عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2021, 06:34 PM   #7


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي
















تابع – علم أسباب النزول



فوائد معرفة أسباب النزول:
3- معرفة أن سبب النزول لا يخرج عن حكم الآية إذا ورد مخصِّص له:
فقد يكون اللفظ عامًّا ويقوم الدليل على تخصيصه، فإذا عرف السبب قصر التخصيص على ما عدا صورته، فاللفظ العام يبقى شاملاً لسبب النزول بعد التخصيص؛ وذلك لأن دخول صورة السبب في اللفظ العام قطعي، فلا يجوز إخراجها بالاجتهاد الذي هو ظَنِّي، وقد نقل الإمام السيوطي عن أبي بكر الباقلاني الإجماع على ذلك.


4- فهم كلام الله تعالى على الوجه الصحيح، وإزالة ما قد يقع من الإشكال أو الالتباس في فهم بعض الآيات:
ولعل هذه الفائدة من أهم فوائد العلم بأسباب النزول، وفي هذا المعنى يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "ومعرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب"
ونقل الإمام الزركشي في برهانه عن أبي الفتح القشيري قوله: "بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني الكتاب العزيز".
ويقول الإمام أبو الحسن الواحدي كما نقل عنه الإمام السيوطي في الإتقان: "لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها".
وقال ابن دقيق العيد: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.
ولا بأس من ذكر أمثلة تبيِّن هذه الفائدة الجليلة من فوائد علم أساب النزول:
المثال الأول:
قوله تعالى: ï´؟ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [البقرة: 195].
قال أسلم أبو عمران: "غزونا من المدينة نريد القسطنطينية، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة عبدالرحمن بن خالد بن الوليد، والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة، فحمل رجل منا على العدو، فقال الناس: مه مه! لا إله إلا الله! يلقي بيديه إلى التهلكة! فقال أبو أيوب الأنصاري: إنما تَأَوَّلُونَ هذه الآية هكذا، أن حمل رجل يقاتل يلتمس الشهادة أو يبلي من نفسه؟! إنما نزلتْ هذه الآية فينا - معشر الأنصار - لما نصر الله نبيه، وأظهر الإسلام، قلنا بيننا خفيًّا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله تعالى: ï´؟ وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ï´¾ [البقرة: 195].
فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة: أن نقيم في أموالنا ونصلحها، ونَدَع الجهاد".
يقول العلامة الألباني - رحمه الله تعالى -: "واعلم أن هذا التكثر المفضي إلى الانصراف عن القيام بالواجبات، التي منها الجهاد في سبيل الله - هو المراد بالتهلكة المذكورة في قوله تعالى: ï´؟ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ï´¾ [البقرة: 195].
وفي ذلك نزلت الآية، خلافًا لما يظن كثير من الناس"


( يتبع )












 

رد مع اقتباس