الموضوع: حدث ذات مساء
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-02-2013, 09:52 PM
مؤيد الشريف غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 353
 تاريخ التسجيل : 12-05-2013
 فترة الأقامة : 4021 يوم
 أخر زيارة : 09-27-2013 (04:32 AM)
 المشاركات : 22 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : مؤيد الشريف is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حدث ذات مساء







(1)
في ذلك المساء، كانت «الفكرة» تُحلّق في سماء المدينة، بحثًا عن رأس لم ينم.
رأس هو من أكثر الرؤوس توهجًا، وأكثرها دربة مع الأفكار..
ربما كان يقرأ كتابًا مهمًّا وقتها..
ربما كان يشاهد فيلمًا رائعًا..
ربما حاصره قلق له ألق وأرق..
هبطت «الفكرة» على رأسه المتوهج، وأحسن استقبالها..
وفي اليوم التالي: خرجت للناس كما أراد لها،
وفي اليوم التالي -أيضًا-: صحت جميع الرؤوس النائمة.. الكبيرة منها والصغيرة.
الرؤوس الصغيرة، ستنبهر بما حدث لـ»الفكرة»..
الرؤوس الكبيرة -وهي الأفضل والأندر والأجمل من الرأس المتوهج- ستقوم بإنتاج هذه الفكرة بشكل أجمل وأكمل.
كل رأس كبير سيقول: هذه «الفكرة» لي.. ليس ذنبي أنها أتت، وأنا نائم!..




(2)
الفكرة: طائر.
الرأس: عش.
الرأس العادي: قفص!
الرأس المتهوّج: كأنه برج حمام!
الرأس الأفضل: برج حمام، وقفص، وبيض، وهديل، وأجنحة ملونة!





(3)
بعض الرؤوس، تطلق طائر الفكرة قبل أن يكتمل نموّه.
بعض الرؤوس تحتجزه، وتمنحه الحَب والحُب حتى يكتمل نموّه، وتصبغ ريشه بالألوان الزاهية.
بعض الرؤوس النادرة تمنحك الطائر/ الفكرة النادرة..
طائر واحد له مواصفات ثلاثة طيور:
جميل الصوت كأنه بلبل، زاهي الألوان كأنه طاووس، حر كأنه صقر!





(4)
هناك رأس منحه الله 60% موهبة، ولم يبقَ عليه سوى 40% جهد..
وهناك رأس منحه الله 40% موهبة، واستطاع بجهد 60% أن يصل إلى «الفكرة» والمعنى.
الرأس الأول.. اعتاد على أن عصافير الأفكار تغني على شبّاكه العالي..
الرأس الثاني تعلّم كل الطرق في العالم التي تستدرج العصافير للوصول إليه!
أحدهما: سيأخذ «الفكرة» إلى بر الأمان..
الآخر: ستأخذه «الفكرة» من بر الأمان الممل إلى بحر القلق المدهش!







(5)
في مساء آخر، وفوق سماء مدينة بعيدة.. ستحلق «الفكرة» فوق الرؤوس..
سيلتقطها رأس عظيم، ويحسن استقبالها، ويعيد معالجتها وإنتاجها بشكل مختلف..
سينظر إليها من زاوية مختلفة لم ترها كل الرؤوس السابقة.
الرؤوس الصغيرة -في كل مكان- ستواصل انبهارها ودهشتها!






 توقيع : مؤيد الشريف


رد مع اقتباس