ننتظر تسجيلك هـنـا


{ اعلانات سكون القمر ) ~
  <
 
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة



۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ • كل مايخص رسولنا الڪريم وسيرٺه وسيرة الصحآبه •°

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك :
بيانات نهيان
اللقب
المشاركات 172571
النقاط 6618152


النسائم الرقراقة في خبر سراقة

• كل مايخص رسولنا الڪريم وسيرٺه وسيرة الصحآبه •°


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-20-2021, 10:20 AM
نبراس القلم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
Awards Showcase
لوني المفضل ظپط§ط±ط؛
 رقم العضوية : 1532
 تاريخ التسجيل : 23-09-2018
 فترة الأقامة : 2049 يوم
 أخر زيارة : 04-01-2022 (11:49 PM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 4,103 [ + ]
 التقييم : 2291
 معدل التقييم : نبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond reputeنبراس القلم has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
Dsd النسائم الرقراقة في خبر سراقة



قال سراقة بن مالك رضي الله تعالى عنه: "جاءَنا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، يَجْعَلُونَ في رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبِي بَكْرٍ، دِيَةَ كُلِّ واحِدٍ منهما، مَن قَتَلَهُ أوْ أسَرَهُ، فَبيْنَما أنا جالِسٌ في مَجْلِسٍ مِن مَجالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ، أقْبَلَ رَجُلٌ منهمْ، حتَّى قامَ عليْنا ونَحْنُ جُلُوسٌ، فقالَ يا سُراقَةُ: إنِّي قدْ رَأَيْتُ آنِفًا أسْوِدَةً بالسَّاحِلِ، أُراها مُحَمَّدًا وأَصْحابَهُ، قالَ سُراقَةُ: فَعَرَفْتُ أنَّهُمْ هُمْ، فَقُلتُ له: إنَّهُمْ لَيْسُوا بهِمْ، ولَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلانًا وفُلانًا، انْطَلَقُوا بأَعْيُنِنا، ثُمَّ لَبِثْتُ في المَجْلِسِ ساعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فأمَرْتُ جارِيَتي أنْ تَخْرُجَ بفَرَسِي، وهي مِن وراءِ أكَمَةٍ، فَتَحْبِسَها عَلَيَّ، وأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ به مِن ظَهْرِ البَيْتِ، فَحَطَطْتُ بزُجِّهِ الأرْضَ، وخَفَضْتُ عالِيَهُ، حتَّى أتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُها، فَرَفَعْتُها تُقَرِّبُ بي، حتَّى دَنَوْتُ منهمْ، فَعَثَرَتْ بي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْها، فَقُمْتُ فأهْوَيْتُ يَدِي إلى كِنانَتِي، فاسْتَخْرَجْتُ مِنْها الأزْلامَ فاسْتَقْسَمْتُ بها: أضُرُّهُمْ أمْ لا، فَخَرَجَ الذي أكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وعَصَيْتُ الأزْلامَ، تُقَرِّبُ بي حتَّى إذا سَمِعْتُ قِراءَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو لا يَلْتَفِتُ، وأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفاتَ، ساخَتْ يَدا فَرَسِي في الأرْضِ، حتَّى بَلَغَتا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْها، ثُمَّ زَجَرْتُها فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْها، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قائِمَةً، إذا لأثَرِ يَدَيْها عُثانٌ ساطِعٌ في السَّماءِ مِثْلُ الدُّخانِ، فاسْتَقْسَمْتُ بالأزْلامِ، فَخَرَجَ الذي أكْرَهُ، فَنادَيْتُهُمْ بالأمانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حتَّى جِئْتُهُمْ، ووَقَعَ في نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ ما لَقِيتُ مِنَ الحَبْسِ عنْهمْ، أنْ سَيَظْهَرُ أمْرُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فَقُلتُ له: إنَّ قَوْمَكَ قدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وأَخْبَرْتُهُمْ أخْبارَ ما يُرِيدُ النَّاسُ بهِمْ، وعَرَضْتُ عليهمُ الزَّادَ والمَتاعَ، فَلَمْ يَرْزَآنِي ولَمْ يَسْأَلانِي، إلَّا أنْ قالَ: أخْفِ عَنَّا. فَسَأَلْتُهُ أنْ يَكْتُبَ لي كِتابَ أمْنٍ، فأمَرَ عامِرَ بنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ في رُقْعَةٍ مِن أدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"[1].
هذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، يحكي لنا خبرًا صادقًا عن سراقة بن مالك، وما أحدثه خبره ذلك من عمل فيه، وإذ رأيناه قد كان سببًا في انتقاله من عدو جاء محاربًا إلى انتقاله وليًّا لله تعالى ولنبيه صلى الله عليه وسلم مؤيدًا ونصيرًا وحاميًا، وذلك قبل أن يحدث أثرًا آخر مماثلًا في كل مطلع عليه اعتبارًا وتأثرًا وانجذابًا.
ولقد كان مَن تجرُّؤِ سراقة بن مالك على اللحاق بالصاحبَيْنِ إمساكًا لهما أو أحدهما، ومن ثم التسليم إلى قريش طمعًا في جائزتها، برهانًا على وجود ضعاف نفوس في كل أمة أثبت التاريخ خذلانهم أبدًا
إن تعثر راحلة سراقة غير مرة، وهو في طريقه طمعًا في مس الصاحبَيْن بسوء، أو نيلًا منهما بأذى، إنما هو تأكيد على أنه تعالى مخزي الكافرين، وآية اعتبار لمن أراد أن يذَّكر أو أراد شكورًا
وقول سراقة: فأهْوَيْتُ يَدِي إلى كِنانَتِي، فاسْتَخْرَجْتُ مِنْها الأزْلامَ فاسْتَقْسَمْتُ بها: أضُرُّهُمْ أمْ لا، فَخَرَجَ الذي أكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي، وعَصَيْتُ الأزْلامَ، إن هذا ما جاء الإسلام ليطهر منه سراقة، وحين كان عبد الدرهم، وليأخذ درسًا لا ينساه أن أحدًا ليس يملك لأحد نفعًا ولا ضرًّا، إلا بإذنه تعالى وقدرته، وإلا بإرادته سبحانه ومشيئته؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [يونس:107]، وقال تعالى أيضًا: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر:38].
إن خروج سهم أزلام سراقة لصالح الصاحبين، ليس دليلًا على علمها شيئًا غيبًا، بقدر ما هو برهان خزي له، ولأن صنمًا كان يعبده
والأزلام: "سهام صغيرة كان أهل الجاهلية يكتبون على بعضها (افعل)، وعلى بعضها (لا تفعل)، ثم يضعونها في كيس أو نحوه، فإذا أراد المرء حاجة توجه إليها يستقسمها بإدخال يده في الكيس وإخراج واحد منها، فإن كان قد كتب عليه (افعل)، مضى لحاجته، وإن كتب عليه (لا تفعل)، أحجم عنها"[2].
وإنما جاء الإسلام ليطهر مجتمعًا أوحى الشيطان فيه لسراقة وأمثاله أنه بيده أن يحول مجرى القدر ذي العجلة الكاسحة لمثل هكذا أوهام وأساطير
وهو شأن باعث على الإزكام، وحين كان من شأنه أن أزلامه كانت في جيب درعه! أرأيت ضعة في تفكير كمثل ذلك؟
وحين خَرَجَ الذي يكْرَهُ سراقة، وهو ما لا يشك أحدنا في هزيمته واندحاره لقاء كفره يومه هذا؟
إن عالَمًا يرزح تحت نير البلاء وظلماته، كان قمنٌ به أن يرفع لواء الأوبة إلى بارئه تعالى، مثلما كان من فعل سراقة، حين أناب، ولَما كان هذا العالم غارقًا في بلواه، إعثارًا ومن بعد إعثار، غير أنك تراه من وحل وإلى وحل آخر، جزاءً وفاقًا
إن ما حدث لسراقة ولَما لم يعد متمالكًا من فرط التحدي، كان أثرًا من آثار توبة، أرادها ربه له، وحين طلب من نبينا نهوض راحلته، وعلى ألا يمسه بسوء! ولقوله: "فناديتهما بالأمان، فوقفا لي وركبت"[3] [ تاريخ الإسلام، الذهبي، ج١، ٣٢٦].
إن ما حدث لسراقة حين عثرت راحلته غير مرة، برهان على أنه تعالى يريد بعبد خيرًا، وحين لا يتم على يديه ضررًا على المسلمين، ألا فليتحلل كلٌّ
إن انكفاء عبد عن إلحاق ضرر بأخيه، إن هو إلا رحمة منه تعالى، أرادها له؛ كيلا يكون منه سنة سيئة، فيكون عليه وزرُها ووزرُ مَن عمِل بها إلى يوم القيامة، وأفيده من رده تعالى لسراقة أن ينال أذى من الصاحبين، رحمة به نفسه، ولَما عاد إلى الهدى، ولما كفت يداه عنهما، ولما كان قد ترك فيه الموقف كله أثرًا عميقًا، ما كان ليملك حياله من مهرب، وما كان له في مواجهته من طاقة
إن لغة التشفي لا يعرفها قلب متصل بمولاه، ولما علم من نفسه ضعفًا، حين أدرك إنْ أصلُه إلا نطفةٌ في شنه، أو قطرةٌ في قِرْبَة! وأفيده من مثل ما أنف، وأن سراقة حين أنعم عليه الله تعالى ربنا الرحمن أن يؤوب، ولَما كان من أوبته رقة قلب، ألفناها من عمل عثرات في فرسه، مرة من بعد أخرى، ومن قراءة نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن، ومن حيث كان سبب رده عنهما! بل كفه عنهما ولما لم يصر على إراقة ماء وجهه أكثر من هذا، وحين كان يمكنه أن ينخزل أمام شيطانه تشفيًا وإعراضًا وجحودًا وإنكارًا
وإذ كانت راحلته تُقَرِّبُه إليهما وإذ كان نبينا صلى الله عليه وسلم لا يَلْتَفِتُ، وأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفاتَ، وهذا يقين نبي، وحين لم يلتفت، وحين قد تحصن بمولاه الكريم، وحين قد تدرع بالقرآن العظيم! وهذا حرص صحابي! وحين قد تلفت مرة أو سواها، ليرد كيدًا محتملًا عن صاحب المقام المحمود نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حقًّا لنبي على أمته، وحين كان من بيعتهم أن يمنعوه، كما يمنعون نساءهم وأولادهم، وكان واجبًا أيضًا على صاحب لصحبته، لا سيما إن كان أبا بكر! وما أدراك ما أبو بكر
وإذ سَمِعَ سراقة قِراءَةَ نبينا صلى الله عليه وسلم، وكان منه أن القرآن حجاب حاجز، وأنه ستر مانع، وأنه دثار حافظ، ودلك عليه قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴾ [الإسراء:45].
ومن حيث ظلت أزلام سراقة توكسه حينا من بعد حين آخر، حتى فقد ثقته فيها تمامًا! وعاد يطلب من نبينا صلى الله عليه وسلم إنقاذه، وقد كان! ومنه فليكن أحدنا نافذة خير وبر للآخرين
حين انغرست قدما فرس سراقة، طلب من نبينا صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله؛ لينجيه على أن يرجع عنهم، ويعمي عنهم الطلب، فدعا له، فأجابه مولاه تعالى، ولأنه صلى الله عليه وسلم أيقن قول ربه الرحمن سبحانه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر:60]، وحينها أوفى سراقة بن مالك، وصار من بعدها رِدْءًا مصدقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن قول سراقة: (ووَقَعَ في نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ ما لَقِيتُ مِنَ الحَبْسِ عنْهمْ، أنْ سَيَظْهَرُ أمْرُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)! ومنه فإن السماء حين تتدخل لتؤدب نفرا كان من شأنه أنه يمكنه زعما محادَّة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإذ به يخور! وحين خارت كل قواه من قبل! إمعانًا في أن القوة لله جميعًا
وكثيرًا ما يحدث لذلكم أثره، تبعةَ أن الله تعالى قد أراد بعبد خيرًا، وحين استشرف هداه مما قد أحاط به، أو ألم به، وإلا فإن قومًا آخرين يرون من الإعجاز ما يبهر! وإلا أن نفرًا يدركهم من التحدي ما يقهر! إلا أن قلوبهم قاسية
إن انكفاء سراقة غير مرة، وأمام أزلامه! بل وأمام نفسه التي بين جنبيه، قد أحدث له صدمة عنيفة، أقلقت أركانه، وأقضت مضاجعه، وزلزلت لبه وفؤاده، حتى نسي من إثرها مائة الناقة! ذلكم المتاع الزهيد، والذي يحول صاحبه إلى عبد لدرهمه، ليورثه ذل العبودية لدرهم أو دينار كان من سببه تعاسته وشقاؤه وألمه، وذلكم بدل أن يكون عبدًا ذليلًا لمولاه وحده وحسبه، فيمنحه به عزًّا تتحطم أمامه وعلى صخرته كل القيود وسائر الأغلال.
إنه حين رجع سراقة جعل لا يلقى أحدًا طلب نبينا صلى الله عليه وسلم إلا ردَّه وقال: كفيتم هذا الوجه! وذلك لما رأى بعيني رأسه ما أوجب إعجازًا فوق التحدي!
حين تأكد لسراقة صدق رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولما رأى ما رأى، أخذ يقصص ما رآه على ملأ قريش، فخشيت قريش أن يسلم قوم بسببه، وأخذوا يبثون دعاياتهم لدرء خطر الإسلام القادم، ولأن سراقة قد رأى بعيني رأسه، لا خبرًا منقولًا، قد يضعف تأثيره حين نقله مرة من بعد مرة أخرى، وهذا هو فعل الإعلام، والإعلام المضاد.
ودلك عليه قول أبي جهل:
بني مدلج إني أخاف سفيهكم
سراقة مستغوٍ لنصر محمد
عليكم به ألا يفرق جمعكم
فيُصبح شتى بعد عزٍ وسؤدد
وقال سراقة بن مالك ردًّا عليه:
أبا حكم والله لو كنت شاهدًا
لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
عجيب ولم تشكك بأن محمدًا
رسول وبرهان فمن ذا يقاومه
عليك فكف القوم عنه فإنني
أخال لنا يوما ستبدو معالمه
بأمر تودُّ النصر فيه فإنهم
وإن جميع الناس طرًّا مسالمه
وقد أبى الله تعالى إلا أن يحدث صدمة في كل مناوئ للإسلام، إن أسلم وهو المراد، وإن ذل حين العناد!
إن ما كان يحدث من معجزات للأنبياء، وإن ما يحدث من كرامات للأولياء، على مر السنين وتصرُّم الأعوام، ومدى الدهر وسائر الأزمان، سيبقى سننًا ماضيًا أن الله تعالى مع المؤمنين، وما كان الله ليذرهم، وما كان الله ليضيع إيمانهم! وهذا هو مقتضى رأفته، وهو من لوازم رحمته سبحانه، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة:143].
إنه حين أخبر الصديق صاحبه رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم، بإدراك سراقة لهما، وما كان من طمأنته لصاحبه، دليلًا آخر أن معيته تعالى لعبده، إنما تسيخ أمامها قدرات لعدو مارق، قد تأتى له شيطانه أنه ماسٌّ به أذى، أو ملحق به شرًّا، وإذ به يندك ليصير وكأنما زبدًا أو هباءً منثورًا، ولا أثر له إلا كما أثر خط آحادهم على الماء
قال سراقة: (يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فو الله لأعمينَّ على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي (كيس سهامي)، فخُذ منها سهمًا، فإنك ستمر على إبلي وغنمي في مكان كذا وكذا، فخُذ منها حاجتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حاجة لنا في إبلك)[4].
ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق راجعًا إلى أصحابه! وهذا كناية عن ضعف سراقة وهزاله، وحين دعا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
إنه لو كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد قبل من سراقة عطاءه، فلربما قال سراقة: قد اشتريتُه ذمتَه بمالي! لكنها عفة وطهارة نبي، وتوفيق وإلهام رباني! وإذ إنه لا تشترى ذممُ ذوي الههم والقيم والشيم! فضلًا عن أن يكون رسولًا نبيًّا!
حين عرض سراقة أُعطياته على نبينا صلى الله عليه وسلم، قال: لا حاجة لنا في إبلك! وهذا ترفع أَلْمَعِي اِسْتِثْنائِي، وهذا عفاف ذَكِي عَبْقَرِي! وما هو قول بغير هذا في حق رسول نبي؟!
حين أدرك سراقة الصاحبين بكى الصديق لا على نفسه، وإنما على نبينا صلى الله عليه وسلم! وهذه أحاسيس قد تمالكته، حتى كان منها بكاؤه، لا على نفسه الشهم الأغر الولي الأبي، بل النبي صلى الله عليه وسلم، وما ذاك إلا لأنهم كانوا على مثل ما علمهم رسولهم صلى الله عليه وسلم، وحين قال: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ"[5].
إن بكاء الصديق على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إنما تُمليه طبيعة الأوفياء، فضلًا أن إدراك سراقة له صلى الله عليه وسلم فيه فوات للدين، وهو أعظم الضررين! وأما أبو بكر ففوات نفسه، وهو أقل الضررين.
إنه حين رقَّ نبينا صلى الله عليه وسلم لبكاء أبي بكر رضي الله تعالى عنه، فدعا على سراقة، فسلخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد! ولا غرو! فإن هذه سهام دعوة المظلوم، وليس بينها وبين الله تعالى حجاب!
[1] صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3906.
[2] كتاب معجم لغة الفقهاء، محمد قلعجي: 56.
[3] تاريخ الإسلام، الذهبي، ج1/ 326.
[4] شرح مشكل الآثار، الطحاوي: الصفحة أو الرقم: 10 /265، وقال: صحيح.
[5] صحيح البخاري: الصفحة أو الرقم: 15.
محمد السيد حسن محمد





رد مع اقتباس
قديم 11-20-2021, 08:29 PM   #2


عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 05-01-2024 (11:50 PM)
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم :  34900
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : White
افتراضي



جزاك الفردوس الأعلى من الجنــــــــــان
لروعة طرحك القيم والمفيد
لـعطرك الفواح في ارجاء المنتدى كل الأمتنان
أتمنى أن لاننــحرم طلتك الرووووعة
لك أجمل التحايا و أعذب الأمنيات
وعناقيد من الجوري تطوقك فرحا
دمت بطاعة الله


 

رد مع اقتباس
قديم 11-20-2021, 09:16 PM   #3


نهيان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  15-07-2013
 أخر زيارة : اليوم (09:47 AM)
 المشاركات : 172,571 [ + ]
 التقييم :  6618152
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : Azure
افتراضي



جزاك الله بخير الجزاء والجنه
بارك الله فيك ونفع بك
وجعله في ميزان حسناتك
اضعاف مضاعفه لاتعدولاتحصى


 

رد مع اقتباس
قديم 11-21-2021, 03:12 AM   #4


شايان متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1716
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : 05-01-2024 (04:50 PM)
 المشاركات : 160,387 [ + ]
 التقييم :  180205
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Female
 SMS ~



 Awards Showcase
لوني المفضل : Blue
افتراضي



جزاكم الله كل الخير
وبارك في جهودكم
واثابكم خير الدنيا والاخرة


 

رد مع اقتباس
قديم 11-21-2021, 03:00 PM   #5


انثى برائحة الورد متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : يوم أمس (07:26 PM)
 المشاركات : 130,099 [ + ]
 التقييم :  102621
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



تسلم الايادي
موضوع مميز و رائع
دائما تختارين الافضل
شكرا


 

رد مع اقتباس
قديم 11-21-2021, 09:21 PM   #6


أميرة بكلمتي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 213
 تاريخ التسجيل :  01-11-2012
 أخر زيارة : 03-11-2024 (02:38 AM)
 المشاركات : 14,048 [ + ]
 التقييم :  522
 Awards Showcase
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





 

رد مع اقتباس
قديم 11-24-2021, 01:46 AM   #7


عبيرالشوق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1847
 تاريخ التسجيل :  23-09-2020
 أخر زيارة : 06-26-2023 (10:31 PM)
 المشاركات : 1,302 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Palestine
 الجنس ~
Male
 Awards Showcase
لوني المفضل : Blue
افتراضي





 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:09 PM

أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @ دروس الفوتوشوب @ تنسيق وتزيين المواضيع @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا