01-01-2024, 11:19 AM
|
|
|
|
لوني المفضل
Blue
|
رقم العضوية : 2036 |
تاريخ التسجيل : 21-11-2022 |
فترة الأقامة : 895 يوم |
أخر زيارة : اليوم (05:05 PM) |
العمر : 36 |
الإقامة : بغداد |
المشاركات :
5,696 [
+
]
|
التقييم :
753 |
معدل التقييم :
       |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
رروائع الشعر العراقي/صفي الدين الحلي/اذكروا لما اروها النديما
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- أذكروا لمّا أروها النديمَا،
- من عُهودِ المِعصارِ عَهداً قَديمَا
- فأتتْ تطلبُ القصاص، ولكن
- تَجعَلُ العَقلَ في التّقاضي غَريمَا
- قَهوَة ٌ أفنَتِ الزّمانَ، فأفنَى
- الرَّطبَ من جِرمها وأبقى الصّميمَا
- فَغَدَتْ تُثقِلُ اللّسانَ لسرّ الـ
- ـسّكرِ منها وتَستَخفّ الحُلومَا
- لو حَسا من سُلافِها الأكمَهُ الأخـ
- ـرَسُ كأساً لاستَخرَجَ التّقويمَا
- وعلى الضدّ لو حساها فصيحُ
- أحدثتْ في حديثهِ الترخيمَا
- أنبأتنا الأنباءَ عن سالِفِ الدّهـ
- ـرِ وعدتْ لنا القرونَ القرومَا
- وحكَتْ كيفَ أصبحت فتية ُ الكَهـ
- ـفِ رقوداً، خلواً، وكيفَ الرقيمَا
- وبماذا تجنبتْ نارُ نمرُو
- دٍ خليلَ الإلهِ إبراهيمَا
- وغداة َ امتحانِ يونُسَ بالنّو
- نِ، وقد كانَ في الفِعالِ مَليمَا
- وتشَكّى يَعقوبُ إذ ذهبَتْ عَينا
- هُ من حُزنِهِ، وكانَ كَظيمَا
- والتناجي بالطورِ، إذْ كلمَ الرّحـ
- ـمنُ موسى نبيهُ تكليمَا
- ودُعاءَ المَسيحِ، إذ نُعِشَ المَيْـ
- ـتُ من رمسهِ، وكانَ رميما
- فشَهِدنا لها بفَضلٍ قَديمٍ،
- واستَفَدنا منها النّعيمَ المُقيمَا
- وفَضَضنا خِتامَها، عن أناها،
- فرأينا مزاجها تسنيمَا
- وظللنا نحيي بها جوهرَ النفـ
- ـسِ، ونسقَى رحيقها المختومَا
- في جِنانٍ من الحَدائقِ لا نَسْـ
- ـمعُ فيها لغواً ولا تأثيما
- بينَ صَحبٍ مثلِ الكَواكِبِ لا تَنْـ
- ـظُرُ ما بَينَهم عُتُلاًّ زَنيمَا
- وجَعَلنا السّاقي خَليلاً جَليلاً،
- يُحسِنُ المَزجَ، أو غَزالاً رَخيمَا
- فرأينا في راحة ِ البدرِ شمساً،
- اطلعتْ في سما الكؤوسِ نجومَا
- وقذفنا بشهبها ماردَ الهـ
- ـمّ، فكانَتْ للمارِدينَ رُجُومَا
- ولَدَتْ لُؤلؤ الحَبابِ، وكانتْ
- قبلَ وَقعِ المِزاجِ بِكراً عَقِيمَا
- أخصَبَتْ عند شُربِها ساحَة ُ العَيـ
- ـشِ وأمسَى إحوَى أحوَى الهمومِ هَشيمَا
- فابتَدِرْها مُدامَة ً تَجلُبُ الرَّو
- حَ إلى الرُّوحِ حينَ تَنفي الهُمومَا
- واختصِرْ إنّ قُلّها يُنعشُ الرُّو
- ح وإفراطها يضرّ الجسُومَا
- فارتكِبْ أجمَلَ الذّنوبِ لنَفعٍ،
- واعتقدْ في ارتكابهِ كالتحريمَا
- ثمّ تُبْ، واسألِ الإلَهَ تَجِدْهُ،
- لذُنُوبِ الوَرى غَفوراً رَحِيمَا
|