في هذا الزمن الذي اصبحنا عراة من كل شيء

اصبحت كل لحظاتنا مجرد حالة واتس اب او حالة فيس

اصبحنا لا نتحرك الا بترك رسالة في الحالة اننا نفعل كذا

اصبحت كل حياتنا مباحة للجميع

لا يوجد أمان ولا حياء ولا خوف ولا حتى احساس بالستر

لماذا اصبحنا بتلك العفوية القاتلة

لماذا ننشر كل اسرار حياتنا بلا أي مقدمات

بلا شك هذا ليس تعميم للجميع

فمازال الكثير منا يحافظ على حياته وبيته و اخلاقه

لا ادري لماذا نفعل هذا

هل جاءت التكنولوجيا من اجل ذلك

هل الغرض من حالات الواتس والفيس هو اننا نكون كذلك

لماذا نعشق الفراغ و الضياع

العلم جاء كي نستنير ونفهم ونتعلم ونتواصل

لم يأتي العلم كي نتحاكى بالصور والشكل و الافعال والاكلات و الملابس

لم ياتي العلم كي نظل نقتل في الوقت و نحرم النفس من متعة التعلم و التنوير

لم يأتي العلم الا ان ينهض بعقولنا

ولكن للأسف نحن لم نعد نمتلك العقل ولا الضمير

البنت او الولد اللذان ينشران كل تفاصيل يومهما على الحالات

او كل يومهما على الفيس

ما الغرض من ذلك

ما الحكمة في ذلك

ما الفائدة من ذلك

ليتنا ننهض بالعقل من غفلة الفراغ

وليتنا نستفيد من اوقات الفراغ

وكما قال نبينا في الحديث الشريف

نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

للأسف اصبحت الشبكات ضياع وخداع

اصبحت ليست للفائدة ولكنها اوكار للشيطان

نحاول ان نكسر قيود الوحدة بفتح ابواب الشر

ونتظاهر باننا نمضي وقت ولا ندرك انه مكتوب في صحفنا

فكيف سنقابل الله عز وجل في الاخرة

وكيف سننجو عندما نقع فريسة لنزواتنا

ليتنا نستفيق قبل الضياع

ولا نتهاون في كرامتنا وعزة نفسنا

ولا نخلع ثوب الفضيلة والستر بمحاكاة التطور والتحضر

لابد ان نستفيد باوقاتنا وان لا نفصح عن احوالنا

العيون تترقب ذلاتنا كي نقع فريسة لها

فليس التحضر هو كشف العورات

وليست التطور في المحاكاة و التقليد

نسأل الله الستر و الصحة والعافية

وان يحسن بالأعمال الصالحة ختامنا

نبض القلب الحائر