الموضوع
:
من أسباب رفع البلاء.
عرض مشاركة واحدة
#
1
12-14-2023, 12:07 AM
Awards Showcase
لوني المفضل
White
رقم العضوية :
1482
تاريخ التسجيل :
27-05-2018
فترة الأقامة :
2544 يوم
أخر زيارة :
يوم أمس (06:27 PM)
العمر :
29
المشاركات :
111,908 [
+
]
التقييم :
41148
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
Awards Showcase
كل الاوسمة
: 4
اجمالى النقاط
: 0
من أسباب رفع البلاء.
من أسباب رفع البلاء
الرجوع واللجوء إلى الله تبارك وتعالى:
قال الله تعالى: ﴿
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ
﴾[الأعراف: 201].
معنى قوله تعالى: ﴿
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ
﴾:
قال الحافظ ابن كثير
: في "تفسيره" (3/ 534): يُخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر، وتركوا ما عنه زجر، أنهم
﴿
إِذَا مَسَّهُمْ
﴾
أي: أصابهم طيفٌ ـ وقرأ آخرون: طائفٌ ـ وقد جاء فيه حديث، وهما قراءتان مشهورتان، فقيل: بمعنى واحد، وقيل: بينهما فرق.
ومنهم من فسَّر ذلك: بالغضب.
ومنهم من فسره: بمس الشيطان بالصرع ونحوه.
ومنهم من فسره: بالهم بالذنب، ومنهم من فسره بإصابة الذنب.
وقوله:
﴿
تَذَكَّرُوا
﴾؛
أي: عقاب الله وجزيل ثوابه، ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله، ورجعوا إليه من قريب.
قوله:
﴿
فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ
﴾
؛ أي: قد استقاموا، وصحُّوا مما كانوا فيه.
وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه، ها هنا حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبها طيف، فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يشفيني، فقال:
(إن شئتِ دعوت اللهَ فشفاك، وإن شئتِ فاصبري، ولا حساب عليكِ)
، فقالت: بل أصبر، ولا حساب عليَّ[1].
ورواه غير واحد من أهل السنن[2]،وعندهم: قالت:
يا رسول الله، إني أصرع وأتكشف، فادع الله أن يشفيني، فقال:
(إن شئتِ دعوت الله أن يشفيكِ، وإن شئت صبرتِ ولكِ الجنة؟)
، فقالت: بل أصبر، وليَ الجنة، ولكن ادع الله ألا أتكشف، فدعا لها، فكانت لا تتكشَّف.
وأخرجه الحاكم في "مستدركه"[3]، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم، ولم يخرجاه؛ ا.هـ.
ثم قال الحافظ ابن كثير
: وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة (عمرو بن جامع) ـ من "تاريخه"[4] أن شابًّا كان يتعبَّد في المسجد، فهوِيَته امرأةٌ، فدعته إلى نفسها، وما زالت به حتى كاد يدخل معها المنزل، فذكر هذه الآية:
﴿
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ
﴾
، فخرَّ مغشيًّا عليه، ثم أفاق فأعادها، فمات، فجاء عُمر فعزَّى فيه أباه، وكان قد دُفن ليلا، فذهب فصلىَّ على قبره بمن معه، ثم ناداه عمر، فقال:
يا فتى ﴿
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ
﴾ [الرحمن:46]، وأجابه الفتى من داخل القبر: يا عمر، قد أعطانيهما ربي عز وجل في الجنة مرتين؛ اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر
في "الفتح" (10/3 14) ـ عند حديث ابن عباس، في قصة المرأة ألتي كانت تصرع وتتكشَّف، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب منه الدعاء، قال: وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء، والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية، ولكن إنما ينجع بأمرين:
أحدهما من جهة العليل:
وهو صدق القصد.
والآخر من جهة المداوي:
وهو قُوَّة توجهه، وقوة قلبه بالتقوى والتوكل، والله أعلم؛ اهـ.
وقال
أيضًا في (10/ 196): ولا خلاف في مشروعية الفزع إلى الله تعالى، والالتجاء إليه في كل ما وقع وما يُتوقَّع؛ اهـ.
قلت
: وهذا السبب، وهو الرجوع واللجوء، والخضوع والتذلل، والانطراح والانكسار، والتضرع والإلحاح ونحوها، بين يدي من هو أرحم بعبده من الأم بولدها - هو من أفضل الأسباب، إن لم يكن أفضلها، والله المستعان.
[1]
حسنٌ:
رواه الحاكم في "المستدرك" (4/ 218), وابن حبان ـ الإحسان ـ برقم (2909), وقد وافق الإمامُ الذهبي الحاكمَ : في تصحيحه.
[2] في "الصحيحين", البخاري برقم (5652), ومسلم (2576), عن ابن عباس رضي الله عنهما.
[3] (4/ 218).
[4] "تاريخ دمشق" (45/ 450), و"مختصر تاريخ دمشق" لابن منظور (19/ 190 ـ 191).
زيارات الملف الشخصي :
9558
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 44.00 يوميا
MMS ~
عطر الزنبق
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الزنبق
البحث عن كل مشاركات عطر الزنبق