موسوعة قصائد واشعار الفيلسوف والشاعر ابو العلاء المعري..

إِذا ما جُدَّ كَلبٌ وَهُوَ أَعمى

تَصَيَّدَ رَبَّةَ الطَرفِ الكَحيلِ

مَتى تَقِفِ الرِكابَ عَلَيَّ جَهلاً

فَأَنتَ كَواقِفِ الرَبعِ المُحيلِ

تَعودُ عَلَيَّ كَرّاتُ اللَيالي

وَما أَبرَمتُهُ مِثلَ السَحيلِ

تَحَفّوا بِالكَلامِ وَأَكرِموني

عَلى ماكانَ من جَسَدٍ نَحيلِ

دَعوا هَذا المَقالَ وَجَهِّزوني

فَإِنّي قَد عَزَمتُ عَلى الرَحيلِ

عَرَفتُكِ جَيِّداً يا أُمَّ دَفرٍ

وَما إِن زِلتِ ظالِمَةً فَزولي

دُعيتُ أَبا العَلاءِ وَذاكَ مَينٌ

وَلَكِن الصَحيحَ أَبو النُزولي

أَغِيَّ الطِفلِ مِن بَعدِ التَناهي

وَضُعفَ السَقبِ في حالِ البُزولِ

عَرَفتُكِ جَيِّداً يا أُمَّ دَفرٍ

وَما إِن زِلتِ ظالِمَةً فَزولي

دُعيتُ أَبا العَلاءِ وَذاكَ مَينٌ

وَلَكِن الصَحيحَ أَبو النُزولي

أَغِيَّ الطِفلِ مِن بَعدِ التَناهي

وَضُعفَ السَقبِ في حالِ البُزولِ

رَأى الأَقوامُ دُنياهُم عَروساً

وَما لِقيَتهُمُ إِلّا بِغَولِ

مَتّى أَنا راحِلٌ عَنها لِشَأني

فَإِنّي قَد قَضَيتُ بِها شُغولي

رَأَيتُ المَرءَ يَهوي في هُبوطٍ

إِذ هُوَ فَوقَ أَيدي القَومِ عولي

وَما أَدري بِما سَيَكونُ مِنّي

وَلَكِن في البَسيطَةِ أَوسِعوا لي

يَمُرُّ الحَولُ بَعدَ الحَولِ عَنّي

وَتِلكَ مَصارِعُ الأَقوامِ حَولي

كَأَنِّيَ بِالأُلى حَفَروا لِجاري

وَقَد أَخَذوا المَحافِرَ وَاِنتَحَوا لي

هِيَ الدُنِّيا إِذا طُلِبَت أَهانَت

وَعالَت وَالفَريضَةُ ذاتُ عَولِ

فَما أَنا ساعِياً فيها لِغَيري

وَلا أَحمَدتُ أَقواماً سَعَوا لي

هِيَ الدُنِّيا إِذا طُلِبَت أَهانَت

وَعالَت وَالفَريضَةُ ذاتُ عَولِ

فَما أَنا ساعِياً فيها لِغَيري

وَلا أَحمَدتُ أَقواماً سَعَوا لي

أَرى السَرِقاتِ في كَفرٍ وَمِصرٍ

أَتَتكَ بِحَليِ أَسوارٍ وَحِجلِ

وَلَيسا مِن نُضارٍ بَل حَديدٌ

وَقَد حَكَما بِقَطعِ يَدٍ وَرِجلِ

جَرَرتَ الذَيلَ في سَفَهِ المَخازي

فَلَيتَكَ نافِرٌ ذَيّالَ إِجلِ

يَشِبُّ الحَربَ مُشتاقٌ إِلَيها

يَحُثُّ عَلى الهِياجِ وَعَنهُ تُجلي

وَما تَثني المَقادِرُ عَن مُرادٍ

بِما جَمَّعَت مِن خَيلٍ وَرَجلِ

غَدَت هَذي الحَوافِلُ راتِعاتٍ

وَما جادَت لَنا بِقَليلِ رِسلِ

لَقَد دَرِنَت بِيَ الدُنِّيا زَماناً

وَسَوفَ يُجيدُ عَنها المَوتُ غَسلي

وَكَم شاهَدتُ مِن عَجَبٍ وَخَطبٍ

وَمَرُّ الدَهرِ بِالإِنسانِ يُسلي

تَغَيُّرُ دَولَةٍ وَظُهورُ أُخرى

وَنَسخُ شَرائِعٍ وَقِيامُ رُسلِ

وَضَبٌّ ما رَأى في العَيشِ خَيراً

وَما يَنفَكُّ مِن تَربيتِ حِسلِ

لَوَ اِنَّ بَنِيَّ أَفضَلَّ أَهلِ عَصري

لَما آثَرتُ أَن أُحظى بِنَسلِ

فَكَيفَ وَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ مِثلي

خَسيسٌ لا يَجيءُ بِغَيرِ فَسلِ