مساحة للهمس الرقيق ( عندما يأتي المساء)...

عندما يأتي المساء...



وعندما تأخذني همس قوافيك ..
بأمواج على ركب الأماني ..
يعبث الدفء بقلبي ..
وتحوم الأغنيات ..
كضبابٍ في أضاحي لندنية..
أو كغيمات جسورة ..
كتراتيل مطر .. كابتسامات شقية ..
حين يشتط بعينيك حنينا" ..
كالذي يأسر ألــــوان الربيع ..
لا تحدق في بحيرات البجع ..
أو سواحل الوجع ..
اختصر كل مسافات الغرور..
لتكون أبدي العيش..
في حصن قلاعي العاليات ..
بين أنغام الضفاف
بين ألوان الفراشات..
بين زهور اليانعات ..
حين توقد عتمتي بعض قناديل اشتياقي ،،!

عندما يأتي المساء...

من بين أبواب الحزن و بحور الأسى...
يعتصر الألم ما تبقى من حياتي ...
أبحر على شواطىء الحرمان...
لتتبعثر أحلامي وتغدو كابوسا مخيفا يطاردني ...
فكل شي جميل أمتلكه يمضي دونما عودة...
تنكسر لحظات سعادتي وتصبح سرابا ...
فأزداد جروحا وألما ...
وأقف وحيدة..
لتقف في تلك اللحظات خطواتي عن السير ...
وينتابني شعور بالاغتراب...
أتسألني لمَ الأسى والحزن ؟؟
وكأنك تسألني لمً أحيا ؟؟؟
فأحزاني هي حياتي ...
هي رفيقتي باقي أيامي ...
كلمات كثيرة حذفت من قاموس حياتي ...
الفرح....لم أعد أعرف معناه ...
الضحك...لم تعد شفاهي تسلاه ...
حزن ...حزن....حزن ...
لم يبق لي سوى الحزن...
أبيت بحزن وأصبح بألم ...
أبني حلم..ولا أدري بأنه الوهم ...
انكسار ..هو حالي ليل نهار ...
يقف كلامي حائراً .. عاجزاً ..
يستجمع قواه وقدرته ...
ويحشد جميع مواهبه ...
التي اكتسبها طوال حياته ... لكي ينطق بحرف ...
ولكن دون جدوى .. جميعها تذهب أدراج الرياح ...
مـا أقسى تلك اللحظة التي تتجرع فيها الحسرة..
والألم ...
و تعجز أن تنطق بحرف ..
تعجز أن تصرخ لتعلن ما بداخلك ..
مـا أقسى تلك اللحظة ..
التي يبحث فيها شخص عن شخص ...
ليشكو له .. وتجده هو الآخر يريد أن يشكو لك ..

وتضيع اللحظات ...
في صدى الصمت المميت ...
مـا أقسى تلك اللحظة..
عندما ينفجر بداخلك بركان من المشاعر
والأحاسيس ...
وتقف عاجزاً عن التعبير ...
مـا أقسى تلك اللحظة..
التي تريد أن تعلن بها الرحيل ...
وتضيع الحروف في رياح الزمان ...
مـا أقسى تلك اللحظة ...
عندما تفقد صديقـا ...
يصعب تعويضه في زمن المستحيل ...
مـا أقسى تلك اللحظة ...
التي تفارق فيها من أحبه قلبك ...
وعبراتك تسبق حروف الوداع
مـا أقسى الزمن ..
عندما يطفىء شموع الأمل في حياتك ...
ما أقسى لحظة ...
أن يغلفك جنون الحب ..
وتحمله بين أضلعك..
تريد أن يسارع نحوك ليقول لك ...
أنك من يهواه...
أنك من كوّنته...
أنك من عاش لأجله...
ويأبى الصمت الوجل إلا أن يبقيه بالداخل...
حبيس جنونه...
وأسير ضعفه !!!
مـا أقسـى هـذه الـلـحـظـــات ...
ترى هل نصبو لحياة أفضل ؟؟
ســـــــــــــؤال يُدفـــــن بالصمـــــــــــت.

عندما يأتي المساء...


بعد أن أبحرت سفينة الأماني بعيداً..
نحو جزيرة مجهولة..
سأبقى على ساحلي..
مع ألمي من جديد..
لا نداء .. بعد الرحيل..
فقد نفذت آخر محاولاتي..
لإدراك تلك الأشرعة الرآحلة.

عندما يأتي المساء...



مازلت جالسة في زوايا الألم..
لا أعلم ماالذنب الذي ارتكبته..
لأُعاقب عليه في حياتي..
لا أعلم لماذا كل هذه الهموم..
فمازالت رياح الأسى تعصف بي..
تُبعثر مشاعري..
تنتهك حُرمة قلبي..

عندما يأتي المساء ونجوم الليل تُنْثر
إسألوا لليل عن نجمي متى نجميَ يظهر
عندما تبدو النجوم فى السما مثلَ اللآلئ
إسألوا هل من حبيبٍ عنده علمٌ بحالي
كلُّ نجمٍ راح فى الليل بنجمٍ يتنور
غيرَ قلبي فهو ما زال على الأفقِ محيَر
يا حبيبي لك روحي لك ما شئت وأكثر
إنَّ روحي خير افق فيه انوارك تظهر
كلَّما وجَّهتُ عيني نحو لمَّاح المحيَّا
لم أجد فى الأفقِ نجماً واحداً يرنو إليَّ
هل تُرى يا ليل أحظى منكَ بالعطف عليَّ
فأغني وحبيبي والمنى بين يديَّ

عطر الزنبق معجب بهذا

عندما يأتي المساء...

ولأنني مللت المثالية ..
ومللت الخطوط الحمراء التي تحيط بي ..
اليوم..
وهنا تحديداً..
قررت أن أُعلن تمــــــــــــردي..
تمرد أنثى .. طال صبرها ..
قررت أن أكون مختلفة عما مضى ..
كل شي سيكون مختلف
شعوري .. أحاسيسي ..
حتى أبجدياتي .. وتراجدياتي
سيفيض بركان قلبي وقلمي هنا ..
عالم من الإثارة والحرية ..
هنا فقط سيكون كل شيء..
مجنون جنون المحبين..
ثائر كثورة بركان ..
مبتهج كألوان الربيع..
بريء براءة الأطفال..
ناضج نضوج أنثى مكتملة ..
رائع كروعة الورد ..
سعيد كسعادة عشاق الكون..
هنــــــــــــــــــا ..
سأكون ((سيدة نساء كوني ))..
وسيكون عاشقي ومجنوني ((سيد رجال كونه ))..
قد تظنون أن كلامي فيه ضرب من الغرور ..
ولكنني ..
أخبرتكم مسبقا أن هنا..
كل شيء مختلف..
سأعيش بكل المزاجات ..
سأفرح .. سأبكي ..
سأضحك .. وسأعشق..
سأكون بلا تردد.

عندما يأتي المساء...

وتحت هذه القناديل الحارسة..
لليل المعتم ..
وفوق الطرقات المهجورة ..
المحفورة بحزنها العتيق..
المغلفة بضباب الليل البارد..
هذه مواكب وحدتي..
تتهادى في طرقات الأثير ..
لأعرج على قلبينا ..
وابحث عن أشياء تؤرقني ..
مثل فراشة ..
ترف بأجنحتها ..
حول الضوء لتحترق بناره ..
أقف عند مفرق الطرقات ..
هنا كان اللقاء....
وهنا عشق صفق بأجنحته..
وهنا حلم جاوز الغيمة..
وهنا توهج ..
وهنا تعصف وتمطر..
وهنا زهرٌ يذبل..
وهنا سُن النصل..
وهنا مزقت أشرعة الوصال..
وهنا تهادت أجنحة العشق ..
وهنا واريت قلبي مثواه الأخير..
وهنا توقف الزمن.

عندما يأتي المساء...



عندما يأتي المساء..
تعانق أنفاسنا نسائمه..
ويشرع القمر سدوله..
يدفأ الحنين..
ويهمس الشوق..
ليؤنس وحشة الظلام..
فيتعتق الحرف بالجمال..
ويلبس حلل البهاء ووشاح من عبق..
ويتكئ على أرائك الإنتظار..
للحظات تلتقي فيها أرواحنا.

عندما يأتي المساء...

تبدو كل الأشياء من حولي مبعثرة..
فهناك قلم ...
وهنا قصاصة ...
وفي الزاوية إحساس ينبض..
وفي شرفتي بعض الأماني تنتظر تحقيقها..
الغيم يمطر والأحلام تسفر..
أجواء لا تكف عن التقلب..
كل ذلك يشبه قلبي !!
يشبه حزني..
حين أتوه ..
في خضم بعثرتي ..
قليلون من يهدونني حفنة فرح..
فأؤنس بقربهم .

عندما يأتي المساء ...

أطل من شرفتي ..
فضاء يمتد في فضاء ..
لايثيرني إلا منظر تلك النجمة وهي تعانق القمر ..
تحيي جفاف نبضي ..
وتُظهر كل إحساس قد طمر من قهر..
يتهامسون بلغة مخبأة عبر شقوق النور..
فتُشرع أبواب روحي إصغاء وتأمل ..
يأخذني الحياء منهم..
فأهم بالعودة لئلا أُعكر عليهم صفو ودادهم ..
تساءلني ردهات روحي البقاء في شرفتي !!
فما أجمل أن يكون للحب وطن صادق..
لاتطوله يد البشر ..
لا تطويه السنين ولا يحجبه سواد الليل ..
ولا يقهره طول الإنتظار وغربة السهد ..
أعود أتأملهم ,,,,, سكون في سكون ..
أضحكني ذلك القمر وهو يشاكس نجمته ..
ويلقي على عروشها شلالات النور..
يداعب فيها سرائر الحلم والنقاء ..
ماأبدع الحب العذري في الكون ..
فصلا خامس لا يحاكي الشتاء ..
ولا يناجي الصيف ..
لا يعرف إلا نبل الإحساس..
وصدق الحنين.