مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عندما يأتي المساء...



لا سهر بعدك يمنحني فنجان أرقٍ مسائي ..
سوى احتشاد ملامحك..
بشتاء الفراشات..
وحدك ..
تطأطئ كبرياء الحرف..
بين صهيل أصابعي..
وبين اشتعال أفكاري ..
تتشكل من مفردات القصيدة ..
لتبعث في خفوتها الوهج..
منذ عامٍ ..
وصوتي يزخرف شبق الشغاف..
بمواويل الرجوع..

وأشرعتك التي طالما ضللها النعيق..
هاهي الآن تهدي الرياح..
آخر ما تبقى منا ،،،!!

عندما يأتي المساء...


معك فقط ..
تعلمت كيف أخبئ ليلا مخزون فرح بلا كمية محدودة..
لأعيشه نهارا كما يحلو لي مع من أحب ومن لا أُحب..
فقط لأني غالية جدا علي بعد أن أصبحتُ جزءا منك..
معك أنت فقط..
تعلمت كيف أطلق خيول مشاعري الجامحة..
لتركض في كل اتجاه دون أن ألجمها متى احتجت..
أو أن اخنقها إن خجلت..
أصبحتُ بحبك أنثى جميلة ..
لا تحتاج لمساحيق الدمية لتُبهر من أمامها..
ولا تُفكر برقة ابتسامة مدروسة ..
لتُدير رأس من يتبعها..
ولا يهمها كثيرا إن ضحكت بهستيريا..
أو بأناقة..
فهي تظل الأشهى لأنها تتعاطاك جرعات حب مكثفة..
وتعيشك حكايا غرام مميزة ..
وتطير معك للسماء بلا أجنحة..

تتعبني أشياءك الصغيرة الآن ..
تلك التي لا تهم أحدا سواي..
ولا يتمنى مكانها عندك غيري..
تتعبني ذكرياتي الصغيرة معك ..
تلك التي بدأت بوجه أصفر مبتسم..
وانتهت بــي في أمان الله..
تتعبني كلماتك الصغيرة عندي..
تلك التي كانت تُداعب صمتي ..
فتستفزه لينهال طوفان قصص ساذجة تحبها ..
وتستزيد منها بــطيب وبــبعدين..
تتعبني أحلامك الصغيرة الباقية معي..
تلك التي تخيلت أحلامي بها..
وتعيشني بضحكة تطلقها أعرفها جيدا ..
لها صوت صغير يتعبني تعلقه بالذاكرة أيضا..
أشياءك الصغيرة يارفيق روحي ..
تأخذ حيزا كبيرا في الذاكرة..
كلما حاولت اختزاله وُلدت لي ذكرى جديدة..
ترتبط بفشلي في ذلك..
ونجاحك , كلما حاولت جمعه في حكاية واحدة..
تقفز حكاية جديدة..
تروي بلسان الذاكرة للزمن عجزي وتفوقك..
أشياءك الصغيرة موجعة تتسلل بمهارة في كل مكان..
فأجدني أشرب فنجاني بطريقة تروق لك ..
واختار من ثيابي ما أعرف بلا شك..
أنه الأقرب إلى قلبك بدفء لونه وتباين أطواله..
وأخاطب الآخرين بعبارات ..
أؤمن بأنك تستخدمها في تحية الصباح..
وحتى أمنيات الأحلام السعيدة..
وفي كل مرة استهلك فيها شيئا صغيرا منك..
لا أشعر أبدا بغربته عني وبانفصاله عن ذاتي
هو أنا
...
دمية أنا الآن بعد غيابك عني ..
وكلما اختنقتُ من دورٍ فُرض علي بدونك ..
أبحث عن أشياءك الصغيرة ..
لأُطلق إحساسي الأجمل بك وبها..
لأكسر غرور الدمية بتواضعك وتواضعها..
لأبلغ السماء حباً بعد أن كسرتني صلابة الأرض يأسا ..

عندما يأتي المساء..



تأخذني اللحظات إليك ..
فأراني تائهة بين أحرف و كلمات ..
غارقة بين تعجب و استفهامات ..
أتراك أحسست بنبضي و خفق كلماتي.؟..
أم اني ما زلت أسبح في وحدتي..
أغرق في أحلامي ..
و أزرعني ... عطرا بين أنفاسك ..
و أنت غائب عن تفاصيل وجودي ..
لا تهتم لا تكترث .. و لا تبالي ،،!.

عندما يأتي المساء..


قلبي يسألني عنك ..
وأنا لا أملك لنبضه المتسارع جوابا ..
ولا أحمل لرجفة أناملي المتعبة منه تفسيرا ..
ولا يحضرني وأنا أمام ملامحي الباهتة بسببه تبريرا ..
قلبي يسألني عنك وأنا عنك أسأله ..
وكمن يقذف كرة والخصم جدار..
يعود سؤالي علي ويهشم وجه صبري عليك ..
وكمن يسافر والبحر صحراء..
يحفر سؤالي قبره في تربة حكاياتي معك ..
قلبي يسألني عنك ..
وأنا عنك لن أسأله ..
خذلني بتعلقه بك ودوري أنا لأخذله ..
كسرني بحنينه إليك وواجبي أنا الآن أن أكسره..
غلبني بانتصاره لك وحقي الآن أن أغلبه..

عندما يأتي المساء ..



كالشمع أذوب إن لامسني برد تنائيك ..
وتُقتلع من بين أجفاني نُسخ الوعود الحالمة ...
أنا فقط أعترف الآن ..
أحاول أن أكون بعضا مني وكثيرا منك !!
أحاول أن أكون أجمل ..
أن أهيم دائما بالمسارات المنحرفة عن مدارها ...
وأخلع وعيي في شساعة مجرّات حبك ..
فكيف لي أن أُعاند ما يملأني من إحساس ..
وأنا مني الأنفاس تهذر عتبا ..
على عشق أكبر من احتمالها !!!.

عندما يأتي المساء...

قدري أن أشقى بمشاعري ..
فتتقاذفني أمواج و تحملني أخرى ..
إلى غربةٍ لا أعرف فيها بيتاً غير روحك..
قدري أن أودع كل مغيب شمس متوهجة ..
وأستقبل كل صباح شروقاً جديداً..
وأعبر بين كل مغيب وشروق أحلاماً تائهة..
وأوقد أشواقاً لأدفيء قلباً بارداً..
قدري أن ألملم بقايا وداع تكسر ..
وأخبأها بين أضلعي..
واختصر مسافات ....ومحطات..
قدري أن يموت العمر بين راحتيك..
ويتناثر أوراقاً صفراء بلون الرحيل..
ويداهمني الليل وحيداً على مقعد المحطة ..
أنتظر قطاراً لن يأتي أبداً..
قدري أن أعشق ليلاً بلا فجر..
وأهوى سفراً بلا مرفأ..
وأسير إلى غدي على غير هدى..
محاط باليأس من خيبات الأمل..
هذا قدري..وليس لي منه فرار.

عندما يأتي المساء....

ولأني لا أملك نغماً أعزف به مقطوعة أحزاني ...
فقد أستلهم جرحاً ينزف دماءً خارج أسواري..
لا أدري أين أنا ...
وسط معمعة الضياع..؟!
تارة أغيب .. وأخرى تضلني الدروب..
ذاك الصمت أمسى لغة ...
لا تبرح لفظاً يستل من أعماقي..
ولآني لا أجيد بوحاً غير عربدة آلامي..
فقد أكملت مسيراً منذ الأزل على أقدامي..
بل على جراحات قلب تدمت بوجداني..
راحلة أنا نحو المجهول تتبعني أقداري..
الطريق طويلة ..
والموت يتلون بخارطة أيامي..
أتخالني ملّلت صبراً .. فإنتظاراً ..
وأخذت الخطى بحثاً عن قافلة تقلني ..
ترى إلى أين سأكمن بعد مشوار ضياعي..؟!
لو كنت آنست أملاً ..
لو فقط كنت ..لما برحت يوماً مكاني...!!

عندما يأتي المساء...

من خلف شواطئ الليل المتلألئة..
وبعد هدوء العاصفة..
أنسجُ لك حكاية حُب..
ليفيض صوتكَ المنهمر ..
كحبات مطر على وديان روحي..
يروي داخلي سنابل قمح..
و عشب أخضر..
فأستحضر لكلينا من العمر..
حلما مزدحما بشموس اللقاء..
لنملأ الحياة نزهة ..
في مروج الصفاء ،،!..

عندما يأتي المساء...


وفي لحظة الانتظار تصبح الساعات أجيالا ...
والدقائق قرونا ..
والثواني عقوداً ...
عقارب الساعات تمشي للوراء ..
تسير نحو السماء وحدها في الفضاء ...
في لحظة الانتظار تصبح الأيام كئيبة..
والليالي عقوداً رتيبة ..
وتتبدد الأحلام ..
وتتبعثر الرؤى في المنام ...
وتحمل الأفكار في جوف النهار..
لتلد في السماء..
ثم تدفن في غرة النهار ...
ثم تحمل الأفكار في لحظة انتظار ..
وتلد في آخر النهار ..
وتدفن بعد الاحتضار ...

عندما يأتي المساء...


أقف معك وسط ساحة خيال ..
لا تضيق بنا مهما ضقنا منا ومنها ..
أمد يدي مابين السماء والأرض..
وأدرك بأنك لن تخذلني ..
وبأن يدك التي أحب ..
مهما بعادت المسافات بيني وبينها ..
ستكون في الطرف الآخر تنتظرني ..
لتبدأ معي رقصة ماعرفها قبلنا أحد ..
ولتسمع موسيقى مختلفة ما احتواها لحن ..
أمد يدي وشيئا في قلبي يكبر ...
وأُحبك أكثر ..وأكثر .
أدور كفراشة ماعلموها أن الضوء يحرق أجنحتها ..
أرقص مثلها وأنسى بأن عمري قصير ..
وقريبا سأسقط على أرض واقع متعب ..
وأموت مع أحلامي دونها ..
وأنت ..دائما أنت ..
الباقي حيث أنت ..
تنتظر لعل ريحا تدفعني باتجاهك فأتوحد معك ..
أو موتا يقتص من حياتي فأرحل بوجودي الثقيل عنك ..
لا تأتي ولا ترحل ..
رجل المتناقضات الأجمل ..
وأنا لا أرحل ولا أرحل ..
أُنثى الخيبات الأسوأ ..
وما بيني وبينك ساحة خيال ..
باتساع أحلامنا أرقص فيها قلبا إلى قلب معك ..
أضع بين يديك روحاً كانت منذ زمن بعيد لك ..
وأُسلمك إحساسا ما أمطر صدقا لغيرك ..
وأنام قريرة القلب بحضنك ..
أتدثر به من برد واقع ..
ماترك لي سوى حلم يتيم ..
أراك فيه معي وسط ساحة خيال ..
لا تضيق بنا مهما ضقنا منا ومنها ،،!.