الموضوع: رمضان يجمعنا...
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-05-2019, 02:45 AM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2182 يوم
 أخر زيارة : اليوم (12:12 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 100,230 [ + ]
 التقييم : 35940
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رمضان يجمعنا...







لقد خلق الله الإنسان وكرمه وجعله خليفته في الأرض من أجل إقامة شرعه وإخلاص العبودية له، وحباه بنعم كثيرة وسخر له هذا الكون العظيم. ومن عظيم محبته ورحمته بهذا الإنسان، وحتى لا يزيغ عن الصراط المستقيم، أرسل له رسلا وأنزل عليه كتبا سماوية على مر الأزمان، وقيض له أناس يذكرونه بمهمته التي خلق من أجلها. إضافة إلى كل هذا منح الله سبحانه وتعالى لهذا المخلوق الضعيف بشهواته ونفسه فرصا دائمة للتوبة والأوبة، نجد من بينها أن الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها، وأن باب التوبة مفتوح إلى الغرغرة وأن الله يغفر الذنوب جميعا ما لم يشرك به واللائحة طويلة، إلا أن أعظم هدية أهدانا الله تعالى هي شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن. شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر توصد فيه أبواب جهنم وتفتح فيه أبواب الجنان، شهر يقيد فيه الشيطان، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر من العبادة، يالها من فرصة عظيمة، ليلة قيامها إيمانا واحتسابا تساوي ألف سنة من العبادة. يعني عمرك كله وزيادة أيها المخلوق الضعيف. فلتنظر كم مرة من عمرك عشت هذه الفرصة التي تساوي عتقا من النار وعفوا من رب كريم، فلتنظر هل أحسنت استغلالها؟ هل تقبلك ربك بقبول حسن؟ هل كنت من العتقاء؟ هل كنت ضمن من عفا عنهم رب العرش العظيم؟
لازالت الفرصة سانحة ولم يفت الأوان مادام في العمر بقية، فها قد أقبل رمضان مجددا فلنشمر عن السواعد ونعد البرنامج ونجدد التوبة ونعظم النية ونعقد العزمات ونكثر الدعاء. ففي رمضان تسود روحانية خاصة، وتصبح النفوس أقرب ما تكون للالتئام والتحاب والتعاون لأنها تسموا عن الشهوات والماديات. لأن الصوم هو إمساك الجسم والنفس عن مبتغاهما.
لكن مع الأسف الشديد فقد حول بعض الناس أيام رمضان ولياليه مناسبات للتخمة والعبث من مسلسلات وأفلام وبرامج للطبخ والتسلية التي يمكن رؤيتها بعد رمضان، لكن رمضان لن يعود. ولا ندري أتتاح لنا فرصة أخرى أم لا؟
فالصوم شرع لتزكية النفس وليس العكس. كما أننا نجوع ونعطش لنشعر بما يعانيه ذلك الفقير البائس الذي هو في صوم على مدار السنة، لنبادر إلى التضامن معه من أجل تجاوز فتنة الفقر والحرمان.
إذا فلنلون رمضاننا بالطاعات وقراءة القرآن والذكروالصدقات، وليجمعنا رمضان في المساجد لصلاة التراويح وقيام الليل وما إلى ذلك من صلة رحم وقضاء حوائج الناس.
فلنحذر من الوقوع في منزلق الملاهي والفتن لأنها ليست من طبيعة ديننا ولا تسمن ولا تغني من جوع، وإنما هي إغراءات وسراب، وليراقب المؤمنون أنفسهم فمن لم تظهر نتائج الصيام في سلوكه فليعلم أنما جاع وعطش، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنْ صَوْمِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ وَالنَّصَبُ” . رواه النسائي وابن ماجة في سننه.





رد مع اقتباس