ما سر المباني المائلة في قرية لافنهام الانجليزية؟..

تُشبه قرية لافنهام الإنجليزية باقي قرى وبلدات المملكة المتحدة في كثيرٍ من الأشياء، من الريف الجميل إلى الطرقات المعبّدة القديمة والمناظر الطبيعية الجميلة. لكن ما أن تدخل هذه القرية، حتى يلفت نظرك شيءٌ واحدٌ مميّز وغريب، هو أشكال المباني والمنازل المائلة بطريقة مريبة! فما السر في ذلك؟





كانت قرية لافنهام قرية تجارية مزدهرة، وتقع في سوفولك بإنجلترا، على بعد حوالي 112.6 كلم شمال شرق لندن. تضم القرية منازل خشبية زاهية الألوان لكنها ملتوية بشكلٍ ملحوظ للغاية، وتتكئ على بعضها البعض كما لو كانت ستسقط إن لم تكن كذلك!





ويعود تاريخ القرية إلى القرون الوسطى، حيث نشأت على تجارة الصوف. وخلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، اشتُهرت لافنهام بإنتاج أغطية عريضة ذات لون أزرق مصنوعة من الصوف ذي الجودة الكبيرة. وكانت تُعرف باسم “مدينة الأغنياء” في أواخر القرن الخامس عشر. لهذا السبب، دفعت القرية المزيد من الضرائب عن مُدن أخرى كبيرة مثل يورك ولينكولن.





ولعل أشهر مظاهر البذخ في البلدة هي كنيستيْ سانت بيتر وسانت بول الصوفية اللتيْن بُنيتا ببذخٍ كبير وواضح على قمة تل في نهاية الشارع الرئيسي للبلدة. وبسبب مظاهر البذخ الكبيرة في البناء، قام الملك هنري السابع في سنة 1487م بتغريم العديد من العائلات في القرية، بسبب عرضهم للكثير من مظاهر الثروة.





ومع النمو السريع للقرية، تم بناء العديد من المنازل على عجل من الأخشاب الخضراء حديثة القطع. ويمتاز الخشب بأنه عندما يجف، تتغير سماكته وطبيعته، فأصبحت الأخشاب التي استُعملت حديثة ببناء المنازل معقوفة ومعوجّة، ما تسبب بانحناء المنازل بزاوية كبيرة لم تكن بالحسبان.




ومع مرور الزمن، بدأ لاجئون هولنديون استقروا في مدينة كولتشيستر بإنتاج قطع قماش صوفية بوزن أخف وسعر أرخص وجودة كبيرة، ما ضرب تجارة الأقمشة الصوفية في لافنهام وانهارت. ومع اعوجاج المنازل في القرية، قررت العائلات الغنية ترك منازلها وذلك بعد أن خسرت أموالها ولم تتمكّن من إعادة بناء المنازل.
وظلت تلك المنازل المعوجّة قائمة إلى يومنا هذا، يزورها السياح لرؤية شكلها الغريب، وبعضها ظلّ مأهولًا بالسكان!