عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-01-2024, 11:19 AM
ناطق العبيدي متواجد حالياً
Iraq     Male
Awards Showcase
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 2036
 تاريخ التسجيل : 21-11-2022
 فترة الأقامة : 540 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (05:01 PM)
 العمر : 35
 الإقامة : بغداد
 المشاركات : 3,372 [ + ]
 التقييم : 330
 معدل التقييم : ناطق العبيدي is a jewel in the roughناطق العبيدي is a jewel in the roughناطق العبيدي is a jewel in the roughناطق العبيدي is a jewel in the rough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رروائع الشعر العراقي/صفي الدين الحلي/اذكروا لما اروها النديما



بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  • أذكروا لمّا أروها النديمَا،
  • من عُهودِ المِعصارِ عَهداً قَديمَا
  • فأتتْ تطلبُ القصاص، ولكن
  • تَجعَلُ العَقلَ في التّقاضي غَريمَا
  • قَهوَة ٌ أفنَتِ الزّمانَ، فأفنَى
  • الرَّطبَ من جِرمها وأبقى الصّميمَا
  • فَغَدَتْ تُثقِلُ اللّسانَ لسرّ الـ
  • ـسّكرِ منها وتَستَخفّ الحُلومَا
  • لو حَسا من سُلافِها الأكمَهُ الأخـ
  • ـرَسُ كأساً لاستَخرَجَ التّقويمَا
  • وعلى الضدّ لو حساها فصيحُ
  • أحدثتْ في حديثهِ الترخيمَا
  • أنبأتنا الأنباءَ عن سالِفِ الدّهـ
  • ـرِ وعدتْ لنا القرونَ القرومَا
  • وحكَتْ كيفَ أصبحت فتية ُ الكَهـ
  • ـفِ رقوداً، خلواً، وكيفَ الرقيمَا
  • وبماذا تجنبتْ نارُ نمرُو
  • دٍ خليلَ الإلهِ إبراهيمَا
  • وغداة َ امتحانِ يونُسَ بالنّو
  • نِ، وقد كانَ في الفِعالِ مَليمَا
  • وتشَكّى يَعقوبُ إذ ذهبَتْ عَينا
  • هُ من حُزنِهِ، وكانَ كَظيمَا
  • والتناجي بالطورِ، إذْ كلمَ الرّحـ
  • ـمنُ موسى نبيهُ تكليمَا
  • ودُعاءَ المَسيحِ، إذ نُعِشَ المَيْـ
  • ـتُ من رمسهِ، وكانَ رميما
  • فشَهِدنا لها بفَضلٍ قَديمٍ،
  • واستَفَدنا منها النّعيمَ المُقيمَا
  • وفَضَضنا خِتامَها، عن أناها،
  • فرأينا مزاجها تسنيمَا
  • وظللنا نحيي بها جوهرَ النفـ
  • ـسِ، ونسقَى رحيقها المختومَا
  • في جِنانٍ من الحَدائقِ لا نَسْـ
  • ـمعُ فيها لغواً ولا تأثيما
  • بينَ صَحبٍ مثلِ الكَواكِبِ لا تَنْـ
  • ـظُرُ ما بَينَهم عُتُلاًّ زَنيمَا
  • وجَعَلنا السّاقي خَليلاً جَليلاً،
  • يُحسِنُ المَزجَ، أو غَزالاً رَخيمَا
  • فرأينا في راحة ِ البدرِ شمساً،
  • اطلعتْ في سما الكؤوسِ نجومَا
  • وقذفنا بشهبها ماردَ الهـ
  • ـمّ، فكانَتْ للمارِدينَ رُجُومَا
  • ولَدَتْ لُؤلؤ الحَبابِ، وكانتْ
  • قبلَ وَقعِ المِزاجِ بِكراً عَقِيمَا
  • أخصَبَتْ عند شُربِها ساحَة ُ العَيـ
  • ـشِ وأمسَى إحوَى أحوَى الهمومِ هَشيمَا
  • فابتَدِرْها مُدامَة ً تَجلُبُ الرَّو
  • حَ إلى الرُّوحِ حينَ تَنفي الهُمومَا
  • واختصِرْ إنّ قُلّها يُنعشُ الرُّو
  • ح وإفراطها يضرّ الجسُومَا
  • فارتكِبْ أجمَلَ الذّنوبِ لنَفعٍ،
  • واعتقدْ في ارتكابهِ كالتحريمَا
  • ثمّ تُبْ، واسألِ الإلَهَ تَجِدْهُ،
  • لذُنُوبِ الوَرى غَفوراً رَحِيمَا




 توقيع : ناطق العبيدي


رد مع اقتباس