الهداية لأسباب السعادة
يورد الشيخ "عبدالله بن جار الله الجار الله" في هذه الرسالة ما تيسر جمعه من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة ليتذكرها المؤمنون فيتوصلوا بها إلى ما يسعدهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم.
وهي مستفادة من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام العلماء المحققين.
يقول الكاتب:
"السعادة كلٌ ينشدها ويطلبها وقد اختلفت أنظار الناس فيها فبعضهم يرى السعادة في جمع المال وبعضهم يرى السعادة في صحة البدن وراحته وبعضهم يرى السعادة في البيت الواسع والمركب الوطئ والزوجة الحسناء وبعضهم يرى السعادة في الأمن والاستقرار وبعضهم يرى السعادة في التفنن بالمأكولات اللذيذة وبعضهم يرى السعادة في الرزق الحلال والعلم النافع وبعضهم يرى السعادة في الإيمان الصادق والعمل الصالح ولا مانع من دخول كل ما ذكر في مفهوم السعادة ويلاحظ أن السعادة تنقسم إلى قسمين:
سعادة دنيوية مؤقتة بعمر قصير محدود، وسعادة أخروية دائمة لا انقطاع لها، وأن سعادة الدنيا مقرونة بسعادة الآخرة وأن السعادة الكاملة للمؤمنين المتقين في الدنيا والآخرة والدليل على ذلك قول الله تعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ سورة النحل آية (97).
والحياة الطيبة في الدنيا راحة القلب وطمأنينة النفس والقناعة برزق الله وإدراك لذة العبادة والجزاء الحسن في جنات النعيم في الآخرة والخلود فيها بما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ سورة الأنعام آية (82)".