عمت الضوضاء المكان...
والناس يصيحون ويهرعون...
منظر السماء لا يبدو عاديا على الإطلاق...
وألفيت الشمس فجأة...
تشرق من غير محلها...
وأخذ الناس حولي يتساقطون..
واحدا واحدا..فبدا لي لوهلة ...
أن الدنيا مضت..وحان يوم الحساب..
استيقظت من نومي والفزع يكاد يكتم أنفاسي..
أخذت أطرافي ترتجف..ونبضات قلبي تتسارع..
اه...مجرد كابوس ..الحمد لله..
التفت لحظتها إلى حالتي ثم قلت في نفسي..
ولكن..لم كل هذا الخوف..ألم يقل الله أن يوم الدين يوم فلاح المؤمنين؟..
يوم يحصد العاملون حسناتهم من العباد الصالحين؟...
إذن...لم نفزع هكذا حين يذكر يوم البعث والدين؟..
ونقول أننا نريد العيش بعد لسنين؟..
ألهذه الدرجة أحببنا الدنيا؟..
حتى نستمتع بها ونترك التفكير بالآخرة إلى أجل غير مسمى؟...
المقابر امتلأت بالموتى...
بمن قد حدد مصيره وانتهت فرصته في هذه الحياة..
امتلأت بمن يرقد بسلام...وبمن يقاسي العذاب والآلام...
ونحن نمر بهم في الصباح وفي المساء..
دون أن تذرف عيوننا دمعة واحدة...
كما لو أننا لن نكون مثلهم يوما من الأيام...
أتحجرت قلوبنا؟..وصرنا كمن قال الله عنهم:يقولون سمعنا وهم لا يسمعون؟...
فلم نعد نسمعه وهو ينادينا:ياأيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم؟...
أنخاف من الكورونا والسرطان؟...ومن استعمارات البلدن؟..
ولا نخاف يوما نقف فيه أمام خالق الأكوان؟..
أنسكت عن أفعال الطغاة والظلام؟...ولا ننصر دين الاسلام؟...
دين الله السلام؟...وهو ينصرنا في كل زمان ومكان؟...ويعدنا بالجنان؟...
فلنقم ...لنزكي قلوبنا...ولنعد بناء أنفسنا...
لننشر دين الله في الأرض...بأجمل صوره...
حتى يعلموا جيعا أن الاسلام...دين حق وسلام....
قبل أن يفوتنا الأوان...