عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2021, 06:36 PM   #9


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي
















تابع – علم أسباب النزول



فوائد معرفة أسباب النزول:
5- معرفة اسم من نزلت فيه الآية، وتعيين المبهم فيها:
من فوائد معرفة أسباب النزول معرفة من نزلت فيه الآية على التعيين؛ حتى لا يشتبه، ومن أمثلة ذلك أن مروان قال: إن عبدالرحمن بن أبي بكر هو الذي أُنْزِلَ فيه: ï´؟ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي ï´¾ [الأحقاف: 17]، فردَّتْ عليه عائشة - رضي الله عنها - وقالت: والله ما هو به، ولو شئْتُ أن أسميه لسميته".
ففي الصحيحين عن يوسف بن ماهك قال: كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية، فخطب يذكر يزيد بن معاوية؛ لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبدالرحمن بن أبي بكر شيئًا، فقال: خذوه، فدخل بيت عائشة، فلم يقدروا، فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: ï´؟ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي ï´¾ [الأحقاف: 17]، فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئًا من القرآن، إلا أن الله أنزل عُذري.
وفي رواية النسائي: لما بايع معاوية لابنه، قال مروان: سُنَّة أبي بكر وعمر، فقال عبدالرحمن بن أبي بكر: سُنَّة هِرَقْل وقيصر، فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: ï´؟ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي ï´¾ [الأحقاف: 17]، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: كذب، والله ما هو به ولو شئت أن أسمي الذي أنزلت فيه لسميته، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن مروان، ومروان في صلبه، فمروان فضض من لعنة الله.


6- دفع توهم الحصر:
فالآية قد تفيد بظاهرها الحصر، لكن سبب النزول يدفع هذا التوهم، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ï´؟ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ï´¾ [الأنعام: 145].
يقول العلامة عبدالعظيم الزرقاني - رحمه الله تعالى -: "ذهب الشافعي إلى أن الحصر في هذه الآية غير مقصود، واستعان على دفع توهمه بأنها نزلت بسبب أولئك الكفار الذين أبوا إلا أن يُحرِّموا ما أحل الله ويُحِلوا ما حرم الله؛ عنادًا منهم، ومحادَّة لله ورسوله، فنزلت الآية بهذا الحصر الصوري مشادة لهم، ومحادَّة من الله ورسوله، لا قصدًا إلى حقيقة الحصر.
نقل السبكي عن الشافعي أنه قال ما معناه: إن الكفار لما حرَّموا ما أحل الله، وأحلوا ما حرم الله، وكانوا على المضادة والمحادة، جاءت الآية مناقضة لغرضهم، فكأنه قال: لا حلال إلا ما حرمتموه، ولا حرام إلا ما أحللتموه، نازلاً منزلة من يقول لك: لا تأكل اليوم حلاوة، فتقول: لا آكل اليوم إلا حلاوة، والغرض: المضادة، لا النفي والإثبات على الحقيقة، فكأنه تعالى قال: لا حرام إلا ما أحللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به، ولم يقصد حل ما وراءه؛ إذ القصد إثبات التحريم، لا إثبات الحل"

وقد نقل هذا الكلامَ الإمام السيوطي - رحمه الله تعالى - دون عزو.


( يتبع )













 

رد مع اقتباس