|
![]() |
|
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ![]() كُنّا نَغارُ عَلى العَواتِقِ أَن تَرى بِالأَمسِ خارِجَةً عَنِ الأَوطانِ فَخَرَجنَ حينَ ثَوى كُلَيبٌ حُسَّراً مُستَيقِناتٍ بَعدَهُ بِهَوانِ فَتَرى الكَواعِبَ كَالظِباءِ عَواطِلاً إِذ حانَ مَصرَعُهُ مِنَ الأَكفانِ يَخمِشنَ مِن أَدَمِ الوُجوهِ حَواسِراً مِن بَعدِهِ وَيَعِدنَ بِالأَزمانِ مُتَسَلِّباتٍ نُكدَهُنَّ وَقَد وَرى أَجوافَهُنَّ بِحُرقَةٍ وَرَواني وَيَقُلنَ مَن لِلمُستَضيقِ إِذا دَعا أَم مَن لِخَضبِ عَوالي المُرّانِ أَم لِاِتِّسارٍ بِالجزورِ إِذا غَدا ريحٌ يُقَطِّعُ مَعقِدَ الأَشطانِ أَم مَن لِاِسباقِ الدِياتِ وَجَمعِها وَلِفادِحاتِ نَوائِبِ الحِدثانِ كانَ الذَحيرَةَ لِلزَّمانِ فَقَد أَتى فَقدانُهُ وَأَخَلَّ رُكنَ مَكاني يا لَهفَ نَفسي مِن زَمانٍ فاجِعٍ أَلقى عَلَيَّ بِكَلكَلٍ وَجِرانِ بِمُصيبَةٍ لا تُستَقالُ جَليلَةٍ غَلَبَت عَزاءَ القَومِ وَالنِسوانِ هَدَّت حُصوناً كُنَّ قَبلُ مَلاوِذاً لِذَوي الكُهولِ مَعاً وَلِلشُّبانِ أَضحَت وَأَضحى سورُها مِن بَعدِهِ مُتَهَدِّمَ الأَركانِ وَالبُنيانِ فَاِبكينَ سَيِّدَ قَومِهِ وَاِندُبنَهُ شُدَّت عَلَيهِ قَباطِيَ الأَكفانِ وَاِبكينَ للأَيتامِ لَمّا أَقحَطوا وَاِبكينَ عِندَ تَخاذُلِ الجيرانِ وَاِبكينَ مَصرَعَ جيدِهِ مُتَزَمِّلاً بِدِمائِهِ فَلَذاكَ ما أَبكاني فَلَأَترُكَنَّ بِهِ قَبائِلَ تَغلِبٍ قَتلى بِكُلِّ قَرارَةٍ وَمَكانِ قَتلى تُعاوِرَها النُسورُ أَكُفَّها يَنهَشنَها وَحَواجِلُ الغُربانِ ![]() |
![]() |
#2 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() لَو أَنَّ خَيلي أَدرَكَتكَ وَجَدتَهُم مِثلَ اللُيوثِ بِسِترِ غِبِّ عَرينِ وَلَأَورِدَنَّ الخَيلَ بَطنَ أَراكَةٍ وَلَأَقضِيَنَّ بِفِعلِ ذاكَ دُيوني وَلَأَقتُلُنَّ حَجاحِجاً مِن بَكرِكُم وَلَأَبكِيَنَّ بِها جُفونَ عُيونِ حَتّى تَظَلَّ الحامِلاتُ مَخافَةً مِن وَقعِنا يَقدِفنَ كُلَّ جَنينِ |
![]() ![]() |
![]() |
#3 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() لَو كانَ ناهٍ لِاِبنِ حَيَّةَ زاجِراً لَنَهاهُ ذا عَن وَقعَةِ السُلانِ يَومٌ لَنا كانَت رِئاسَةٌ أَهلِهِ دونَ القَبائِلِ مِن بَني عَدنانِ غَضِبَت مَعَدٌّ غَثُّها وَسَمينُها فيهِ مُمالاةً عَلى غَسّانِ فَأَزالَهُم عَنّا كُلَيبُ بِطَعنَةٍ في عَمرِ بابِلَ مِن بَني قَحطانِ وَلَقَد مَضى عَنها اِبنُ حَيَّةَ مُدبِراً تَحتَ العَجاجَةِ وَالحُتوفُ دَوانِ لَمّا رَآنا بِالكُلابِ كَأَنَّنا أُسدٌ مَلاوِثَةٌ عَلى خَفّانِ تَرَكَ الَّتي سَحَبَت عَلَيهِ ذُيولَها تَحتَ العَجاجِ بِذِلَّةٍ وَهَوانِ وَنَجا بَمُهجَتِهِ وَأَسلَمَ قَومَهُ مُتَسَربِلينَ رَواعِفَ المُرّانِ يَمشونَ في حَلَقِ الحَديدِ كَأَنَّهُم جُربُ الجِمالِ طُلينَ بِالقَطِرانِ نِعمَ الفَوارِسُ لا فَوارِسُ مَذحِجٍ يَومَ الهِياجِ وَلا بَنو هَمدانِ هَزَموا العِداةَ بِكُلِّ أَسمَرَ مارِنٍ وَمُهَنَّدٍ مِنلِ الغَديرِ يَماني |
![]() ![]() |
![]() |
#4 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() كُلَيبُ لا خَيرَ في الدُنيا وَمَن فيها إِن أَنتَ خَلَّيتَها في مَن يُخَلّيها كُلَيبُ أَيُّ فَتى عِزٍّ وَمَكرُمَةٍ تَحتَ السَفاسِفِ إِذ يَعلوكَ سافيها نَعى النُعاةُ كُلَيباً لي فَقُلتُ لَهُم مادَت بِنا الأَرضُ أَم مادَت رَواسيها لَيتَ السَماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَت وَحالَتِ الأَرضُ فَاِنجابَت بِمَن فيها أَضحَت مَنازِلُ بِالسُلّانِ قَد دَرَسَت تَبكي كُلَيباً وَلَم تَفزَع أَقاصيها الحَزمُ وَالعَزمُ كانا مِن صَنيعَتِهِ ما كُلَّ آلائِهِ يا قَومُ أُحصيها القائِدُ الخَيلَ تَردي في أَعِنَّتَها زَهواً إِذا الخَيلُ بُحَّت في تَعاديها الناحِرُ الكومَ ما يَنفَكُّ يُطعِمُها وَالواهِبُ المِئَةَ الحَمرا بِراعيها مِن خَيلِ تَغلِبَ ما تُلقى أَسِنَّتُها إِلّا وَقَد خَصَّبَتها مِن أَعاديها قَد كانَ يَصبِحُها شَعواءَ مُشعَلَةً تَحتَ العَجاجَةِ مَعقوداً نَواصيها تَكونُ أَوَّلَها في حينِ كَرَّتِها وَأَنتَ بِالكَرِّ يَومَ الكَرِّ حاميها حَتّى تُكَسِّرَ شَزاراً في نُحورِهِم زُرقَ الأَسِنَّةِ إِذ تُروى صَواديها أَمسَت وَقَد أَوحَشَت جُردٌ بِبَلقَعَةٍ لِلوَحشِ مِنها مِنها مَقيلٌ في مَراعيها يَنفُرنَ عَن أُمِّ هاماتِ الرِجالِ بِها وَالحَربُ يَفتَرِسُ الأَقرانَ صاليها يُهَزهِزونَ مِنَ الخَطِّيِّ مُدمَجَةً كُمتاً أَنابيبُها زُرقاً عَواليها نَرمي الرِماحَ بِأَيدينا فَنورِدُها بيضاً وَنُصدِرُها حُمراً أَعاليها يارُبَّ يَومٍ يَكونُ الناسُ في رَهَجٍ بِهِ تَراني عَلى نَفسي مُكاويها مُستَقدِماً غَصصاً لِلحَربِ مُقتَحِماً ناراً أُهَيِّجُها حيناً وَأُطفيها لا أَصلَحَ اللَهُ مِنّا مَن يُصالِحُكُم ما لاحَتِ الشَمسُ في أَعلى مَجاريها |
![]() ![]() |
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() سَيَعلَمُ مُرَّةَ حَيثُ كانوا بِأَنَّ حِمايَ لَيسَ بِمُستَباحِ وَأَنَّ لَقوحَ جارِهِمِ سَتَغدو عَلى الأَقوامِ غَدوَةَ كَالرَواحِ وَتُضحي بَينَهُم لَحماً عَبيطاً يُقَسِّمُهُ المُقَسِّمُ بِالقِداحِ وَظَنّوا أَنَّني بِالحِنثِ أَولى وَأَنّي كُنتُ أَولى بِالنَجاحِ إِذا عَجَّت وَقَد جاشَت عَقيراً تَبَيَّنَتِ المِراضُ مِنَ الصَحاحِ وَما يُسرى اليَدَينِ إِذا أَضَرَّت بِها اليُمنى بِمُدكَةِ الفَلاحِ بَني ذُهلِ بنِ شَيبانِ خَذوها فَما في ضَربَتَيها مِن جُناحِ |
![]() ![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() إِن يَكُن قَتَلنا المُلوكَ خَطاءً أَو صَواباً فَقَد قَتَلنا لَبيدا وَجَعَلنا مَعَ المُلوكِ مُلوكاً بِجِيادٍ جُردٍ تُقِلُّ الحَديدا نُسعِرُ الحَربَ بِالَّذي يَحلِفُ النا سُ بِهِ قَومَكُم وَنُذكي الوَقودا أَو تَرُدّوا لَنا الإِتاوَةَ وَالفَي ءَ وَلا نَجعَلُ الحُروبَ وعيدا إِن تَلُمني عَجائِزٌ مِن نِزارٍ فَأَراني فيما فَعَلتُ مُجيدا |
![]() ![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() دَعاني داعِيا مُضَرٍ جَميعاً وَأَنفُسُهُم تَدانَت لِاِختِناقِ فَكانَت دَعوَةً جَمَعَت نِزاراً وَلَمَّت شَعثَها بَعدَ الفِراقِ أَجَبنا داعِيَي مُضَرٍ وَسِرنا إِلى الأَملاكِ بِالقُبِّ العِتاقِ عَلَيها كُلُّ أَبيَضَ مِن نِزارٍ يُساقي المَوتَ كَرهاً مَن يُساقي أَمامَهُمُ عُقابُ المَوتِ يَهوي هُوِيَّ الدَلوِ أَسلَمَها العَراقي فَأَردَينا المُلوكَ بِكُلِّ عَضبٍ وَطارَ هَزيمُهُم حَذَرَ اللَحاقِ كَأَنَّهُمُ النَعامُ غَداةَ خافوا بِذي السُلّانِ قارِقَةَ التَلاقي فَكَم مَلِكٍ أَذَقناهُ المَنايا وَآخَرَ قَد جَلَبنا في الوِثاقِ |
![]() ![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() لَقَد عَرَفَت قَحطانُ صَبري وَنَجدَتي
غَداةَ خَزازٍ وَالحُقوقُ دَوانِ غَداةَ شَفَيتُ النَفسَ مَن ذُلِّ حِميَرِ وَأَورَثتُها ذُلاً بِصِدقِ طِعاني دَلَفتُ إِلَيهِم بِالصَفائِحِ وَالقَنا عَلى كُلِّ لَيثٍ مِن بَني غَطفانِ وَوائِلُ قَد جَدَّت مَقادِمَ يَعرُبٍ فَصَدَّقَها في صَحوِها الثَقَلانِ |
![]() ![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() أَعَينَيَّ جودا بِالدُموعِ السَوافِحُ عَلى فارِسِ الفُرسانِ في كُلُّ صافِحِ أَعَينَيَّ إِن تَفنى الدُموعُ فَأَوكِفا دِماً بِاِرفِضاضٍ عِندَ نَوحِ النَوائِحِ أَلا تَبكِيانِ المُرتَجى عِندَ مَشهَدٍ يُثيرُ مَعَ الفُرسانِ نَقعَ الأَباطِحِ عَدِيّاً أَخا المَعروفِ في كُلِّ شَتوَةٍ وَفارِسَها المَرهوبَ عَندَ التَكافُحِ رَمَتهُ بَناتُ الدَهرِ حَتّى اِنتَظَتهُ بِسَهمِ المَنايا إِنّها شَرُّ رائِحِ وَقَد كانَ يَكفي كُلَّ وَغدٍ مُواكِلٍ وَيَحفَظُ أَسرارَ الخَليلِ المُناصِحِ كَأَن لَم يَكُن في الحِمى حَيّاً وَلَم يَرُح إِلَيهِ عُفاةُ الناسِ أَوكُلُّ رابِحِ وَلَم يَدعُهُ في النَكبِ كُلُّ مُكَبَّلٍ لِفَكِ إِسارٍ أَودَعا عِندَ صالِحِ بَكَيتُكَ إِن يَنفَع وَما كُنتُ بِالَّتي سَتَسلوكَ يا اِبنَ الأَكرَمينَ الحَجاحِجِ |
![]() ![]() |
![]() |
#10 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() مَنَعَ الرُقادُ لِحادِثٍ أَضناني وَدَنا العَزاءُ فَعادَني أَحزاني لَمّا سَمِعتُ بِنعيِ فارِسِ تَغلِبٍ أَعني مُهَلهِلَ قاتِلِ الأَقرانِ كَفكَفتُ دَمعي في الرِداءِ تَخالَهُ كَالدُرِّ إِن قارَنتَهُ بِجُمانِ جَزَعاً عَلَيهِ وَحُقَّ ذاكَ لِمِثلِهِ كَهفِ اللَهيفِ وَغَيثَهُ اللَهفانِ وَالمُرتَجى عَندَ الشَدائِدِ إِن غَذا دَهرٌ حَرونٌ مُعضِلُ الحُدَثانِ وَالمُستَغيثِ بِهِ العِبادُ وَمَن بِهِ يَحمي الذِمارَ وَجودَةَ الجيرانِ لَهفي عَلَيهِ إِن تَوَسَّطَ مُعضِلٌ حِصنَ العَشيرَةِ ضارِبٌ بِجِرانِ لَهفي عَلَيكَ إِذا اليَتيمُ تَخاذَلَت عَنهُ الأَقارِبُ أَيَّما خِذلانِ فَاِذهَب إِليهِ فَقَد حَوَيتَ مِنَ العُلى يا اِبنَ الأَكارِمِ أَرجَحَ الرَجحانِ فَلَأَبكِيَنَّكَ ما حَييتُ وَما جَرَت هَوجاءُ مُعطِفَةٌ بِكُلِّ مَكانِ |
![]() ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|