الموضوع: نجاح الأسرة..
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-04-2021, 11:55 AM
عطر الزنبق متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2183 يوم
 أخر زيارة : اليوم (05:24 PM)
 العمر : 28
 المشاركات : 100,273 [ + ]
 التقييم : 35940
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي نجاح الأسرة..





نجاح الأسرة.

يُعدُّ نجاحُ الأسرةِ أوّل مبشّرٍ باستقامة المجتمع واكتمالِه، وإذا كان صلاحُ المجتمعِ مرهونًا بصلاحِ الأُسرِ التي يحتويها، فإنّ صلاح الأسرةِ أيضًا مرهونٌ بصلاحِ الأفراد التي تحتويها وتتكون منها، ومن هذا المُنطلق حثَّ الإسلام على رعاية كل عنصر من عناصر الأسرة ليكون قائمًا على مسؤوليّاته بأفضل ما يُمكن، فوضع الضوابط للرجل كي يحافظ على حقوق زوجته من الظلم أو الضياع، ووضع الضوابط للزوجة كي تكونَ ضمنَ قوامةِ الزوج حفاظًا عليها
أشار المفسّرون إلى لفتةٍ لغويّة مُدهشة، تتجلى بأنّ الله تعالى يرزقُ الأبناء قبل أهلهم، فرِزقهم يصلُ إليهم بتوفيق الله تعالى ثم يكون رزق الأهل بمعيّتهم، وهو تحذير صريح موجّهٌ للحفاظ على الأسرة من الدمار . من ذلك تنطلق أولى الأساسيّات المُحافِظة على تكوين الأسرة بحد ذاته، وعلى وجودها واستقرارها.
ومن عوامل نجاح الأسرة استثمار الوقت والبُعد عن الفراغ، فالفراغ أصل كل مفسدة، وعندما تكون الأسرة متعاونةً فيما بينها لتحقيق هدفٍ من الأهداف تتضافر الجهود في سبيل تحقيق ذلك الهدف، أما حين يكون الوقت ضائعًا بلا هدف مُشترك يُسهم الفراغ في إظهار المشكلات والسلبيات، وتضيّع الأسرة فرصة أفرادها في تطوير مهاراتهم واستثمارها في تحسين الوضع الاقتصادي والعلمي والاجتماعي على الصعيد الأسري الخاصّ والاجتماعي العام. من جهة أخرى لا بدّ من اعتماد المنهج الإسلامي القويم أيضًا في تنظيم العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، فلا يظلمُ أخ أخاه ولا أخته، ولا يتعدّى على حقوقه، بل يعامله بالإحسان والإكرام والمودّة، ويحميه ويُدافع عنه إذا تعرّضَ لمكروه، ويعاملهُ معاملة حسنةً ارتكازًا على العقيدة السليمة التي يؤمنُ بها، وهي أنّ الحياة الدنيا ليس لها دوام، وما هي إلا مرحلة عابرةٌ لدار البقاء وهي الدار الآخرة، ولا تنفع الشحناء والبغضاء إلا في حرمان الإنسان من المنازلِ العالية في الآخرة. وإذا ما نظرنا إلى المجتمع نفسه وجهوده في عمارة مكوّناته سنجد أنه لا بد من تعاون جميع المؤسسات التي تُعنى بالصلاح الأسري والاجتماعي، وتكريس جهودها للتعاون مع أبناء المجتمع المسؤولين عن الأُسر الصغيرة وإعانتهم في تنشئة الجيل الجديد الذي يحتاج جميع المقوّمات النقيّة والجيّدة ليستطيع استثمار طاقاته فيما بعد بالوجه الأمثل، ويكون مِعطاءً نافعًا في المستقبل.




 توقيع : عطر الزنبق








رد مع اقتباس