عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2022, 01:07 AM   #28


فاطمة أحمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1948
 تاريخ التسجيل :  27-11-2021
 العمر : 42
 أخر زيارة : 11-12-2023 (01:47 PM)
 المشاركات : 9,848 [ + ]
 التقييم :  22182
 الدولهـ
Algeria
 الجنس ~
Female
 Awards Showcase
لوني المفضل : Yellow
افتراضي





7. وجوب الإنصات للخطبة
والحرص على فهمها والاستفادة منها:
{ إذا قلت لصاحبك: أنصت يوم
الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت }


من الآداب الهامة ساعة الخطبة الإستماع للخطيب والإصغاء إليه
وعدم صدور أي صوتٍ مهما كان سببه،
فقد كانت هذه وصية أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه
وكان يقول في خطبته قلما يدع ذلك إذا خطب:
"إذا قام الإمام أن يخطب يوم الجمعة فاستمعوا وأنصتوا
فإن للمنصت الذي لا يسمع من الحظ مثل ما للسامع".



ويحذر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
من الكلام ساعة الخطبة فيما رواه أبو هريرة رضى الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا قلت لصاحبك:أنصت، يوم الجمعة، والإمام يخطب، فقد لغوت))

صحيح مسلم 851 بسندٍ صحيحٍ.


وعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار
يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليس له جمعة))

حسنه الشيخ أحمد شاكر في مسند الإمام أحمد 3/326.



وعلى ذلك فمن رام إسكات أخيه ساعة الخطبة
فليشر إليه برفقٍ ووقارٍ دون الإخلال بهيبة المقام،
ففي الحديث الوارد عن أبي بن كعبٍ رضى الله عنه
((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوم الجمعة تبارك
وهو قائم يذكر بأيام الله وأبو ذر يغمز أبي بن كعب فقال متى
أنزلت هذه السورة إني لم أسمعها إلى الآن
فأشار إليه أن اسكت فلما انصرفوا قال سألتك متى أنزلت هذه
السورة فلم تخبرني فقال أبي ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما
لغوت فذهب أبو ذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره
بالذي قال أبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أبي))

المنذري في الترغيب والترهيب 1/347 وإسناده حسن.


ومن هذا يُستفاد أن أُبيّاً رضى الله عنه أرجأ جوابه على أخيه
أبي ذرٍ رضى الله عنه حتى انتهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الخطبة،
وهذه نقطةٌ تحتاج إلى تأمل ومزيد تعلم
أدب الإصغاء ساعة الخطبة،
إن عدداً غير قليلٍ من أهل الجمعة في أمس الحاجة إلى
إعادة النظر في كلامهم حينما يخطب الإمام يوم الجمعة.



وقد ذكر المنذري رحمه الله تعالى هذه الواقعة أيضاً أو مثلها
بين أبي بن كعب وابن مسعودٍ رضي الله تعالى عنهما،
فعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال:
((دخل عبد الله بن مسعود المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم
يخطب فجلس إلى جنب أبي بن كعب فسأله عن شيء
أو كلمه بشيئ فلم يرد عليه أبي
وظن ابن مسعود أنها موجدة (غضبة)
فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته
قال ابن مسعود يا أبي ما منعك أن تردعلي
قال إنك لم تحضر معنا الجمعة
قال لما؟
قال تكلمت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب
فقام ابن مسعود فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر ذلك له فقال:
صدق أبي، صدق أبي، أطعْ أُبيا))

صححه الألباني في صحيح الترغيب 719
وقال :حسنٌ صحيحٌ.



فعلى المسلم لزوم السكوت والإصغاء
ومحاولة جادةٍ لفهم كلام الخطيب.
هذه بعض الآداب الهامة التي ينبغي أن يحرص عليها كل ذاهبٍ
إلى المسجد ساعة الجمعة بغرض تحصيل الأجر والمثوبة
وحطّ الأوزار والإستفادة من الزاد العلميّ الروحيّ
المفعم بالإيمان في أطهر ساحات الدنيا
في بيوت الله رب العالمين.








نتابع



 

رد مع اقتباس