الحرام جاء من الاختيار..

الاختيار, الحرام

الحرام جاء من الاختيار

هذه حقيقة التى نحن غافلون عنها ...
أما الحقيقة الثانية فان الانسان أخذ الطريق الى الحرام
من خلق الله له مختارا ...
فلو أن الله سبحانة وتعالى أراد أن يخلقنا طائعين
ما استطاع واحد منا أن يرتكب معصية ...وفى ذلك
بقول الحق تبارك وتعالى :
" لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * ان نشأ ننزل
عليهم من السماء ءاية فظلت اعناقهم لها خاضعين
"الشعراء.
والله سبحانه وتعالى هو الذى خلقنا قادرين على
المعصية وخلقنا كذلك لأن كونه كله يأتيه عن قهر
...كونه كله مقهور على الطاعة ...يسبح ولا يتوقف
عن التسبيح ..انه سبحانه وتعالى يريد خلقا تأتيه عن حب لا عن قهر ...
يريد خلقا قادرا على أن يعصى ولكنه
يأتى طائعا باختياره ...يقول يارب جعلت لى شهوة عاجلة ...ولكن حبى لك أقوى

وأكبر من كل متع الدنيا ...
لذلك تركت هذا كله وجئتك وأنا قادر على ألا أجئ ...جئتك عن حب ...
لأن حبى لك أقوى وأكبر من الدنيا وما فيها ...هذا ما يريده الله سبحانه وتعالى من عباده ...
والا لما خلقهم مختارين قادرين على طاعة وقادرين

على المعصية .
لقد كان اخفاء الجزاء عنا ضروريا ...لأنه لو رأى
انسان منا الجزاء ما اقترب من معصية أبدا وما اقترب
من حرام أبدا ... وبعض الناس يسأل : هل هناك
درجات فى الحرام ؟ هل هناك درجات فى الذنوب ؟.
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم :
" ان أبغض الحلال عند الله الطلاق "
اذن هناك درجات فى الحلال ...هناك الحلال الذىة
يحبه الله وينتظرهمن عبده ...والحلال الذى يتقبله
ولا يحبه كالطلاق.
ولم يقل لنا رسول الله صل الله عليه وسلم شيئا آخر
من الحلال يبغضه الله سبحانه وتعالى ...
لأن الطلاق هدم الأسرة ولأنه ميثاق غليظ بين الرجل والمرأة بالرجل .
" وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم الى بعض وأخذن
منكم ميثاقا غليظا "
فالذى بين الزوج وزوجته ميثاق غليظ وكيف لا يكون
غليظا وقد أحل لهم ما حرم الله ...لهذا فان الله تبارك
وتعالى لا يريدهما أن يفترقا ..ألا اذا كانت الحياة
بينهما مستحيلة ولذلك قال رسول الله صل الله عليه
وسلم :
" ان أبغض الحلال عند الله الطلاق "
أى أنه اذا كان هناك شئ من الحلال يبغضه الله
فان الطلاق أبغض .