|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() الغبن في دين الله
لم يرد من مشتقات لفظ غبن شىء في كتاب الله إلا كلمة التغابن حيث قال سبحانه : "يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم " فهنا بين الله للناس أن يوم يجمعهم وهو يوم يرجعهم للحياة ليوم الجمع وهو يوم القيامة يكون ذلك يوم التغابن وهو يوم تخاصم بين أهل النار حيث قال سبحانه: "إن ذلكم لحق تخاصم أهل النار" وتخاصم المسلمين والكفار حيث يتهم الكفار المسلمين بالظلم ذكره الله في قوله سبحانه : "هذان خصمان اختصموا " ومن يؤمن بالله وهو من يصدق بوحى الله ويعمل صالحا والمقصود ويصنع حسنا يكفر عنه سيئاته والمقصود يترك يعفو الله عن ذنوبه والمقصود كما قال سبحانه: "ويغفر لكم ذنوبكم" وأخبرنا بأنه يدخله جنات والمقصود يسكنه حدائق تجرى من تحتها الأنهار والمقصود تسير فى أسفل أرضها العيون ذات الأشربة اللذيذة خالدين فيها أبدا والمقصود مقيمين فيها دوما ذلك الفوز العظيم والمقصود ودخول الجنة النصر الكبير مصداق لقوله سبحانه: "ذلك الفوز الكبير". والغبن يطلق على الظلم حيث يتم نقصان الحقوق أو خداع الناس بأساليب مختلفة ويطاف على تلك الصور : التدليس والغش والغرر والغبن محرم وهو الظلم بكل صوره محرم ومن يفعله ظالم لنفسه حيث يدخلها النار كما هو ظالم لغيره كما قال سبحانه : " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " وقد فسم أهل الفقه الغبن غلى نوعين : الأول الغبن اليسير وحد الغبن اليسير عندهم هو : أقل من نصْفُ عُشْر الْقيمة، وفي الْحيوان أقل من عُشْرُ الْقيمة، وفي الْعقار أقل من خُمُسُ الْقيمة، وفي الدّراهم أقل من رُبُعُ عُشْر الْقيمة وهذا النسب بلا دليل من الوحى يعتمد عليه الثانى الغبن الفاحش وأى غبن هو محرم وحد الغبن الفاحش عندهم هو : حدُّ الْفاحش في الْعُرُوض نصْفُ عُشْر الْقيمة، وفي الْحيوان عُشْرُ الْقيمة، وفي الْعقار خُمُسُ الْقيمة، وفي الدّراهم رُبُعُ عُشْر الْقيمة وهذه الحدود ليس عليها أى دليل والغبن اليسير هو ما لا يمكن جعله يتفق مع الميزان أو الكيل وأشباههم فقد يزيد جرامات أو يقل جرامات وقد غفر الله هذا بشرط التراضى حيث قال سبحانه : "يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم" بالطبع هناك غبن في كثير من البيوع فمن باع بالضعف أو اكثر فقد ظالم حيث حرم الله الربح المضاعف حيث قال : "يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة" بالطبع الغبن في الفقه اقتصر على البيوع وهو ينقسم إلى أنواع : الأول الغبن في صلاحية المباع وفساده وهو ما يسمونه : الغش حيث يزاد الحليب ماء أو يزاد فيه دقيق أو ما شابه أو وضع الثمر الصالح فوق وأسفله الثمر الفاسد والذى في عصرنا من أنواعه : وضع الدجاج أو اللحم في الماء قبل بيعه ليزداد وزنه نزع تاريخ الصلاحية من على العبوات المنتهية الصلاحية أو كتابة تاريخ جديد عليها رش ثمار الفواكه أو الخضروات لمزيدات النمو التى تمثل خطورة على الصحة وتمثل زيادة في الوزن وهذه الأمور وغيرها يطلق عليها الغش والغاش يرتكب ذنب يخرجه من جماعة المسلمين وكفارته : الاستغفار وارجاع الحق الذى أخذ من الناس إليهم كما قال سبحانه : " وأتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب " الثانى : زيادة السعر أضعافا مضاعفة إما عن طريق ادخال طرف ثالث أو رابع او غيرهم في البيعة لزيادة السعر عن السعر الحقيقى وهو ما يسميه الفقه : النجش وإما عن طريق خداع المشترى الذى لا يبحث عن السعر عند الناس وإنما هو : يريد قضاء حاجته كسكن بيت أو ما شابه وهو مثل الرجل الذى يشترى ويقول لا خلابة أى لا خداع وهذه العقود باطلة فلو اكتشف المشترى خداع الباعة فله أن يرفع دعوه إلى القاضى ويسترد ثمن الزيادة التى زادت عن ضعف الثمن الحقيقى فإن ردها الأخر له فبها وحسنت وإن لم يردها اعتبر سارقا وقطعت يديه جزاء على سرقته مال الناس الثالث : انقاص الوزن والكيل وللباعة الكفرة فلا يصح اطلاق لفظ المسلم عليهم مع إصرارهم على خداع الناس في هذا طرق مثل : وضع ثقل في أسفل الكفوف أو المكاييل إمالة الميزان إلى جهة معينة تزيد الموزون برمجة الميزان الآلى على زيادة معينة وقد حرم هذا التطفيف ضمن التطفيف العام في قوله سبحانه : " ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون " الرابع : بيع المنتج غير الناضج على أنه ناضج عن طريق تلوينه أو إضافة مواد سكرية إليه أو إضافة توابل وبهارات عليه للتغطية على الطعم الردىء له وغير هذا من طرق الغش وهو ما يعتبر معصية لأكر الله ببيع الثمر اليانع وهو الناضج كما قال سبحانه : " انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه " وقال أيضا : " وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ" الخامس : بيع سلعة على أنها سلعة أخرى مثل : بيع لحم القطط على أنه لحم رأس من الأنعام بيع الدهون أو الغضاريف على أنها لحم بيع قشور البطيخ المقلية في زيوت قلى السمك على أنها أسماك حقيقية وهذا الخدعة فعلها محل شهير من نصف قرن في طنطا حيث كان يبيع من يأتون في موالد السيد البدوى المزعوم القشور المقلية والتى كانت تتشبع برائحة السمك على أنها سمك حقيقى السادس : بيع السلعة على أنها من مكونات معينة محددة بينما في الأصل بعض مكوناتها مخالفة للمواصفات والكثير من مصانع الحلوى تستخدم البيض المستعمل في معامل التفريخ مرة على أنه بيض طازج باضته الدجاجات والبطات في نفس اليوم كما أنه يستعملون أنواع من السمن الصناعى المهدرج على أنه سمن بلدى قادم من المزارع السابع : بيع الموتى على أنها أحياء ومن أمثلته : بيع الدجاج والبط النافق في المزارع على أنه دجاج مذبوح وهو حى وليس ميتة بيع لحم البهائم الميتة على أنها لحم بهائم ذبحت وهى حية وهو ما يسمونه : اللحم الوقيع وهذا النوع هو من ضمن أكل الميتة المحرم التى قال سبحانه فيها : " حرمت عليكم الميتة " وقال ايضا : "قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة" الثامن بيع المريض والمقصود أن يبيع سلعة حية مريضة على أنها سلعة حية سليمة وقد حرم الله بيع تلك السلع واعطاءها للغير بدون ثمن تلك السلع الخبيثة حيث قال : "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " التاسع: بيع الوهم والمقصود : بيع سلعة ليس لها وجود على أنها ستوجد في المستقبل وهذا البيع سلعه المعروفة حاليا : بيع الزئبق الأحمر الموجود في مقابر الملوك لعلاج كذا وكذا بيع تذاكر للسفر إلى القمر والكواكب والعودة منهم وهو أمر محال لأن العودة محالة لأن الكل هالك كما قال سبحانه : " سنفرغ لكم أيها الثقلان فبأى آلاء ربكما تكذبان يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان مبين فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران" بيع وهم البعث من قبل الناس للموتى في المستقبل عن طريق تجميد الجثث في توابيت وهو أمر محال لكون بعص الموتى في الدنيا مجرم كما قال سبحانه : " وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون " ومن الصور في غير البيوع : العاشر: استنقاص حق البعض في المرتبات والمعاشات لزيادة الأخرين في مرتباتهم ومعاشاتهم وهو معصية لأمر الله بالسواء وهو العدل في قوله سبحانه: "وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين " الحادى عشر : تعيين من لا يستحق التعيين في وظيفة بدلا من المستحقين للوظيفة عن طريق التوارث أو الواسطة أو الرشوة الثانى عشر : تفضيل بعض العيال على بعض في العطاء المالى وهذه بعض صور من صور الغبن الكثيرة في حياتنا |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|