عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2021, 10:37 PM   #21


الصورة الرمزية الخاين بدر الحروف
الخاين بدر الحروف غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1724
 تاريخ التسجيل :  12-02-2020
 أخر زيارة : 07-28-2023 (09:15 PM)
 المشاركات : 4,996 [ + ]
 التقييم :  352935
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



يروى أنه كان في قديم الزمان رجلٌ فقيرٌ يعيش في منزل مؤلف من غرفة واحدة، وكان له ولدان، وكان الجوع قد اشتدّ بهم وبقوا ثلاثة أيام على الماء وفتات الخبز، وكان لديهم حمارٌ. فقال الأب لأحد ولديه: سأذهب إلى السوق وأبيع الحمار لأنه لم يعد لدينا شىء نأكله واللّه الرزاق.

في هذا الوقت مرَّ موكب مهيب لأحد الأمراء، وصاروا يدورون حول المحلة التي فيها منزل الفقير.

في هذا الوقت وصل الفقير ومعه شىءٌ من الطعام، فوجد موكب الأمير فأصابه خوفٌ شديد. ثمَّ دخل إلى منزله ووضع الطعام. ولما أرادوا أن يأكلوا فوجئوا بالأمير يدخل منزلهم فدخل الرعب إلى قلوبهم، فقام الأمير بتهدئتهم وأخبرهم أنّه زائر وألاّ يخافوا، ثمّ نظر إلى الطعام فجلس بعد أن استأذنهم وتناول الطعام معهم. ثم قال للأب: أرى أنكم في فقر مدقع وأنا أمير ولا أتفقد رعيتي!؟ ثمَّ لماذا لم تأتوا إليَّ وتخبروني عن حالكم؟!

فقال الفقير: سيدي الأمير نحن فوضنا أمرنا إلى اللّه تعالى فهو رازقنا وهو أكرم الأكرمين.

قال الأمير: صدقت.

ثمَّ نادى أحد الحراس وأشار إليه بحفر زاوية أرض المنزل! خاف الفقير ولم يتكلم بكلمة.

قام الحارس بحفر الأرض حتى أحدث حفرة كبيرة فظهرت ثلاث جرار مملوءة بالدنانير!!

فاقترب الأمير منها وغرف من الدنانير ثلاث غرفات ووضعها في حجر الفقير وقال له: هذه لك! فأصابت الفقير الحيرة فقد كانت الكمية كبيرة جدًّا.
فبدد الأمير حيرة الفقير وقال له: أتاني رجلٌ عجوزٌ هرم إلى قصري وقال لي: إنَّ والدك الملك أودع هذه الجرار في أرض هذا المنزل، وعرّفني مكانه. وقال لي: إن هذا المال وديعة لابني الوحيد وأطلب منك أن تعرّفه عليه وعلى مكانه في التاريخ الفلاني. تابع الرجل العجوز: وقد مدَّ اللّه في عمري وصرت رجلاً عجوزًا هرمًا، وقد جاء وقت اليوم الذي حدده والدك الملك وكنت أخشى الموت قبل حصول الوقت، والآن اذهب واستلم أمانتك.

قال الأمير: وهذا ما حصل وقد أحببت إكرامك بعد أن علمتُ بحالك. فسُرَّ الرجل الفقير وحمد اللّه تعالى. وأحصى ما أعطاه الأمير فإذا هو خمسة آلاف دينار وكان سروره من الصعب وصفه. وقد شكر الأمير وذهب واشترى منزلًا وفتح متجرًا وشكر اللّه عزّ وجلّ على هذه النعمة الكبيرة التي أتت بعد فقر مدقع .



 

رد مع اقتباس