عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2021, 06:34 PM   #6


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي

















تابع – علم أسباب النزول



فوائد معرفة أسباب النزول:
2- تخصيص الحكم بصورة السبب لمن يقول: إن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ:
فمثلاً قول الله تعالى: ï´؟ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ï´¾ [النور: 6، 7]، هذه الآية نزلت في هلال بن أمية - رضي الله عنه - ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي -صلى الله عليه وسلم- بشَرِيك بن سَحْمَاء، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((البيِّنة أو حَدٌّ في ظهرك))، فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا على امرأته رجلاً، ينطلق يلتمس البينة؟! فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((البينة وإلا حَدٌّ في ظهرك))، فقال هلال: والذي بعثك بالحق، إني لصادق، فليُنزِلَنَّ الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه: ï´؟ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ ï´¾ [النور: 6] فقرأ حتى بلغ: ï´؟ إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ï´¾ [النور: 9]
فعند من يقول: إن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ، يجعل حكم الملاعنة الذي نزل في هذه الآية خاصًّا بهلال بن أمية فقط، أما غيره، فتعدية الحكم إليه يكون بالقياس أو بحديث: "حُكْمِي على الواحد حكمي على الجماعة".
ومن الأمثلة كذلك: قوله تعالى في صدر سورة المجادلة: ï´؟ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ï´¾ [المجادلة: 1]، فقد ذكر المفسرون أنها نزلت في خولة بنت حكيم، جاءت تشتكي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- زوجها أوس بن الصامت الذي ظاهَرَها، فالحكم الذي ذكره الله تعالى في صدر هذه السورة خاص بخولة وأوس بن الصامت، وأما غيرهما، فيعرف حكمه بالقياس أو بالحديث.
وبَدَهِيٌّ أنه لا يمكن معرفة المقصود بهذا الحكم ولا القياس عليه، إلا إذا عُلِم السبب.
أما قول العلامة الزرقاني في مناهله: "وبدون معرفة السبب تصير الآية معطلة خالية من الفائدة" ففيه نظر، بل لا يجب أن يقال؛ لأن آيات القرآن هي من كلام الله، سواء علم السبب أم لم يُعلَم، وكلامه سبحانه لا يتصف بالتعطيل، بل كله فوائد وحِكَم، ويكفي أننا نتعبد بتلاوته في الصلاة وغيرها، ونؤجر عليه بكل حرف حسنة، وغير ذلك من الحكم.


( يتبع )












 

رد مع اقتباس