عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-23-2023, 03:21 PM
نهيان متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
Awards Showcase
لوني المفضل Azure
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : 15-07-2013
 فترة الأقامة : 3940 يوم
 أخر زيارة : اليوم (10:23 PM)
 المشاركات : 172,399 [ + ]
 التقييم : 6618132
 معدل التقييم : نهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond reputeنهيان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب



الصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب


يطل علينا الضيف الكريم ببهجته وروحانياته، استقبله الصغار بتعليق الرايات وإشعال المصابيح ونشر الزينات في كل الشوارع والأرجاء، بينما استقبله الكبار بشراء اللوازم الغذائية والمواد الترفيهية التي تفرغ الشهر من مضمونه، وبينما استعدت الفضائيات بعاصفة من المسلسلات والبرامج التي تسلب الصائم أية عزيمة نحو التعبد الخالص لله.. بعيدا عن كل ذلك دعونا نتعرف إلى ما ينبغي أن يفعله المسلم في استقبال رمضان.. فإلى التفاصيل:

شهر رمضان فرصة عظيمة تمر في حياة المسلم عليه أن يحسن الاستعداد لها، بهذه الكلمات بدأ د. عبدالفتاح عساكر أستاذ العقيدة الإسلامية حديثه، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويشرح لهم مزاياه فقال صلى الله عليه وسلم:( أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك فرض الله عليكم صيامه وسننت لكم قيامه من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه...) إلى آخر الحديث الذي يبين مزايا هذا الشهر.

وضرورة أن يستقبله المسلم بإحياء ليله بالقيام ونهاره بالصيام وتلاوة القرآن والصدقة والبر والإحسان، لأن كل دقيقة منه تعتبر موسما عظيما، والمسلم لا يدري مدى بقائه في هذه الحياة وهل يكمل هذا الشهر؟

وإذا أكمله هل يعود عليه عاما آخر أم لا؟ قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، فهو غنيمة ساقها الله إلينا وينبغي لنا أن نفرح بذلك، وأن نستغرق هذا الشهر أو ما تيسر لنا من أيامه ولياليه بطاعة الله سبحانه وتعالى، والإكثار من فعل الخيرات. أما د. مصطفى مراد أستاذ العقيدة، فأشار إلى عدة خطوات ينبغي أن يلتزم بها المسلم كي يحسن استقبال شهر الرحمة والمغفرة، منها أن يتحرى المسلمون هلاله وهلال شعبان ورجب ويعتنوا بذلك، لأن الصيام لا يثبت إلا برؤية الهلال، أو إتمام شعبان ثلاثين يوماً.

وأن يُسَرّوا بقدومه ويفرحوا بمجيئه، لأنه موسم من مواسم الخيرات، وسوق من أسواق الآخرة الرابحات فيه تتنزل الرحمات، وتغفر الزلات وتضاعف الحسنات وتفتح فيه أبواب الجنات، وتوصد فيه مردة الشياطين. أيضا على المسلم أن يحرص على أن يستقبله بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام والندم على ما فات، والعزم على ذلك حتى الممات، وأن يحرص أيضا على رد الأمانات والحقوق إلى أهلها، وكذلك رد المظالم إلى أهلها واستعفاء أصحابها لمن لم يتمكن من الرد والدعاء، والاستغفار إن عجز عن ذلك.

بالإضافة إلى ذلك ينبغي أن يحرص كل مسلم ومسلمة على مراجعة القرآن الكريم وتدبر معانيه، ومحاولة حفظه لمن تيسر له ذلك، فضلا عن أهمية التسامح والتصافح للمتشاحنين والمتخاصمين لأن أعمالهم لا ترفع إلى الله ما لم يتصالحوا..

وإذا كان المرء مقتدرا فعليه أن يخرج زكاة ماله، وقد استحب كثير من أهل العلم للمسلم أن يخرج زكاته في شهر رمضان. ويدعو د. مصطفى الشكعة أستاذ الشريعة كل مسلم إلى أن يجعل من هذا الشهر نقطة تحول رئيسية في حياته، فيتبرأ من المعاصي التي انزلق إليها طوال شهور العام، يبتعد عن النميمة والغيبة، ينهي عزلته مع إخوانه المسلمين فيحرص على وصل من قطعهم وبر من خذلهم، وترضية من شاحنهم، واستعفاء من أبخسهم حقوقهم.

وعليه أيضا أن يجعل من هذا الشهر فرصة محورية فاصلة في حياته، فيعيد دراسة منهجه في الحياة ويعيد ترتيب أفكاره ليستبعد منها ما لا يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وليكون موافقا للمنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة. بالإضافة إلى ذلك على كل مسلم ومسلمة في هذا الشهر الكريم فضلا عن بقية شهور العام الإكثار من كل ألوان الخير كل حسب قدرته وإمكانياته.

ومن ذلك الحرص على إخراج الزكاة، والتصدق على الفقراء والمساكين، ودعوة الفقراء خاصة والأصدقاء عامة للإفطار قال صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً فينبغي أن يتسم سلوك المسلم بالجود والتراحم فمن أهداف الصيام أن يذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع، والجمع بين الصيام والصدقة من موجبات دخول الجنة.

فعن علي رضي الله عنه قال:(إن في الجنة غرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال:(لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام). أيضا على المسلم أن يدرك أن الجوع والعطش ليسا الهدف من الصيام، فيقصروه على الإمساك عن الطعام والشراب؛ فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق الكذب والبهتان.

ويطلقون للأعين والآذان العنان لتقع في الذنوب والعصيان، بينما الغرض من الصيام أشمل من ذلك بكثير، فالعين تصوم، واللسان يصوم، واليد تصوم، والرجل تصوم، قال صلى الله عليه وسلم:(من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).

أحكام الصيام

مما ينبغي أن نستقبل به رمضان أن ندرس أحكام الصيام والقيام، ومن كان ملماً بها فعليه أن يراجع هذه الأحكام، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فمن وجب عليه الصيام وجب عليه وجوباً عينياً أن يعلم ما لا يصح الصيام إلا به، وأن يعلم مفسدات الصيام، وكيفية صلاة القيام، وأحكام صدقة الفطر، متى تخرج؟ وعمن تخرج؟ ومن أي شيء تخرج؟ كذلك العزم على صوم رمضان إيماناً واحتساباً، وعلى قيام لياليه كذلك إيماناً واحتساباً، حتى ننال الفضل والثواب الذي وَعَد به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غفران ما تقدم من الذنوب.





رد مع اقتباس