لم يتبقى على شهر الخير والبركات شهر الرحمة شهر رمضان
سوى أيام ويشرفنا بفضلة ورحماته بأيامه ولياليه المباركة
التي تسعد كل قلب مسلم .
وبما أنه شهر أختصه الله من بين الشهور بالصيام والعبادة
التي لا تكون إلا به مثل صلاة التراويح وصلاة القيام جماعة
وقراءة القرآن وتدبره .
فحري بنا أن نستقبله بفرحة الشوق لهذه الأعمال
والعبادات العظيمة .
لا أن نستقبله بالتبضع مما لذّ وطاب من الأطعمة
التي لا يؤكل نصفها أو ثلثها والباقي
يذهب بعد الإفطار إلى الحاويات التي لو تشتكي
لشكت إلى رب العباد مما يرمى بقلبها من نعم .
وهناك بين ظاهرينا من هم يمسكون على الماء ويفطرون على التمرات
وقليل من الزاد الذي يسد رمقهم .
ومن أكبر المصائب تلك التي نراها عبر تطبيق ( الإنستقرام )
من عرض لأنواع الأطعمة والتباهي بها من صغار العقول بين الناس
وما علموا أن هناك بيوتا لا تجد إلا الرز الأبيض
بلا لحم وبلا خضار من الحاجة .
وأن هناك دول وصل الفقر بها وبأهلها حتى أصبح
الأطفال بها يبحثون عن لقمة العيش بين أكوام القمامة .
لقد سأمنا مما نرى ونحن في أيام الفطر مما نرى من أولئك الذين يصورون
موائدهم وينشرونها على الملأ بلا حياء أو مراعاة
لتلك القلوب والنفوس المسكينة التي لا تجد
ما يسد الرمق تحت سقف بيوتها .
والأدهى من هذا أن يأكل بأحد المطاعم المشهورة
ويصور فاتورته وبها مبلغ الوجبة الذي لو أعطي لهذه العائلة
أو تلك لكفاها أسبوعا ..!!
أيها القوم ...أيها المسلمون....
أحفظوا نعمتكم بشكرها وحفظها وطريق الوسط به خير .
فلا تبذير ولا تقتير وخذوا من الطعام حاجة بطونكم
وليس حاجة عيونكم، فالعين لا تشبع ولا تشكر .
وتذكروا أنه شهر الصيام وشهر البذل وشهر الرحمة والتواد
بين المسلمين وتراحمهم وتفقد لأحوال المساكين وأهل الحاجة بينكم .
الذين إذا أطعمتهم أعنتهم على العبادة والقدرة على الصيام والقيام .
وهذا هو الذي يكتب لك وليس التصوير والعرض مباهاة بين خلق الله .
اللهم بارك لنا ما بقي من شعبان
وبلغنا رمضان ونحن وجميع المسلمين ننعم بالأمن والأمان
وأن تعيننا على صيامه وقيامه إنك على كل شيء قدير .
وأسأل الله أن يبلغكم شهركم وأنتم بأطيب حال وصحة .
وكل عام والجميع بخير .