الموضوع: قلب والد
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-2023, 05:12 PM   #6


الصورة الرمزية خلف الشبلي
خلف الشبلي متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل :  13-10-2012
 أخر زيارة : يوم أمس (10:51 PM)
 المشاركات : 110,927 [ + ]
 التقييم :  71428
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 Awards Showcase
لوني المفضل : Bisque
افتراضي



قصيدة أبي للشاعر محمود درويش
غضّ طرفاً عن القمر وانحنى يحضن التراب
وصلّي.. لسماء بلا مطر، ونهاني عن السفر!
أشعل البرق أودية كان فيها أبي يربي الحجارا
من قديم.. ويخلق الأشجار جلده
يندف الندى يده تورق الشجر
فبكى الأفق أغنية: كان أوديس فارسا.
. كان في البيت أرغفة ونبيذ، وأغطية وخيول، وأحذية وأبي قال مرة حين صلّى على حجر: غض طرفاً عن القمر واحذر البحر.. والسفر! يوم كان الإله يجلد عبده قلت: يا ناس! نكفر؟ فروى لي أبي.. وطأطأ زنده: في حوار مع العذاب كان أيوب يشكر خالق الدود.. والسحاب خلق الجرح لي أنا لا لميت.. ولا صنم فدح الجرح والألم وأعني على الندم! مرّ في الأفق كوكب نازلاً.. نازلاً وكان قميصي بين نار، وبين ريح وعيوني تفكر برسوم على التراب وأبي قال مرة: الذي ما له وطن ما له في الثرى ضريح ونهاني عن السفر من قصيدة أبي للشاعر إيليا أبي ماضي طوى بعض نفسي إذ طواك الثّرى عني وذا بعضها الثاني يفيض به جفني أبي! خانني فيك الرّدى فتقوضت مقاصير أحلامي كبيت من التّين وكانت رياضي حاليات ضواحكا فأقوت وعفّى زهرها الجزع المضني وكانت دناني بالسرور مليئة فطاحت يد عمياء بالخمر والدّنّ فليس سوى طعم المنّية في فمي، وليس سوى صوت النوادب في أذني ولا حسن في ناظري وقلّما فتحتهما من قبل إلّا على حسن وما صور الأشياء، بعدك غيرها ولكنّما قد شوّهتها يد الحزن على منكي تبر الضحى وعقيقه وقلبي في نار، وعيناي في دجن أبحث الأسى دمعي وأنهيته دمي وكنت أعدّ الحزن ضرباً من الجبن فمستنكر كيف استحالت بشاشتي كمستنكر في عاصف رعشة الغضن يقول المعزّي ليس يحدي البكا الفتى وقول المعزّي لا يفيد ولا يغني شخصت بروحي حائراً متطلعا إلى ما وراء البحر أدنو وأستدني كذات جناح أدرك السيل عشّها فطارت على روع تحوم على الوكن فواها لو اني في القوم عندما نظلرت إلى العوّاد تسألهم عنّي ويا ليتما الأرض انطوى لي بساطها فكنت مع الباكين في ساعة الدفن لعلّي أفي تلك الأبوّة حقّها وإن كان لا يوفى بكيل ولا وزن فأعظم مجدي كان أنك لي أب وأكبر فخري كان قولك: ذا ابني! أقول : لي اني... كي أبرّد لو عتي فيزداد شجوي كلّما قلت : لو أني! أحتّى وداع الأهل يحرمه الفتى؟ أيا دهر هذا منتهى الحيف والغبن! أبي! وإذا ما قلتها فكأنني أنادي وأدعو يا بلادي ويا ركني لمن يلجأ المكروب بعدك في الحمى فيرجع ريّان المنى ضاحك السنّ؟ خلعت الصبا في حومة المجد ناصعا ونزّه فيك الشيب عن لوثة الأفن فذهن كنجم الصّيف في أول الدجى ورأى كحدّ السّيف أو ذلك الذهن وكنت ترى الدنيا بغير بشاشة كأرض بلا مناء وصوت بلا لحن



 
 توقيع : خلف الشبلي



رد مع اقتباس