عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-04-2024, 02:58 PM
انثى برائحة الورد متواجد حالياً
Morocco     Female
SMS ~
Awards Showcase
لوني المفضل Blueviolet
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل : 08-02-2020
 فترة الأقامة : 1560 يوم
 أخر زيارة : 05-14-2024 (06:52 PM)
 المشاركات : 130,182 [ + ]
 التقييم : 102621
 معدل التقييم : انثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي بهجَة العطَاء تَفُوق لَذَّة الأخْذ



التَّلذُّذ بالأخذ يشترك فيه مُعظم البَشر ،
لكن التَّلذُّذ بالعَطاء لا يعرِفُه سِوَى العُظَماء

وأصْحَاب الأخْلاق السَّامية السَّامقة
يقول الأستاذ سيِّد قُطب رحمه الله :
( لقد أخَذت في هذه الحَياة كثيراً ، أعنِي : لقَد أعطَيْت ) !! .
أحياناً تصعُب التَّفرقة بَين الأخْذ والعطَاء ، لأنَّهُما يعطِيَان

مدلولاً واحِداً في عَالم الرُّوح !
فِي كُل مرَّه أعطَيْت لقَد أخَذت ، لَستُ أعنِي أنَّ أحداً

قَد أعطَى لِي شيئاً ،إنَّما أعنِي أنَّني أخَذت نَفس الَّذي أعطَيْت ،
لأنَّ فرحَتي بِمَا أعطَيْت لم تَكُن أقَل مِن فَرحة الَّذين أخَذُوا ....
إنَّ بهجَة العطَاء تَفُوق لَذَّة الأخْذ ،
فالأولى رَوحَانِيَّة خَالصَة ، تَتملَّك وجدَانَك وأحاسِيسَك ،
والثَّانية مادِّيَّة بَحتة مَحدُودة الشُّعور .
يقول جورج برنارد شو :( المُتعة الحَقِيقيَّة في الحَياة

تتأتَّى بأن تُصهِر قُوَّتك الذَّاتِيَّة في خِدمَة الآخَرِين ،
بدلاً مِن أنْ تَتحوَّل إلى كَيان أنَانِي يَجْأر بالشَّكوَى

مِن أنَّ العَالم لا يُكَرِّس نَفسه لإسْعَادك ! ).
فَالمرءْ مِنَّا حِينَما يَكُون دَائِم العَطاء ، سَيتمَلَّكُه بَعد فَترة شُعور

بِأنَّه يَسْتَمِد مِن رَبِّ العِزَّة أحَد أسْمَى وأرْوَع صِفَاته
وهِيَ صِفَات ( الجُود والعَطاء والكَرم) ، تلذّذ بالعطاء
ومَا أسْعَد الخَالِق حِينَما يتَمثَّل أحَد خَلْقِه صِفَاته الجَمِيلة الرَّائِعة .
إنَّ أحَد أسْرَار السَّعادة هُوَ أنْ تَكُون صَاحِب يَد عُليَا مِعطَاءَة

فَهِي الأحَب والأقْرَب إلى الله عزَّ وجَل .
هَذِه اليَد المِعطَاءَة هِيَ وَحدَها القَادِرة عَلَى نَقلِك مِن عَالَمِك

المَادِّي الضَّيِّق ، إلَى عَالَم الرُّوح الرَّحب الوَاسِع ،
فالنَّفس تُحِب أنْ تَكنِز وتَجمَع ، وصَعب عَلَيها أنْ تَجُود وتُنفِق

فإِذا مَا علَّمتَها العَطاء والجُود ،
كُنت أحَق النَّاس بِالإرتِقَاء والعُلُو والرِّفعَة فِي الدُّنيا والآخِرَة .
صَعب عَلَى عَقل مَادِّي أنْ يَفهم مُعادَلة العَطاء السَّعيد ،
لِذا لا أجِدْني مُبالِغاً حِينَ أُجزِم أنَّ أصْحَاب اليَد العُليا هُم...

نَسيمُ الحَياة ومَلائِكَة الإنسَانِيَّة .
أصْحَاب اليَد العُليا هُم ... رُوَّاد كُلِّ زَمن ، ورُمُوز كُلِّ عَصر

يَجُودُون بِالمَال إنْ تطَلَّب الأمْر ،
ويُضحُّون بِالنَّفس بِنُفُوسٍ رَاضِية ، ويُقدِّمُون رَاحة غَيرِهِم

عَلَى رَاحَتِهم وهَنائِهِم .تَعرِفُهم بِسِيمَاهُم ، قُلوبٌ هَادِئَة
وَ ابْتِسَامة رَاضِيَة وَاثِقَة .. ونُفوسٌ مُطمَئِنَّة مُستَكِينَة .
هُم أسْعَد أهْلِ الأرْض ، ولَهُم فِي السَّمَاء ذِكرٌ حَسَن .. وأجْرٌ عَظِيم .

إشْرَاقَة ~

لَا تَنسَى وأنْتَ تُعطِي أنْ تُدِير ظَهْرَك عَن مَنْ تُعطِيه
كَي لَا تَرَى حَيَائه عَارِياً أمَامَ عَيْنَيك .




 توقيع : انثى برائحة الورد


رد مع اقتباس