الموضوع
:
الرثاء فى الإسلام
عرض مشاركة واحدة
#
1
اليوم, 03:08 PM
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
2044
تاريخ التسجيل :
05-01-2023
فترة الأقامة :
856 يوم
أخر زيارة :
اليوم (03:08 PM)
العمر :
56
المشاركات :
953 [
+
]
التقييم :
251
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
الرثاء فى الإسلام
الرثاء فى الإسلام
الرثاء هو :
اظهار التألم والشفقة نحو الموتى بالكلام والرثاء يتخذ أنواعا هى :
الأول الرثاء المحرم وهو يحرم بسبب من الأسباب التالية :
مدح الميت سواء كان المدح من أفعاله فعلا أو لم يكن وفى تحريم المدح وهو التزكية لمسلم أو مسلمة بالاسم كما قال سبحانه :
" فلا تزكوا أنفسكم "
والمقصود فلا يمدح بعضكم بعضا
الثانى الكذب وهو يكون بذكر ما ليس فى الميت من الأخلاق الحميدة والأفعال الصالحة
الثالث الصراخ والعويل وهو ما يسمونه :
الصوات عليه سواء بإصدار صراخ أو بإصدار ما يسمى التعديد بصوت جهرى عالى وهو ذكر أعمال الميت
وقد حرم الله الصوت العالى وطلب أن يكون الكلام كلاما حسنا سديدا حيث قال سبحانه :
" وقولوا قولا سديدا "
الرابع التفجع على كافر وهو الحزن على أحد الكفار حتى ولو كان حبيبا أو صديقا لأن الله نهى عن الحزن عليهم حيث قال:
" ولا تحزن عليهم "
الثانى الرثاء المباح وهو :
طلب المغفرة والرحمة من الله للميت المسلم وطلب الصبر والسلوان لأهله وهو ما سماه الله :
الصلاة على الميت حيث قال سبحانه :
" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره "
والرثاء كلفظ يقوم محله ألفاظا أخرى بمعناه أو قريبة منه ومنها :
التأبين وهو :
البكاء على الميت والثناء عليه.
الندب وهو ذكر محاسن الميت
التعديد وهو نفسه ذكر محاسن الميت
وكان فى الزمن الماضى يستأجر بعض أهالى الميتين خاصة الظلمة مثلهم نساء يقمن بندبه وتعديد محاسنه ومن ثم كانت توجد مهن نسائية اسمها :
الندابة والمعددة
وقد اختفت حاليا من الكثير من المجتمعات
وكان القصد منها النكاية فى المظلومين الذين يفرحون فى موت الظالم ولا يحضرون جنازته حيث كان يسير فيها القليل من الناس وهم المنافقين التابعين له وأمثاله من الظلمة الذين ناسبوه أو اشتركوا معه فى الظلم
ومع اختفاء تلك المظاهر حلت محلها وظائف ولكنها ليست فى الرثاء ويسمون أهلها البطانة وهى تقوم على مدح قراء القرآن خصوصا فى المأتم فتجد جمل مثل :
الله عليك يا سيدنا الشيخ
ربنا يزيدك من نعيمه
ربنا يفتح عليك يا عم الشيخ
الله ينور عليك
أعد يا عم الشيخ
وقد اختلف أهل الفقه فى الرثاء الشعرى أو النثرى فنجد الحنفية أباحوه مع عدم الافراط فيه خاصة عند الجنازة
وأما الشافعية فكره النووى منهم الرثاء الشعرى والنثرى للميت وأما الحنابلة فقد حرموه طالما كان يساعد على زيادة الحزن والبكاء واعتبروه من ضمن النياحة المحرمة
والحق هو :
أن الرثاء مباح بالشعر أو بالنثر طالما المعنى هو :
طلب الرحمة والمغفرة من الله للميت وطلب انزال الصبر والسكينة على قلوب أهل الميت
وفى الشعر الذى يسمونه جاهليا كانت قصيدة الرثاء تقوم على أربعة أعمدة كما يقال وهى :
الأول هو البدء والاستهلال بذكر كون الموت محتوم مكتوب على البشر
الثانى ذكر أسباب حدوث موت المرثى ومكانه وزمانه وعظمة حزن الناس عليه
الثالث تعداد صفات وأفعال الميت الحسنة على طريقة :
اذكروا محاسن موتاكم
الرابع أخذ العظة والعبرة وتعزية الأهل وذكر أساهم
بالطبع هذه الأعمدة الأربعة ليست أمرا مقدسا يتم العمل به فى كل قصائد الرثاء وإنما كانت السمة الغالبة على العديد من القصائد التى نسبت للجاهليين
ونذكر بعضا من قصائد الرثاء فى عصور مختلفة وفى موت أناس مختلفين وهى :
قال عدى بن ربيعة فى رثاء أخيه كليب :
كليب لا خير في الدنيا و من فيها
ان انت خليتها في من يخليها
نعى النعاة كليبا لي فقلت لهم
سالت بنا الارض او زالت رواسيها
ليت السماء على من تحتها وقعت
وحالت الارض فانجابت بمن فيها
والقصيدة فخر كاذب وتمنى خائب
وأما زوجة كليب جليلة بنت مرة فقد قالت أفضل من أخيه حين قالت:
يا ابْنةَ الأقوامِ إن لُّمْتِ فَلا * تَعْجَلي باللَّوْمِ حتَّى تَسْأَلِي
فَإِذَا أَنتِ تَبَيَّنْتِ الَّتي * عندها اللَّومُ فَلُومِي واعذِلِي
إن تَكُنْ أختُ امرِئٍ لِيمَتْ علَى * جَزَعٍ مِّنها عَلَيهِ فافْعَلي
فِعلُ جَسَّاسٍ علَى ضنِّي بِهِ * قاطعٌ ظَهْري ومُدْنٍ أَجَلي
لَو بعَينٍ فُدِيَتْ عَيْني سِوَى * أختها وانفقأَتْ لَمْ أحْفِلِ
تحمِلُ العينُ قذَى العينِ كما * تَحمِلُ الأُمُّ قذَى ما تَفْتَلي
إنَّني قاتلةٌ مَّقتولةٌ * فَلعلَّ اللهَ أن يرتاحَ لِي
يا قتيلاً قوَّضَ الدَّهرُ بِه * سَقْفَ بَيتَيَّ جميعًا مِنْ عَلِ
ورَماني فَقْدُهُ مِن كَثبٍ * رَمْيةَ المُصْمَى بِهِ المُستأصَلِ
هَدَمَ البَيتَ الَّذي اسْتَحْدَثْتُهُ * وَسَعَى في هَدْمِ بَيْتي الأوَّلِ
مسَّني فَقْدُ كُلَيْبٍ بِلَظًى * مِن ورَائي ولَظًى مُّستَقْبِلِي
لَيسَ مَن يَبْكِي لِيَومَينِ كمَنْ * إنَّما يَبْكي ليومٍ ينجَلِي
دَرَكُ الثَّائرِ شافيهِ وفي * دَرَكي ثأرِيَ ثَكْلُ المثكلِ
لَيتهُ كان دَمي فاحتلبوا * دِررًا مِّنهُ دمي مِنْ أَكْحَلي
والقصيدة تعبر تعبيرا صادقا عن مأساة المرأة التى قتل أخاها زوجها وهدم بيتها بذلك وهو بيت زوجها وهدم بيت أبيها حيث يوجد أخيها المطلوب الثأر منه بواسطتها وأولادها
بالطبع أقول هذا رغم أن تلك الحكاية وما قامت عليه وهى سيرة الزير سالم هى حكاية اخترعها الكاذبون لأهداف ما معظمها ليس نبيلا كما حال السير كسيرة أبو زيد الهلالى والظاهر بيبرس فتلك السير الهدف منها نشر الجهل فى المجتمعات من خلال بيان قدرات السحرة والعلم بالغيب من خلال ناس محددين ومن خلال حدوث المعجزات التى انتهى عصرها من بعثة النبى الخاتم(ص) واباحة السلب والنهب من خلال الحروب
ومن أشهر قصائد الرثاء قصيدة رثاء ابن الرومى لابنه محمد وفيها قال :
بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي
بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي
ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ
تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي فلله كيفَ اخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ
على حينَ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ وآنَسْتُ من أفْعاله آيةَ الرُّشدِ
طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ بعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ
لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ
لقَد قلَّ بين المهْد واللَّحْد لُبْثُهُ فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ
تَنَغَّصَ قَبْلَ الرِّيِّ ماءُ حَياتِهِ وفُجِّعَ منْه بالعُذُوبة والبَرْدِ
ألَحَّ عليه النَّزْفُ حتَّى أحالَهُ إلى صُفْرَة الجاديِّ عن حُمْرَةِ الوَرْدِ
وظلَّ على الأيْدي تَساقط نَفْسُه ويذوِي كما يذوي القَضِيبُ من الرَّنْدِ
فَيَالكِ من نَفْس تَسَاقَط أنْفُساً تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ
عجبتُ لقلبي كيف لم ينفَطِرْ لهُ ولوْ أنَّهُ أقْسى من الحجر الصَّلدِ
بودِّي أني كنتُ قُدِّمْتُ قبْلَهُ وأن المنايا دُونَهُ صَمَدَتْ صَمْدِي
ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي وللرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ
وما سرني أن بعْتُهُ بثَوابِه ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّةِ الخُلْدِ
وَلا بِعْتُهُ طَوْعاً ولكنْ غُصِبْته وليس على ظُلْمِ الحوادِث من مُعْدِي
وإنِّي وإن مُتِّعْتُ بابْنيَّ بَعْده لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نَجْدِ
وأولادُنا مثْلُ الجَوارح أيُّها فقدْناه كان الفاجِعَ البَيِّنَ الفقدِ
لكلٍّ مكانٌ لا يَسُدُّ اخْتلالَهُ مكانُ أخيه في جَزُوعٍ ولا جَلدِ
هَلِ العَيْنُ بَعْدَ السَّمْع تكْفِي مكانهُ أم السَّمْعُ بَعْد العيْنِ يَهْدِي كما تَهْدي
والقصيدة طويلة وفيها من الرثاء المحرم أقوالا منها اعتراضه على مشيئة الله فى قوله:
" ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ"
فهنا يطلب من الله قتال وهو لعن الموت وهو المنية
كما يعترض أنه يريد الولد حيا فى الدنيا حتى ولو كان الثمن اخراجه من جنة الخلد ويقول انه تم غصبه وظلمه والمقصود إماتة ابنه دون إرادته حيث قال :
وما سرني أن بعْتُهُ بثَوابِه ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّةِ الخُلْدِ
وَلا بِعْتُهُ طَوْعاً ولكنْ غُصِبْته وليس على ظُلْمِ الحوادِث من مُعْدِي
ومع هذا يبدى تراجعا عن أقواله المعيبة تلك حيث قال :
ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي وللرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ
بالطبع لا يمكن الحكم على أهل الميت فى ساعة حزنهم على فقيدهم فيما يقولون ولكن الواجب هو تربية الناس على تحمل المصائب وإخبارهم أن الموت ليس ضررا للميت وإنما فرح له حيث يدخل الجنة كما قال سبحانه :
" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"
ولو عقل المسلم أمر الموت لكان هو الفرحة الكبرى له ولأهله ولكننا مهما كانت قوتنا نضعف فى ذلك الموقف وننسى ما هو الموت وما هو مصير المسلم
جبر الله خاطر أهل كل ميت وهداهم وإيانا للحق
نهيان
معجب بهذا
زيارات الملف الشخصي :
79
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1.11 يوميا
عطيه الدماطى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطيه الدماطى
البحث عن كل مشاركات عطيه الدماطى