الموضوع: مذكرات وطن....
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-08-2023, 04:36 PM
مداح القمر غير متواجد حالياً
Syria     Male
لوني المفضل Aqua
 رقم العضوية : 1792
 تاريخ التسجيل : 04-04-2020
 فترة الأقامة : 1501 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (09:19 AM)
 الإقامة : الدمام
 المشاركات : 1,914 [ + ]
 التقييم : 1100
 معدل التقييم : مداح القمر has much to be proud ofمداح القمر has much to be proud ofمداح القمر has much to be proud ofمداح القمر has much to be proud ofمداح القمر has much to be proud ofمداح القمر has much to be proud ofمداح القمر has much to be proud ofمداح القمر has much to be proud ofمداح القمر has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي مذكرات وطن....



مذكرات وطن...

نظرت إلي وقالت لا تخف
فإنه قصف عابر
طمأنتني كلماتها فطالما كانت على حق
لكن لم يدر بخاطري يومها
أنها تودعني الوداع الأخير
أذكر جيداً صوت صراخها
مليء برائحة البارود الدافئه
و ما كنت أدري أن بيتنا الشامخ
قد أضحى في لحظات كأن لم يكن
جال في خاطري حينها سؤال سخيف
أترى أي الفريقين الذي دك بيتي
لكن هذا لايهم فأنا عندهم مجرد رقم
يزيدونه صفرا إذا عجزوا عن العد
أي وطن هذا الذي يلفظ أنفاسه بيدي أبنائه
و ستذكر يا وطني اننا نحن من محى بريق عينيك
و ستذكر المساجد أننا نحن من قطع رقاب صوامعها
لكنك يا وطني بنيت منذ الأزل بدماء الشهداء
فها نحن نرويك منها من جديد
فلا تبالي أمرنا يا وطني وأخلد إلى النوم كما كنت
فاننا مجرد سحابة صيف عابرة

لعلّ أرض الشام هي الرقعة الوحيدة في العالم التي يتساوى فيها كل شيء ، فلا فرق بين طفلِ و شيخ ، و لا بين رجلٍ و إمرأة ، لا فرق بين بيتٍ و مشفى ، و لا بين صحفي و مجاهد ، الكل مشاريع شهادة الكل بلا إستثناء

من أي زمانٍ أنا و لأي ترابٍ أنتمي؟!!

قلبٌ ينبض حزناً لذكرى مآساة كأنه عاشها قبل عقود،،
عينٌ تسرح بحدائق الغوطة دون رؤيتها،،
جسدٌ ينزف وكأنه كان هناك يعذب،،
روحٌ تقشعر,,لرؤية بلد مهجّر و كأنها تنتمي إليه ،،
لا تسالني كيف !!
بل قل: "عشنا هناك قبل أن نولد, واليها سنعود وبها سندفن....

سنكتبُ كثيراً من الأشعار وسننشر أهازيجاً وأناشيد الشهادة وقد يضطر البعض منّا لتغيير صور غلافهم و سيشيعه المئات وسترثيه عشرات الخطابات و سيحصد الواحد منا عدداً من اللايكات لكن كل هذا ما هو الا حالة هستيرية نقوم بها لتنتهي قبل أن يجف دمك أيها الشهيد ، لا أدري ما هو ذاك الدم أهو زكاةٌ لكرامةٍ فُقدت أم هو حِملٌ اُضيف على كاهلنا الذي وضعناه جانبا ..تمضي الساعات و الأيام و يعودُ كلٌّ منا الى ما كان عليه فمنشورات الحب والغزل و هتافات و اشعار للوطن ومنا من منشغل بالرياضة وتشجيع الفرق دون أن يُحرك أحد ، ومنا من يتابع برامج الــ mbc الجهادية و سوف نواسي أنفسنا ان هذه سُنّة الحياة و القدر ، ولكن تبقى هناك حقيقة جلية ، فلا قلبٌ سوى قلب الام و الزوجة انفطر ، ولا رابح سوى الشهيد حين رحل ، و لا عار يمشي على الارض سوى نحن بكل خجلٍ ؟؟؟

أقسى أنواع الرحيل ذلك الذي ترحلُ فيه حواسُّك جميعها إلى بقعةٍ من الأرض دونك ، حين تستقر روحك بين أحضان تلك البقعة و إسمك يُحفر هناك ، حينما يصل صوتك ليُداعب آذان أهلك و أنت ما زلت تنتظر خلف ذلك الجدار المسمى الغربة...حينها يتكاثر الحزن فيك فتهرب لتنام ولكن عبثاً تُحاول ، فما أن تستيقظ لتسمع أنغام فيروز تُغنّي " عيوننا إليك ترحل كل يوم " لتتجدد حينها الآلام و تُعيد حواسك رحيلها الى هناك....




 توقيع : مداح القمر


رد مع اقتباس