عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2021, 07:31 PM   #12


عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 05-13-2024 (02:21 AM)
 المشاركات : 100,020 [ + ]
 التقييم :  35940
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : White
افتراضي



الشخصية الاسلامية العاشرة





سَعِيد بن زَيْد القرشي العدوي (22 ق.هـ - 51 هـ / 600 - 671م) هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا، وقبل أن يدخل النبي دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها، كان أبوه زيد من الأحناف في الجاهلية؛ فلا يعبد إلا الله ولا يسجد للأصنام، وهو ابن عم عمر بن الخطاب، وأخته عاتكة بنت زيد زوجة عمر، وزوجته هي أخت عمر فاطمة بنت الخطاب والتي كانت سببًا في إسلام عمر بن الخطاب.

كان سعيد من المهاجرين الأولين، وكان من سادات الصحابة، شهد سعيد المشاهد كلها مع النبي إلا غزوة بدر، حيث بعثه النبي هو وطلحة بن عبيد الله للتجسس على أخبار قريش، فرجعا بعد غزوة بدر، فضرب لهما النبي بسهمهما وأجرهما، وشهد معركة اليرموك، وحصار دمشق وفتحها، وولاه عليها أبو عبيدة بن الجراح، فكان أول من عمل نيابة دمشق من المسلمين، وتُوُفي بالعقيق سنة إحدى وخمسين للهجرة، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وحُمِل إلى المدينة، وغسله سعد بن أبي وقاص وكفنه

نشأته

نسبه

هو: سَعِيد بن زَيْد بن عَمْرو بن نُفَيل بن عبد العُزَّى بن رِيَاح بن عبد اللّه بن قُرْط بن رِزاح بن عَدِيّ بن كَعْب بن لُؤَي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمه: فاطمة بنت بَعْجَة بن أُميّة بن خُويلد بن خالد بن المعمّر بن حَيّان بن غَنْم بن مُليح من خزاعة.
أخته: عاتكة بنت زيد هي أخته لأبيه، أمها أم كرز بنت الحضرمي، أسلمت وبايعت وهاجرت، تزوجها عبد الله بن أبي بكر، فلما مات عنها تزوجها عمر بن الخطاب.
وهو ابن عم الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب، حيث يُعتبر الخطاب بن نفيل والد عمر بن الخطاب عم زيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد، وأخاه لأمه أيضًا، وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه - وكانت عادة في الجاهلية - وكان لها من نفيل أخوه الخطاب.

مولده وصفته

ولد سعيد بن زيد قبل البعثة النبوية ببضع عشرة سنة؛ لأنه مات سنة إحدى وخمسين للهجرة، وعمره بضع وسبعون سنة، وقيل أنه مات وله ثلاث وسبعون سنة، فحينذٍ يكون مولده قبل البعثة بثلاث عشرة سنة، كان سعيد يُكْنَى أَبا الأَعور، وقيل: أَبو ثور، والأَول أَشهر، وقال أهل التاريخ: كان سعيد بن زيد رجلًا آدَمَ طَوَالًا أَشْعَرَ.

حنيفية والده

كان أبوه زيد بن عمرو بن نفيل حنيفيًا على دين النبي إبراهيم الخليل، حيث كان لا يعبد الأصنام، وكان لا يأكل ما ذبح على النُصُب، ويروي البخاري عن عبد الله بن عمر: «أن زيد خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالمًا من اليهود فسأله عن دينهم، فقال: إني لعلي أنْ أدين دينكم فأخبرني، فقال: لا تكون علَى ديننا، حتي تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفر إلا من غضب اللَّهِ، ولا أحمل من غضب اللّه شيئًا أبدًا، وأنَّى أستطيعه؟ فهل تدلّني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حَنيفًا، قال زيد: وما الحنيفُ؟ قال: دينُ إبْراهيمَ، لم يكن يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولايعبد إلا اللَّهَ. فخرجَ زيدٌ فلَقيَ عالمًا منَ النَّصارَى فذكر مثلَهُ، فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنَصيبِكَ من لعنة اللَّهِ، قال: ما أفر إلا من لعنة اللهِ، ولا أحمل من لعنة اللهِ، ولا من غضبه شيئًا أبدًا، وأنَّى أستطيعُ؟ فهل تدلني علَى غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفًا، قال: وما الحَنيفُ؟ قال: دينُ إبراهيمَ لم يكن يهوديًّا ولا نصرانيًّا، ولا يعبد إلا اللهَ. فلمَّا رأى زيد قولهم في إبراهيم عليْهِ السَّلام خرج، فلما بَرَزَ رفَعَ يدَيْهِ، فقال: اللَّهُمَّ إني أشْهَدُ أني علَى دينِ إبراهيمَ.»، ومن شعره في التوحيد ما حكاه محمد بن إسحاق، والزبير بن بكار وغيرهما:

وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استوت شدها سواء وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة أطاعت فصبت عليها سجالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الريح تصرف حالا فحالا

وكان زيد يُسند ظهره إلى الكعبة ويقول: «يا معاشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري» وكان يحيي الموءودة ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: «لا تقتلها أنا أكفيكها مؤونتها»، فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها: «إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها». وقد لقي زيد النبي محمد قبل البعثة، فقدمت إلى النبي سفرة فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: «إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه»، وكان زيد بن عمرو يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: «الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء وأنبت لها من الأرض ثم تذبحونها على غير اسم الله إنكارًا لذلك وإعظامًا له». وروى أن النبي محمد سئل عن زيد فقال: «يبعث يوم القيامة أمة وحده»، وقال أيضًا: «دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين»، مات زيد بأرض البلقاء من الشام لما عدا عليه قوم من بني لخم، فقتلوه، وكانت وفاته حين كانت قريش تبني الكعبة قبل البعثة النبوية بخمس سنين. ورثاه ورقة بن نوفل فقال:

رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما تجنبت تنورًا من النار حاميًا
بدينك ربا ليس رب كمثله وتركك أوثان الطواغي كما هيا
وإدراكك الدين الذي قد طلبته ولم تك عن توحيد ربك ساهيًا
فأصبحت في دار كريم مقامها تعلل فيها بالكرامة لاهيًا
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه ولو كان تحت الأرض سبعين واديًا

إسلامه

كان إسلام سعيد مبكرًا، حيث أسلم بعد ثلاثة عشر رجلًا، قبل أن يدخل النبي دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها، فكان من السابقين الأولين إلى الإسلام، وأسلمت معه زوجته فاطمة بنت الخطاب، وكان إسلامه قبل إسلام عمر بن الخطاب، وكان في البداية يكتم إسلامه من عمر خشيةً منه، فلما علم عمر بإسلامه أخذ يؤذيه، فكان سعيد يقول: «وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ.»

وكان سعيد بن زيد وزوجته فاطمة سببًا في إسلام عمر بن الخطاب، حيث كان عمر في بداية الأمر شديد العداء للإسلام، وكان يريد أن يقتل النبي، فسن سيفه وخرج من داره قاصدًا النبي، وفي الطريق لقيه نُعَيم بن عبد الله العدوي القرشي وكان من المسلمين الذين أخفوا إسلامهم، فقال له: «أين تريد يا عمر؟»، فرد عليه قائلًا: «أريد محمدًا هذا الصابي الذي فرق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله.»، فلمّا عرف أنه يتجه لقتل النبي قال له: «والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الارض وقد قتلت محمدًا؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فإن ابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو، وأختك فاطمة بنت الخطاب قد والله أسلما وتابعا محمدًا على دينه؛ فعليك بهما.» فانطلق مسرعًا غاضبًا إليهما، فوجد الصحابي خباب بن الأرت يجلس معهما يعلمهما القرآن، فضرب سعيدًا، وضرب فاطمة بشيْءٍ في يديه على رأسها فسال الدم، فلمَّا رأت الدم، بكت وقالت: «يَا ابْنَ الْخَطَّابِ مَا كُنْتَ فَاعِلًا فَافْعَلْ، فَقَدْ أَسْلَمْتُ»، فدخل غاضبًا حتى جلس على السريرِ، فنظر إلى صحيفة وَسْطَ الْبَيت، فقال: «ما هذه الصحيفة؟ أَعطنيها»، فلما أراد عمر قراءة ما فيهاأبت أخته أن يحملها إلا أن يغتسل، فتوضأ عمر وقرأ الصحيفة وإذ فيها: طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى Aya-3.png تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، فقال عمر: «دلوني على محمد»، فذهب إلى النبي وأسلم عنده.

هجرته

لم يهاجر سعيد مع من هاجر إلى الحبشة؛ لأنه كان من الأشراف ومن رؤوس قريش وساداتهم، فلم يكن يناله من العذاب ما ينال غيره من المستضعفين، وكان سعيد بن زيد وزوجته فاطمة من المهاجرين الأوليين إلى المدينة المنورة، وروى ابن كثير أنه كان من الذين هاجروا مع عمر بن الخطاب علانيةً، حيث تقلد عمر بن الخطاب سيفه ووضع قوسه على كتفه وحمل أسهمًا، وذهب إلى الكعبة حيث طاف سبع مرات، ثم توجه إلى مقام إبراهيم فصلى، ثم قال لحلقات قريش المجتمعة: «شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي». ثم مضى إلى يثرب ومعه ما يقارب العشرين شخصًا من أهله وقومه، منهم أخوه زيد بن الخطاب، وعمرو بن سراقة وأخوه عبد الله، وخنيس بن حذافة، وابن عمه سعيد بن زيد، ونزلوا عند وصولهم في قباء عند رفاعة بن عبد المنذر، وكان قد سبقه مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وبلال بن رباح وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر. وآخى النبي بينه وبين أبي بن كعب، وروى ذلك ابن الأثير، وابن إسحاق، وقال ابن سعد: «آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعيد بن زيد ورافع بن مالك الزرقي.»

غزواته في عهد النبي محمدصلى الله عليه وسلم

شهد سعيد بن زيد جميع المشاهد والغزوات مع النبي إلا غزوة بدر، فشهد غزوة أحد والخندق وبيعة الرضوان وما بعدها من المشاهد، وكان سعيد يبلي بلاءً حسنًا في هذه الغزوات وملازمًا للنبي محمد، فعن سعيد بن جبير: «كان مقام أَبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد، كانوا أَمام رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في القتال ووراءَه في الصلاة»، وكان سعيد يقول: «والله لمشهد شهده أحدكم مع رسول الله، تغبّر فيه وجهه، أفضل من عمر أحدكم ولو عمَّر عمر نوح»

وكان سبب عدم مشاركته في غزوة بدر أن النبي محمد أرسل طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد في سرية تُسمى سرية ذي العشيرة ليتحسّبا خبر عير قريش القافلة من الشام، فخرجا حتّى بلغا الحوراء، فلم يزالا مقيمين هناك حتّى مَرّت بهما العِير، ولكن بلغ النبي محمد الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد إليه، فنَدَبَ أصحابه وجهز جيشًا لملاقاة القافلة، ولكن استطاعت القافلة الإفلات، ثم عاد طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى المدينة المنورة ليُخبرا النبي عن خبر العير؛ ولم يَعْلَما بخروجه، فَقَدِمَا المدينة في اليوم الذي حدثت فيه المعركة بين المسلمين وقريش ببدر، فخرجا من المدينة فلقياه النبي مُنْصَرِفًا من بدر، فلم يشهد طلحة وسعيد غزوة بدر لذلك، فضرب لهما النبي بسهامهما وأجورهما في غزوة بدر فكانا كَمَنْ شَهِدَها. فقَالَ أَهْلُ التَّارِيخِ: «قَدِمَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ مِنَ الشَّامِ بَعْدَ مَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ، فَضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَهْمِهِ، قَالَ: وَأَجْرِي، قَالَ: «وَأَجْرُكَ».» بينما ذكر البعض سببًا أخر فقال الزبير بن بكار في سبب تخلفه عن الغزوة أنه كان في تجارة بالشام عندما وقعت الغزوة.

في عهد الخلفاء الراشدين


معركة اليرموك ونيابة دمشق

في عهد أبي بكر الصديق توجه سعيد بن زيد للقتال في بلاد الشام، ولم يكن أميرًا بل كان من ضمن الأجناد، ثم شارك في معركة اليرموك وكان من قادتها، فكان أمراء الأرباع في ذلك اليوم: أبو عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان، وكان على الميمنة معاذ بن جبل، وعلى الميسرة نفاثة بن أسامة الكناني، وعلى الرجّالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعلى الخيالة خالد بن الوليد وهو المشير في الحرب، فلمّا التقي الجمعان أشار خالد على أبي عبيدة أن يفرق الخيل فرقتين، ويجعلها وراء الميمنة والميسرة حتى إذا صدموهم كانوا لهم ردءًا فيأتوهم من ورائهم، فكان خالد في أحد الخيلين من وراء الميمنة، وجعل قيس بن هبيرة في الخيل الأخرى، وأمر أبا عبيدة أن يتأخر عن القلب إلى وراء الجيش كله، لكي إذا رآه المنهزم استحى منه ورجع إلى القتال، فجعل أبو عبيدة مكانه في القلب سعيد بن زيد، فكان لسعيد الدور البارز في المعركة، يقول حبيب بن سلمة: «اضطررنا يوم اليرموك إلى سعيد بن زيد، فلله در سعيد، ما سعيد يومئذٍ إلا مثل الأسد، لمّا نظر إلى الروم وخافها، اقتحم إلى الأرض، وجثا على ركبتيه، حتى إذا دنوا منه وثب في وجوههم مثل اللَّيث، فطعن برايته أول رجل من القوم فقتله، وأخذ والله يقاتل راجلاً قتال الرجل الشجاع البأس فارسًا ويعطف الناس إليه»، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين على الروم.


ويروي سعيد بن زيد قصة معركة اليرموك فيقول:

سعيد بن زيد لمَّا كان يوم اليرموك كنا أربعة وعشرين ألفُا ونحوًا من ذلك. فخرجت لنا الروم بعشرين ومائة ألف. وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم الجبال تحركها أيد خفية. وسار أمامهم الأساقفة والبطاركة والقسيسون يحملون الصلبان وهم يجهرون بالصلوات فيرددها الجيش من ورائهم وله هزيم كهزيم الرعد. فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه هالتهم كثرتهم وخالط قلوبهم شيء من خوفهم. عند ذلك قام أبو عبيدة فخطب في الناس وحثهم على القتال. عند ذلك خرج رجل من صفوف المسلمين وقال لأبي عبيدة: إني أزمعت على أن أقضي أمري الساعة. فهل لك من رسالة تبعث بها إلى رسول الله؟ فقال أبو عبيدة: نعم. تقرئه مني ومن المسلمين السلام وتقول له: يا رسول الله إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقًا. سعيد بن زيد
كما شهد سعيد فتح دمشق أيضًا، وذكر سيف بن عمر البرجمي أن أبا عبيدة بن الجراح لما فرغ من فتح دمشق، كتب إلى أهل إيلياء يدعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو الحرب، فلم يجيبوا إلى ذلك، فسار إليهم، واستخلف على دمشق سعيد بن زيد، فكان أول من عمل نيابة دمشق من المسلمين. وقد ذكر صلاح الدين الصفدي ذلك في كتابه تحفة ذوي الألباب:
وقد تولاها سعيد العدوي وهو على الفضل المبين محتوي.



 

رد مع اقتباس