaturepics/sigpic2055_5.gif



رد مع اقتباس