|
![]() |
![]() |
#41 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() المَرءُ يَطلُبُ وَالمَنِيَّةُ تَطلُبُه وَيَدُ الزَمانِ تُديرُهُ وَتُقَلِّبُه لَيسَ الحَريصُ بِزائِدٍ في رِزقِهِ اللَهُ يَقسِمُهُ لَهُ وَيُسَبِّبُه لا تَغضَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَإِنَّ مَن يُرضي الزَمانُ أَقَلُّ مِمَّن يُغضِبُه أَيُّ اِمرِئٍ إِلّا عَلَيهِ مِنَ البِلى في كُلِّ ناحِيَةٍ رَقيبٌ يَرقَبُه المَوتُ حَوضٌ لا مَحالَةَ دونَهُ مُرٌّ مَذاقَتُهُ كَريهٌ مَشرَبُه وَتَرى الفَتى سَلِسَ الحَديثِ بِذِكرِهِ وَسطَ النَدِيِّ كَأَنَّهُ لا يَرهَبُه وَأَسَرُّ ما يُلقى الفَتى في نَفسِهِ يَبتَزُّهُ نابُ الزَمانِ وَمَخلَبُه وَلَرُبُّ مُلهِيَةٍ لِصاحِبِ لَذَّةٍ أَلفَيتُها تَبكي عَلَيهِ وَتَندُبُه مَن كانَتِ الدُنيا مِنَ كبَرِ هَمِّهِ نَصَبَت لَهُ مِن حُبِّها ما يُتعِبُه فَاِصبِر عَلى الدُنيا وَطولِ غُمومِها ما كُلُّ مَن فيها يَرى ما يُعجِبُه ما زالَتِ الأَيّامُ تَلعَبُ بِالفَتى طَوراً تُخَوِّلُهُ وَطَوراً تَسلُبُه مَن لَم يَزَل مُتَعَجِّباً مِن كُلِّ ما تَأتي بِهِ الأَيّامُ طالَ تَعَجُّبُه |
![]() ![]() |
![]() |
#42 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() أَينَ المَفَرُّ مِنَ القَضا ءِ مُشَرِّقاً وَمُغَرِّبا اِنظُر تَرى لَكَ مَذهَباً أَو مَلجَأً أَو مَهرَبا سَلِّم لِأَمرِ اللَهِ وَأَر ضَ بِهِ وَكُن مُتَرَقِّبا وَلَقَلَّ ما تَنفَكُّ مِن حَدَثٍ يَجيءُ لِيَذهَبا وَكَذاكَ لَم يَزَلِ الزَما نُ بِأَهلِهِ مُتَقَلِّبا يَزدادُ مِن حَذَرِ المَنِيـ ـيَةِ بِالفَرارِ تَقَرُّبا فَلَقَد نَعاكَ الشيبُ يَو مَ رَأَيتَ رَأسَكَ أَشيَبا ذَهَبَ الشَبابُ بِلَهوِهِ وَأَتى المَشيبُ مُؤَدِّبا وَكَفاكَ ما جَرَّبتَهُ حَسبُ امرِئٍ ما جَرَّبا يُمسي وَيُصبِحُ طالِبُ الدُن يا مُعَنّى مُتعَبا يَبني الخَرابَ وَإِنَّما يُبنى الخَرابُ لِيَخرَبا |
![]() ![]() |
![]() |
#43 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() وَغُصونِهِ الخُضرِ الرِطاب ذَهَبَ الشَبابُ وَبانَ عَنـ ـني غَيرَ مُنتَظَرِ الإِياب فَلَأَبكِيَنَّ عَلى الشَبا بِ وَطيبِ أَيّامِ التَصاب وَلَأَبكِيَنَّ مِنَ البِلى وَلَأَبكِيَنَّ مِنَ الخِضاب إِنّي لَآمُلُ أَن أُخَلـ ـلى وَالمَنِيَّةُ في طِلاب |
![]() ![]() |
![]() |
#44 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() مَن لَم يَعِظهُ التَجريبُ وَالأَدَبُ لَم يَثنِهِ شَيبُهُ وَلا الحِقَبُ يا أَيُّها المُبتَلى بِهِمَّتِهِ أَلَم تَرَ الدَهرَ كَيفَ يَنقَلِبُ مِن أَيِّ خَلقِ الإِلَهِ يَعجَبُ مَن يَعجَبُ وَالخَلقُ كُلُّهُ عَجَبُ وَبِالرِضى وَالتَسليمِ يَنقَطِعُ الـ ـهَمُّ وَبِالكُفرِ يَكثُرُ العَطَبُ وَعِندَ حُسنِ التَقديرِ يَستَحكِمُ الـ ـجَدُّ وَيَنبَتُّ اللَهوُ وَاللَعِبُ وَفي جَميلِ القُنوعِ يَنخَفِضُ الـ ـعَيشُ وَبِالحِرصِ يَعظُمُ التَعَبُ إِنَّ الغِنى في النُفوسِ وَالعِزُّ تَقـ ـوى اللَهِ لا فِضَّةٌ وَلا ذَهَبُ وَحادِثاتُ الأَقدارِ تَجري وَما تَجري بِشَيءٍ إِلّا لَهُ سَبَبُ |
![]() ![]() |
![]() |
#45 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() سُبحانَ عَلّامِ الغُيوبِ عَجَباً لِتَصريفِ الخُطوبِ تَعرو فُروعَ الآمِنيـ ـنَ وَتَجتَني ثَمَرَ القُلوبِ حَتّى مَتى يا نَفسُ تَغ تَرّينَ بِالأَمَلِ الكَذوبِ يا نَفسُ توبي قَبلَ أَن لا تَستَطيعي أَن تَتوبي وَاستَغفِري لِذُنوبِكِ الرَ حمَنَ غَفّارَ الذُنوبِ أَمّا الحَوادِثُ فَالرِيا حُ بِهِنَّ دائِمَةُ الهُبوبِ وَالمَوتُ خَلقٌ واحِدٌ وَالخَلقُ مُختَلِفُ الضُروبِ وَالسَعيُ في طَلَبِ التُقى مِن خَيرِ مُكتَسَبِ الكَسوبِ وَلَقَلَّ ما يَنجو الفَتى الـ ـمَحمودُ مِن لَطخِ العُيوبِ |
![]() ![]() |
![]() |
#46 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() تَبارَكَ رَبٌّ لايَزالُ وَلَم يَزَل عَظيمَ العَطايا رازِقاً دائِمَ السَيبِ لَهِجتُ بِدارِ المَوتِ مُستَحسِناً لَها وَحَسبي لِدارِ المَوتِ بِالمَوتِ مِن عَيبِ لِيَخلُ امرُؤٌ دونَ الثِقاتِ بِنَفسِهِ فَما كُلُّ مَوثوقٍ بِهِ ناصِحُ الجَيبِ لَعَمرُكَ ما عَينٌ مِنَ المَوتِ في عَمىً وَما عَقلُ ذي عَقلٍ مِنَ البَعثِ في رَيبِ وَما زالَتِ الدُنيا تُري الناسَ ظاهِراً لَها شاهِدٌ مِنهُ يَدُلُّ عَلى غَيبِ |
![]() ![]() |
![]() |
#47 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() طالَما اِحلَولى مَعاشي وَطابا طالَما سَحَّبتُ خَلفي الثِيابا طالَما طاوَعتُ جَهلي وَلَهوي طالَما نازَعتُ صَحبي الشَرابا طالَما كُنتُ أُحِبُّ التَصابي فَرَماني سَهمُهُ وَأَصابا أَيُّها الباني قُصوراً طِوالاً أَينَ تَبغي هَل تُريدُ السَحابا إِنَّما أَنتَ بِوادي المَنايا إِن رَماكَ المَوتُ فيهِ أَصابا أَيُّها الباني لِهَدمِ اللَيالي إِبنِ ما شِئتَ سَتَلقى خَرابا أَأَمِنتَ المَوتَ وَالمَوتُ يَأبى بِكَ وَالأَيّامُ إِلّا انقِلابا هَل تَرى الدُنيا بِعَينَي بَصيرٍ إِنَّما الدُنيا تُحاكي السَرابا إِنَّما الدُنيا كَفَيءٍ تَوَلّى أَو كَما عايَنتَ فيهِ الضَبابا نارُ هَذا المَوتِ في الناسِ طُرّاً كُلَّ يَومٍ قَد تَزيدُ التِهابا إِنَّما الدُنيا بَلاءٌ وَكَدٌّ وَاكتِئابٌ قَد يَسوقُ اِكتِئابا ما استَطابَ العَيشَ فيها حَليمٌ لا وَلا دامَ لَهُ ما اِستَطابا أَيُّها المَرءُ الَّذي قَد أَبى أَن يَهجُرَ اللَهوَ بِها وَالشَبابا وَبَنى فيها قُصوراً وَدوراً وَبَنى بَعدَ القِبابِ القِبابا وَرَأى كُلَّ قَبيحٍ جَميلاً وَأَبى لِلغَيِّ إِلّا ارتِكابا أَنتَ في دارٍ تَرى المَوتَ فيها مُستَشيطاً قَد أَذَلَّ الرِقابا أَبَتِ الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ آخِرَ الأَيّامِ إِلّا ذَهابا إِنَّما تَنفي الحَياةَ المَنايا مِثلَما يَنفي المَشيبُ الشَبابا ما أَرى الدُنيا عَلى كُلِّ حَيٍّ نالَها إِلّا أَذىً وَعَذابا بَينَما الإِنسانُ حَيٌّ قَويٌّ إِذ دَعاهُ يَومُهُ فَأَجابا غَيرَ أَنَّ المَوتَ شَيءٌ جَليلٌ يَترُكُ الدورَ يَباباً خَرابا أَيُّ عَيشٍ دامَ فيها لِحَيٍّ أَيُّ حَيٍّ ماتَ فيها فَآبا أَيُّ مُلكٍ كانَ فيها لِقَومٍ قَبلَنا لَم يُسلَبوهُ استِلابا إِنَّما داعي المَنايا يُنادي إِحمِلوا الزادَ وَشُدّوا الرِكابا جَعَلَ الرَحمَنُ بَينَ المَنايا أَنفُسَ الخَلقِ جَميعاً نِهابا لَيتَ شِعري عَن لِساني أَيَقوى يَومَ عَرضي أَن يَرُدَّ الجَوابا لَيتَ شِعري بِيَمينِيَ أُعطى أَم شِمالي عِندَ ذاكَ الكِتابا سامِحِ الناسَ فَإِنّي أَراهُم أَصبَحوا إِلّا قَليلاً ذِئابا أَفشِ مَعروفَكَ فيهِم وَأَكثِر ثُمَّ لا تَبغِ عَلَيهِ ثَوابا وَسَلِ اللَهَ إِذا خِفتَ فَقراً فَهوَ يُعطيكَ العَطايا الرِغابا |
![]() ![]() |
![]() |
#48 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() أَنَلهو وَأَيّامُنا تَذهَبُ وَنَلعَبُ وَالمَوتُ لا يَلعَبُ عَجِبتُ لِذي لَعِبٍ قَد لَها عَجِبتُ وَمالِيَ لا أَعجَبُ أَيَلهو وَيَلعَبُ مَن نَفسُهُ تَموتُ وَمَنزِلُهُ يَخرَبُ نَرى كُلَّ ما ساءَنا دائِباً عَلى كُلِّ ما سَرَّنا يَغلِبُ نَرى الخَلقَ في طَبَقاتِ البِلى إِذا ما هُمُ صَعَّدوا صَوَّبوا تَرى اللَيلَ يَطلُبُنا وَالنَهارَ وَلَم نَدرِ أَيُّهُما أَطلَبُ أَحاطَ الجَديدانِ جَمعاً بِنا فَلَيسَ لَنا عَنهُما مَهرَبُ وَكُلٌّ لَهُ مُدَّةٌ تَنقَضي وَكُلٌّ لَهُ أَثَرٌ يُكتَبُ إِلى كَم تُدافِعُ نَهيَ المَشيـ ـبِ يا أَيُّها اللاعِبُ الأَشيَبُ وَما زِلتَ تَجري بِكَ الحادِثاتُ فَتَسلَمُ مِنهُنَّ أَو تُنكَبُ سَتُعطى وَتُسلَبُ حَتّى تَكو نَ نَفسُكَ آخِرَ ما يُسلَبُ |
![]() ![]() |
![]() |
#49 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرتُ في الطَلَب فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاً إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضعافِها تَعَب وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتي كَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌ أُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُ إِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍ كَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ لِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةً وَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب |
![]() ![]() |
![]() |
#50 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() ما لِلمَقابِرِ لا تُجيـ ـبُ إِذا دَعاهُنَّ الكَئيبُ حُفَرٌ مُسَتَّرَةٌ عَلَي هِنَّ الجَنادِلُ وَالكَئيبُ فيهِنَّ وِلدانٌ وَأَطـ ـفالٌ وَشُبّانٌ وَشيبُ كَم مِن حَبيبٍ لَم تَكُن نَفسي بِفُرقَتِهِ تَطيبُ غادَرتُهُ في بَعضِهِنـ ـنَ مُجَدَّلاً وَهُوَ الحَبيبُ وَسَلَوتُ عَنهُ وَإِنَّما عَهدي بِرُؤيَتِهِ قَريبُ |
![]() ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موسوعة شاملة لقصائد وأشعار نزار قباني.. | عطر الزنبق | ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! | 465 | 09-29-2023 01:04 PM |
موسوعة قصائد واشعار النابغة الذبياني.. | عطر الزنبق | ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ | 72 | 06-09-2022 12:04 PM |
موسوعة قصائد واشعار ابن الفارض.. | عطر الزنبق | ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ | 25 | 06-15-2021 01:21 PM |
موسوعة قصائد وأشعار شاعر العصر العباسي (أبو الطيب المتنبي )... | عطر الزنبق | ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ | 331 | 08-03-2020 12:38 AM |
موسوعة شاملة لقصائد وأشعار أمير الشعراء أحمد شوقي.. | عطر الزنبق | ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ | 558 | 07-18-2020 05:20 PM |