عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2021, 06:33 PM   #4


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي

















علم أسباب النزول



تعريف أسباب النزول:
ينقسم القرآن من حيث النزول إلى قسمين: ابتدائي وسببِي:
فالابتدائي: هو ما نزل ابتداء دون سبب من واقعة أو حدث، وهذا هو الغالب؛ فمعظم القرآن نزل ابتداء.
لكن هذا لا ينفي أن يكون هذا القسم نزل لأسباب يمكن التعبير عنها بأنها أسئلة بلسان الحال، وهي حاجة الناس إلى تقرير أصول الاعتقاد الصحيح الذي به فلاحهم وسعادتهم في الدارين، وكذا ترسيخ أصول الأخلاق والآداب السامية التي لا يتصور نهضة أمة أو رُقِيُّها بدون التخلق أو التأدب بها، وكذا بيان أصول المعاملات التي تحفظ حقوق الناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم، وتنظم علاقاتهم فيما بينهم أفرادًا وجماعات وشعوبًا.
السببي: هو ما نزل لسبب؛ بيانًا لحكم واقعة حدثت، أو جوابًا لسؤال أو أسئلة طرحت، أو رَدًّا على شبهة أُلْقِيَتْ.
وقد نقل الإمام السيوطي في الإتقان عن الجعبري قوله: "نزول القرآن على قسمين: قسم نزل ابتداء، وقسم نزل عقب واقعة أو سؤال"؛ الإتقان في علوم القرآن: 1/ 59.


معنى أسباب النزول:
أسباب النزول يقصد بها الوقائع والأحداث التي وقعت في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ونزل القرآن الكريم للتحدث عنها، أو لبيان أحكامها، سواء كان هذا البيان أثناء وقوع الحادثة، أو بعده، أو قبله، وكذا ما نزل جوابًا على سؤال، فالسبب يكون إما:
• حادثةً وقعت تحتاج إلى بيان: ومن الأمثلة: قوله تعالى: ï´؟ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ï´¾ [التوبة: 65، 66].
قال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى - في تفسيره: حدثنا الحارث قال: حدثنا عبدالعزيز قال: حدثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب وغيره، قالوا: قال رجل من المنافقين: ما أرى قُرَّاءَنَا هؤلاء إلا أرغَبَنَا بطونًا، وأكذَبَنَا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء! فرُفع ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما كنا نخوض ونلعب! فقال: ((ï´؟ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ï´¾ [التوبة: 65] إلى قوله: ï´؟ مُجْرِمِينَ ï´¾)) [التوبة: 66]، وإنَّ رِجْلَيْهِ لَتَنْسِفَانِ الحجارة، وما يلتفت إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متعلق بنسْعَةِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم.


• أو فعلاً واقعًا يحتاج إلى معرفة حكمه: مثاله: قوله تعالى: ï´؟ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ï´¾ [المجادلة: 1].
• أو سؤالاً ينزل القرآن بجوابه:
فأسباب النزول يقصد بها كذلك ما نزل من القرآن جوابًا على أسئلة تُطْرَح، وقد يكون السؤال من مسلم؛ كالأسئلة التي يلقيها الصحابة - رضي الله عنهم - على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كقوله تعالى: ï´؟ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ï´¾ [البقرة: 222]، وï´؟ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ï´¾ [الأنفال: 1] وï´؟ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ï´¾ [البقرة: 189].

أو مِنْ مشرك؛ كقوله تعالى: ï´؟ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ï´¾ [يس: 78]، روى الإمام ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن العاصي بن وائل أخذ عظمًا من البطحاء ففتَّه بيده، ثم قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيحيي الله تعالى هذا بعد ما أرى؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((نعم، يميتك الله ثم يحييك، ثم يدخلك جهنم))، قال: ونزلت الآيات من آخر" يس"؛
وفي رواية أن السائل أبَيُّ بن خلف، لكنَّ العلاَّمة مقبل الوادعي - رحمه الله تعالى - اكتفى بذكر الرواية الأولى في مسنده

وقد يكون السؤال عن أمر ماضٍ؛ كالسؤال عن ذي القرنين: ï´؟ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ï´¾ [الكهف: 83]، أو عن أمر حاضر؛ نحو قوله - جل وعلا -: ï´؟ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ï´¾ [الإسراء: 85]، أو عن أمر مستقبل؛ مثل قوله تعالى: ï´؟ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ï´¾ [الأعراف: 187].


( يتبع )












 

رد مع اقتباس