ننتظر تسجيلك هـنـا


{ اعلانات سكون القمر ) ~
  <
 
بأيدينا نعلوا بمنتدانا وبمشاركاتكم وكلماتكم نرتقي فلا تقرأ وتمضي ..... الى من يواجه اي مشكلة للدخول وعدم استجابة الباسورد ان يطرح مشكلته في قسم مشاكل الزوار او التواصل مع الاخ نهيان عبر التويتر كلمة الإدارة


العودة   منتديات سكون القمر > ۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ > ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩

۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك :
بيانات منصور
اللقب
المشاركات 40894
النقاط 3750


التعريف بسور القرآن الكريم وأسباب النزول ومحاور ومقاصد السور

|!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-26-2021, 03:10 PM   #101


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي












تابع – سورة الواقعة

محور مواضيع السورة

سورة الواقعة تعالج موضوع البعث والجزاء.
وهي مقسّمة إلى الأقسام الآتية:
مقدمة وفصول ثلاثة وخاتمة.
أما المقدمة فتتحدث عن نهاية العالم وعن التغيير الذي سيحدث للكون.
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} إبراهيم48
{إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا} الواقعة 1- 6
والمقدمة تنتهي عند الآية رقم-6 {فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا}.
ثم يأتي الفصل الأول وهو يقسم الناس إلى أقسام ثلاثة وهم: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقون.
ويذكر جزاء كل قسم وسبب استحقاقهم هذا الجزاء.
{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ} الواقعة 27- 40
{وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ وَكَانُوا يَقولونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} الواقعة 41- 56
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} الواقعة 10- 26
وينتهي هذا الفصل بقوله تعالى: {هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}.

الفصل الثاني يناقش المنكرين للبعث، ويسوق أدلة واضحة على البعث مستخدما عناصر الطبيعة المعلومة لدى الجميع وهي:

1- الجنين:

وكيف أن الله تعالى يكونه في بطن أم بدون تدخل من أحد.
{نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ} الواقعة 57- 62

2- الزرع:

وكيف أن الله تعالى يد القدر الأعلى ترعاه فتغذيه وتحافظ عليه.
{أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ} الواقعة 63- 67

3- الماء:

وكيف أن الله تعالى يسوقه إلى البلد الميت وينزله غيثا.
{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} الواقعة 68- 70

4- النار:

ومظهر قدرة الله تعالى فيها كبير.
{أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ} الواقعة 71- 73
ونلاحظ أن رجل الشارع يعرف عناصر المناقشة الأربعة، كما أن الدارس في أرقى البلاد يدرك عظمة الصانع الحكيم فيها، وبسرعة يأمر القرآن العاقل أن يسبح {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} الواقعة 74
سبحان ربّي العظيم وبحمده عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.


الفصل الثالث وهو يبدأ بالقسم بمواقع النجوم على كرم القرآن ونزوله من عند الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لقرآن كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} الواقعة 75 – 80.
وللقسم أثر عظيم في النفس.
ومن الظريف أنني رأيت بعض المنكرين لوجود الله تعالى، يقسم في حديثه بالله العظيم!!!!
ثم يتكلم القرآن عن الروح مظهرا ضعف الدنيا أمام سرها العجيب {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الواقعة 83- 87
وعجز الناس عن عودة الروح إلى الجسد كاف في أثبات البعث والجزاء، ثم تأتي الخاتمة وهي ترد العجز إلى الصدر، وتقسم الناس مرة أخرى إلى ثلاثة أقسام.
والذي أرتاح له ويتفق مع فهمي للقرآن أن نهاية السورة لا تكرر أولها؛ لأن القرآن لا تكرار فيه إلا لفائدة.
فكيف نفهم خاتمة السورة بعيدا عن التكرار؟!
نلاحظ أن أول السورة قسم الناس إلى (أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقين).
هذا التقسيم جاء بعد نهاية الدنيا، فهو بيان لدرجات الناس في الآخرة.


أما آخر السورة وهو قوله تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ} الواقعة 88- 94
فيأتي بعد بيان نهاية الإنسان:
ونهاية الإنسان تفهم من قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الواقعة 83- 87
إذن آخر السورة تقسم الناس في القبر إلى الأقسام الثلاثة: أصحاب يمين، وأصحاب شمال، ومقربين.
فصدر السورة يتحدث عن الآخرة، وآخر السورة يتحدث عن جزاء القبر، وبذلك فلا تكرار.
وبعد: إن القرآن وحدة متكاملة وآياته حبات عقد نوراني لذلك فهو حق اليقين، وأي يقين أوضح من القرآن؟!
أقول ذلك حتى لا تخطئ فهم القرآن.

فضل السورة :

1) عن ابن مسعود سمعت رسول اللهيقول : " من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا " ابن عساكر .

2) عن أنس قال رسول الله: ( علموا نساءكم سورة الواقعة فإنها سورة الغنى ) .

3) عن جابر بن سمرة قال : كان رسول الله يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور .

( يتبع – سورة الحديد )




















 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 03:11 PM   #102


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي













سورة الحديد

التعريف بالسورة


سورة مدنية .
من المفصل .
آياتها 29 .
ترتيبها السابعة والخمسون .
نزلت بعد الزلزلة .
من المسبحات بدأت السورة بفعل ماضي " سبح " وهو أحد أساليب الثناء ، ذُكِرَ لفظ الجلالة في الآية الأولى الله العزيز الحكيم .

تسمية السورة

سميت السورة (سورة الحديد) لذكر الحديد فيها، وهو قوة الإنسان في السلم والحرب، وعدته في البنيان والعمران، فمن الحديد تبنى الجسور الضخمة، وتشاد العمائر، وتصنع الدروع، والسيوف والرماح، وتكون الدبابات والغواصات والمدافع الثقيلة إلى غير ما هنالك من منافع.

سبب نزول السورة :

1) عن ابن عمر قال بينما النبي جالس وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خلها على صدره بخلال إذ نزل عليه جبريل أقرأه من الله السلام وقال : يا محمد مالي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال فقال : يا جبريل أنفق ماله قبل الفتح عليَّ . قال فأقرئه من الله ـ سبحانه وتعالى ـ السلام ، وقل له يقول لك ربك : أراضٍ أَنت عَنِّي في فقرك هذا أم ساخط ؟.

2) عن ابن عمر قال بينما النبي جالس وعنده أبو بكر الصديق فالتفت النبي إلى أبي بكر فقال : يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك من الله ـ سبحانه ـ السلامَ ويقول لك ربك :أراض أنت عنى في فقرك هذا أم ساخط ؟ فبكى أبو بكر : على ربي أغضب ؟ أنا عن ربي راض أنا عن ربي راض .

3) عن عائشةقالت : خرج رسول الله على نفر من أصحابه في المسجد وهم يضحكون فسحب رداءه محمرا وجهه ، فقال : أتضحكون ولم يأتكم أمان من ربكم بأنه غفر لكم ، ولقد أنزل عَلَىَّ في ضحككم آية ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ) قالوا : يا رسول الله فما كفارة ذلك ؟ قال : تبكون بقدر ما ضحكتم حكتم .

4) قال : الكلبي ومقاتل نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة ، وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا : حدثنا عما في التوراة فإن فيها العجائب ، فنزلت هذه الآية ، وقال غيرهما نزلت في المؤمنين .

5) عن مصعب بن سعد عن سعد قال أنزل القرآن زمانا على رسول الله فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى نحن نقص عليك أحسن القصص فتلاه عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ ) قال : كل ذلك يؤمرون بالقرآن . قال خلاد وزاد فيه آخر . قالوا : يا رسول الله لو ذكرتنا فأنزل الله تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ).

6) لما قدم المؤمنون المدنية أصابوا من لين العيش ورفاهية ففتروا عن بعض ما كانوا عليه فعوتبوا ونزلت هذه الآية ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ) قال ابن مسعود : ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنوات . عن مقاتل بن حيان قال لما نزلت ( أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَينِ بمَا صَبَرُوا ) فخر مؤمنوا أهل الكتاب على أصحاب النبي فقالوا لنا أجران لكم أجر فاشتد ذلك على الصحابة فأنزل الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَينِ مِنْ رَحمَتِهِ ) فجعل لهم أجرين مثل أجور مؤمني أهل الكتاب وسوى بينهم في الأجر .


محور مواضيع السورة

هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعني بالتشريع والتربية والتوجيه وتبني المجتمع الإسلامي على أساس العقيدة الصافية والخلق الكريم والتشريع الحكيم .

قال ابن عاشور:
هذه السورة تسمى من عهد الصحابة (سورة الحديد)، فقد وقع في حديث إسلام عمر بن الخطاب عند الطبراني والبزار أن عمر دخل على أخته قبل أن يسلم فإذا صحيفة فيها أولُ سورة الحديد فقرأه حتى بلغ {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه} فأسلم، وكذلك سُميت في المصاحف وفي كتب السنة، لوقوع لفظ الحديد فيها في قوله تعالى: {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} (الحديد: 25).

وهذا اللفظ وإن ذُكر في سورة الكهف في قوله تعالى: {آتوني زبر الحديد} وهي سابقة في النزول على سورة الحديد على المختار، فلم تسم به لأنها سميت باسم الكهف للاعتناء بقصة أهل الكهف، ولأن الحديد الذي ذكر هنا مراد به حديد السلاح من سيوف ودروع وخُوذ، تنويهًا به إذ هو أثر من آثار حكمة الله في خلق مادته وإلهام الناس صنعه لتحصل به منافع لتأييد الدين ودفاع المعتدين كما قال تعالى: {فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب} (الحديد: 25).

وفي كون هذه السورة مدنية أو مكية اختلاف قوي لم يختلَف مثلَه في غيرها، فقال الجمهور: مدنية وحَكى ابن عطية عن النقاش: أن ذلك إجماع المفسرين، وقد قيل: إن صدرها مكي لما رواه مسلم في (صحيحه) والنسائي وابنُ ماجه عن عبد الله بن مسعود أنه قال: (ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية) {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} إلى قوله: {وكثير منهم فاسقون} (الحديد: 16) إلا أربع سنين عبد الله بن مسعود من أول الناس إسلامًا، فتكون هذه الآية مكية.
وهذا يعارضه ما رواه ابن مردويه عن أنس وابننِ عباس: أن نزول هذه الآية بعد ثلاث عشرة سنة أو أربع عشرة سنة من ابتداء نزول القرآن، فيصار إلى الجمع بين الروايتين أو الترجيح، ورواية مسلم وغيره عن ابن مسعود أصح سندًا، وكلامُ ابن مسعود يرجّح على ما رُوي عن أنس وابن عباس لأنه أقدم إسلامًا وأعلم بنزول القرآن، وقد علمت آنفًا أن صدر هذه السورة كان مقروءًا قبل إسلام عمر بن الخطاب قال ابن عطية (يشبه صدرها أن يكون مكيًا والله أعلم، ولا خلاف أن فيها قرآنًا مدنيًا).

قال البقاعي:
سورة الحديد مقصودها بيان أن عموم الرسالة لعموم الإلهية بالبعث إلى الأزواج الثلاثة المذكورة في السورتين الماضيتين من الثقلين تحقيقا لأنه سبحانه مختص بجميع صفات الكمال تحقيقا لتنزهه عن كل شائبة نقص المبدوء به هذه السورة المختوم به ما قبلها الراد لقولهم: {أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون} [الواقعة: 47- 48] المقتضي لجهاد من يحتاج إلى الجهاد ممن عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وما ترتب عليه من النفقة ردا لهم عن النقائص الجسمانية وإعلاء إلى الكلمات الروحانية التي دعا إليها الكتاب حذرا من سواء الحساب يوم التجلي للفصل بين العباد بالعدل ليدخل أهل الكتاب وغيرهم في الدين طوعا أو كرها، ويعلم أهل الكتاب الذين كانوا يقولون: ليس أحد أفضل منه، فضيلة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم على جميع من تقدمه من الرسل عليهم الصلاة والسلام بعموم رسالته وشمول خلافته، وانتشار دعوته وكثرة أمته تحقيقا لأنه لا حد لفائض رحمته سبحانه لتكون هذه السورة التي هي آخر النصف الأول والتي بعدها التي هي أول النصف الثاني من حيث العدد غاية للمقصود من السورة التي هي أوله عند الالتفات والرد كما كانت السورة التي غاية النصف الأول يفي المقدار وهي الإسراء، وكذا السورة التي هي أول النصف الثاني وهي الكهف كاشفتين لمقصد الأولى فيما دعت إليه من الهداية وشدت إليه من الإنذار، على ذلك دل اسمها الحديد يتأمل آياته وتدبر سر ما ذكر فيه وغاياته، أسند صاحب الفردوس عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحتجموا يوم الثلاثاء فإن سورة الحديد أنزلت يوم الثلاثاء».

و معظم مقصود السّورة الإِشارة إِلى تسبيح جملة المخلوقين والمخلوقات في الأَرض والسّموات، وتنزيهُ الحقّ تعالى في الذَّات والصفات، وأَمر المؤمنين بإِنفاق النفقات والصّدقات، وذكر حيرة المنافقين في صحراءِ العَرَصَات وبيان خِسّة الدّنيا وعزّ الجَنَّات، وتسلية الخَلْق عند هجوم النكبات والمصيبات، في قوله: {وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} بهذه الآيات.

( يتبع )




















 

رد مع اقتباس
قديم 01-26-2021, 04:19 PM   #103


ليالي الحنين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1575
 تاريخ التسجيل :  13-02-2019
 العمر : 34
 أخر زيارة : 01-28-2024 (02:20 PM)
 المشاركات : 2,222 [ + ]
 التقييم :  479
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي





 

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2021, 11:05 PM   #104


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي





 

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2021, 11:07 PM   #105


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي











تابع – سورة الحديد

محور مواضيع السورة

قال سيد قطب:
هذه السورة بجملتها دعوة للجماعة الإسلامية كي تحقق في ذاتها حقيقة إيمانها هذه الحقيقة التي تخلص بها النفوس لدعوة الله؛ فلا تضن عليها بشيء، ولا تحتجز دونها شيئا.. لا الأرواح ولا الأموال؛ ولا خلجات القلوب ولا ذوات الصدور.. وهي الحقيقة التي تستحيل بها النفوس ربانية بينما تعيش على الأرض موازينها هي موازين الله، والقيم التي تعتز بها وتسابق إليها هي القيم التي تثقل في هذه الموازين كما أنها هي الحقيقة التي تشعر القلوب بحقيقة الله، فتخشع لذكره، وترجف وتفر من كل عائق وكل جاذب يعوقها عن الفرار إليه.
وعلى أساس هذه الحقيقة الكبيرة تدعو السورة الجماعة الإسلامية إلى البذل في سبيل الله بذل النفس وبذل المال:{آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرؤوف رحيم وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير}.
وعلى أساس هذه الحقيقة الكبيرة كذلك تدعو الجماعة الإسلامية إلى الخشوع لذكر الله وللحق الذي أنزله الله ليجيء البذل ثمرة لهذا الخشوع المنبعث من الحقيقة الإيمانية الأولى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}..
وكذلك تضع قيم الدنيا وقيم الآخرة في ميزان الحق؛ وتدعو الجماعة الإسلامية لاختيار الكفة الراجحة، والسباق إلى القيمة الباقية:{اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}..

ظاهر من سياق السورة- إلى جانب عمومية الدعوة الدائمة إلى تلك الحقيقة- أنها كانت تعالج كذلك حالة واقعة في الجماعة الإسلامية عند نزول هذه السورة في المجتمع المدني في فترة تمتد من العام الرابع الهجري إلى ما بعد فتح مكة.
فإلى جانب السابقين من المهاجرين والأنصار، الذين ضربوا أروع مثال عرفته البشرية، في تحقيق حقيقة الإيمان في نفوسهم، وفي البذل والتضحية بأرواحهم وأموالهم، في خلوص نادر، وتجرد كامل، وانطلاقمن أوهاق الأرض وجوانب الغريزة ومعوقات الطريق إلى الله...
إلى جانب هذه الفئة الممتازة الفذة، كانت هناك- في الجماعة الإسلامية- فئة أخرى ليست في هذا المستوى الإيماني الخالص الرفيع- وبخاصة بعد الفتح عندما ظهر الإسلام، ودخل فيه الناس أفواجا، وكان من بينهم من لم يدركوا بعد حقيقة الإيمان الكبيرة، ولم يعيشوا بها ولها كما عاشت تلك الفئة السابقة الخالصة المخلصة لله.
هؤلاء المسلمون من الفئة الأخرى كان يصعب عليهم البذل في سبيل الله؛ وتشق عليهم تكاليف العقيدة في النفس والمال؛ وتزدهيهم قيم الحياة الدنيا وزينتها؛ فلا يستطيعون الخلاص من دعائها وإغرائها.
وهؤلاء- بصفة خاصة- هم الذين تهتف بهم هذه السورة تلك الهتافات الموحية التي أسلفنا نماذج منها، لتخلص أرواحهم من تلك الأوهاق والجواذب، وترفعها إلى مستوى الحقيقة الإيمانية الكبرى، التي تصغر معها كل قيم الأرض، وتذوب في حرارتها كل عوائقها!


كذلك كانت هنالك طائفة أخرى- غير هؤلاء وأولئك- هي طائفة المنافقين، مختلطة غير متميزة وبخاصة حين ظهرت غلبة الإسلام، واضطر المنافقون إلى التخفي والإنزواء؛ مع بقاء قلوبهم مشوبة غير خالصة ولا مخلصة يتربصون الفرص وتجرفهم الفتن وهؤلاء تصور السورة مصيرهم يوم يميزون ويعزلون عن المؤمنين:{يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير}..

وهذا إلى جانب من بقي في الجزيرة من أهل الكتاب من اليهود والنصارى والسورة تشير إلى شيء من أحوالهم ومواقفهم السابقة والحاضرة في ذلك الأوان؛ كالإشارة السابقة إلى قسوة قلوبهم عند تحذير الذين آمنوا أن يكونوا {كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم}.. وهي إشارة إلى اليهود خاصة في الغالب.. وكالإشارة إلى النصارى قرب نهاية السورة في قوله:{ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون}..



لما كان مدار السورة على تحقيق حقيقة الإيمان في القلب؛ وما ينبثق عن هذه الحقيقة من خشوع وتقوى، ومن خلوص وتجرد، ومن بذل وتضحية، فقد سارت في إقرار هذه الحقيقة في النفوس التي كانت تواجهها- والتي توجد في كل مجتمع إسلامي- على نسق مؤثر، أشبه ما يكون بنسق السور المكية، حافل بالمؤثرات ذات الإيقاع الآسر للقلب والحس والمشاعر!
وكان مطلعها خاصة مجموعة إيقاعات بالغة التأثير؛ تواجه القلب البشري بمجموعة من صفات الله سبحانه فيها تعريف به مع الإيحاء الآسر بالخلوص له، نتيجة للشعور بحقيقة الألوهية المتفردة، وسيطرتها المطلقة على الوجود، ورجعة كل شيء إليها في نهاية المطاف، مع نفاذ علمها إلى خبايا القلوب وذوات الصدور، واتجاه كل شيء إليها بالعبادة والتسبيح: {سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور}..
وهذا المطلع بذاته وبإيقاعاته كاف وحده ليهز القلوب هزا ويوقع فيها الرهبة والخشية والارتعاش، كما يوقع فيها الرغبة الحية في الخلوص لله والالتجاء إليه، والتجرد من العوائق والأثقال المعوقة عن تلبية الهتاف إلى الخلاص من الشح بالأنفس والأموال. ولكن سياق السورة تضمن كثيرا من المؤثرات تتخلل ذلك الهتاف وتؤكده في مواضع شتى كتلك الصورة الوضيئة للمؤمنين والمؤمنات {يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم}.. وتلك الصورة التي تقرر ضآلة الحياة الدنيا وقيمها إلى جانب قيم الآخرة وما يتم فيها من الأمور الكبار.


كذلك جاءت لمسة أخرى ترد القلوب إلى حقيقة القدر المسيطرة على الوجود: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} كي تستقر النفس وتطمئن لما يصيبها من خير أو شر، وهي في طريقها إلى الله فلا تطير جزعا، ولا تبطر فرحا، وهي تواجه الضراء والسراء ولا تشرك بالله سببا ولا ظرفا ولا حادثا فكله بقدر مقسوم لأجل معلوم ومرد الأمر كله في النهاية إلى الله.
وقد سار سياق السورة في علاج موضوعها في شوطين اثنين أثبتنا أولهما في صدر هذا التقديم. وجاءت فقرأت كثيرة من الشوط الثاني في خلاله. وهما مترابطان مطردان.

( يتبع )




















 

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2021, 11:10 PM   #106


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي











تابع – سورة الحديد

محور مواضيع السورة

قال الصابوني
تناولت السورة الكريمة (سورة الحديد) ثلاثة مواضيع رئيسية هي:
أولا: أن الكون كله لله جل وعلا، هو خالقه ومبدعه، والمتصرف فيه بما يشاء.
ثانيا: وجوب التضحية بالنفس والنفيس، لإعزاز دين الله، ورفع منار الإسلام، الذي ختم الله به الرسالات السماوية.
ثالثا: تصوير حقيقة الدنيا بما فيها من بهرج ومتاع خادع، حتى لا يغتر بها الإنسان، وينسى الآخرة.
ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن عظمة الخالق جل وعلا، الذي سبح له كل ما في الكون، من شجر، وحجر، ومدر، وإنسان، وحيوان، وجماد، فالكل ناطق بعظمته، شاهد بوحدانيته {سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم} الآيات.
ثم ذكرت صفات الله الحسنى، وأسماءه العليا، فهو الأول بلا بداية، والآخر بلا نهاية، والظاهر بآثار مخلوقاته، والباطن الذي لا يعرف كنه حقيقته أحد، وهو الخالق للإنسان، والمدبر للأكوان {له ملك السموات والأرض يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير هو الأول والأخر والظاهر والباطن} الآيات.
ثم تلتها الآيات وهي تدعو المسلمين إلى البذل والسخاء والإنفاق في سبيل الله، بما يحقق عزة الإسلام ورفعة شأنه، فلابد للمؤمن من الجهاد بالنفس والمال لينال السعادة في الدنيا، والمثوبة في الآخرة {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير} الآيات.
وتحدثت السورة عن أهل الإيمان، وأهل النفاق، فالمؤمنون يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، والمنافقون يتخبطون في الظلمات، كما كانوا في الدنيا يعيشون كالبهائم، في ظلمات الجهل والغي والضلال {يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم} الآيات.
وتحدثت السورة عن حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة، وصورتهما أدق تصوير، فالدنيا دار الفناء، فهي زائلة فانية، كمثل الزرع الزاهي الخصيب، الذي ينبت بقوة بنزول الغيث، ثم يصفر ويذبل، حتى يصير هشيما وحطاما تذروه الرياح، بينما الآخرة دار الخلود، والبقاء، التي لا نصب فيها ولا تعب، ولا هم ولا شقاء {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد} الآيات.
وختمت السورة الكريمة بالغاية من بعثة الرسل الكرام، والأمر بتقوى الله عز وجل، والاقتداء بهدي رسله وأنبيائه {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} الآيات إلى نهاية السورة الكريمة.

محور مواضيع السورة

قال محمد الغزالي:
سورة الحديد مدنية كلها فيما نرى، والحديث فيها يتجه إلى الدولة والجمهور معا! فإن للمجتمع الإسلامي خاصة يعرف بها، أنه رباني النشاط والوجهة، فمن قبل طلوع الفجر إلى ما بعد غياب الشفق، يهرع المسلمون إلى المساجد حاكمهم ومحكومهم، وتسمع صيحات الأذان في كل حي تدعو المسلمين إلى الصلاة، وتنبه إلى حق الله في التكبير والتمجيد، وتنزهه عما لا يليق به! إن الدولة الإسلامية وإن رفعت شعار لا إكراه في الدين إلا أنها حريصة على طاعة الله وإنفاذ حكمه والظهور في الميدان العالمي بأن ولاءها لله الواحد القائم بالقسط الرحيم بالخلق! فلا عجب إذا افتتحت سورة الحديد بهذا الشعار {سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير} إن العصر الذي نعيش فيه يوسم بأنه عصر العلم. ولا عجب، فقد استطاع الإنسان غزو الفضاء ووضع قدمه على القمر، وهو الآن يدرس كواكب أخرى من أسرة الشمس يحاول الوصول إليها. وقد جزم بأن الشمس وأفراد أسرتها حبات رمال في فضاء زاخر بالنجوم والشموس. إن العالم ضخم كبير الحجم ذاهب في الطول والعرض مضبوط بنظام محكم يسيطر على الزفير والشهيق في أجسامنا، وعلى المد والجزر في البحار والمحيطات، وعلى الكسوف والخسوف بين الكواكب، وعلى مساحات تنحسر دونها الأبصار والآلات في ملكوت فخم مهيب يهيمن عليه رب كل شيء ومليكه «سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته». ألا يسأل المرء نفسه: هل الدجاجة خلقت البيضة التي تضعها؟ هل البقرة صنعت اللبن الذي يخرج منها؟ هل الأم أنشأت الولد الذي يتخلق في أحشائها؟ هل الفلاح هو الذي سوى الحبوب والفواكه التي يزرعها؟ إن هذه كلها أسباب شفافة عن القدرة العليا والحكمة العليا اللتين تبدعان كل شيء {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير}.


إن ظيفة الأمة الإسلامية بين الناس أن تعرف الله وأن تعرف به، وأن تعبده وتيسر للآخرين عبادته. فهي تجاهد لتحمى حق العبادة، وتمنع الفتانين من فرض ضلا لهم على غيرهم! فإذا وجد من يقول للمستضعفين {لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا}، قال المسلمون له والأرض لك ولغيرك، ومن حقه أن يبقى فيها بالعقيدة التي اختارها، ونحن مع المضطهد حتى يطمئن! وتبدأ السورة في رسم الطريق للأمة الإسلامية حتى تؤدى رسالتها العالمية. فنقرأ قوله تعالى: {آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير}. الإيمان والإنفاق عنصران رئيسان كي تنجح الأمة في بلوغ غايتها، ثم يعقب هذا الإجمال تفصيل، لا عذر للمسلمين في الاستمساك بدينهم والعيش به إلى آخر الدهر، فقد جاءهم نبي أخرجهم من الظلمات إلى النور، وختم بهم الوحي السماوي وجعلهم خير أمة أخرجت للناس، فهل يجوز أن يستبدلوا بدينهم مذهبا آخر من أهواء الناس؟ إن الحضارة الحديثة تعرض عليهم أن يتركوا الإسلام وأن يعتنقوا أي نزعة قومية، أو فكرة البعث العربي، أو أي دين آخر!! المهم أن يتركوا كتاب ربهم وسنة نبيهم! وقد استجاب البعض لهذه العروض الحديثة وقدموها على الإسلام، وأخرجوا الألوف المؤلفة من الأجناس التي رضيت الله ربا والإسلام دينا، وأحدثوا فتنا هائلة أساءت إلى الأتراك والأكراد والفرس والبربر والهنود والزنوج. إنها وثنيات جديدة يمنع منها قوله تعالى: {وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم وقد أخذ ميثاقكم إن كنتم مؤمنين هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم} والغريب أن الأمة العربية التي وعى لسانها القرآن من أغنى أمم الأرض، فأحشاء الدنيا في يدها، وأرضها الخصبة تفيض سمنا وعسلا، وصحراؤها العفراء ملأى بالكنوز والمعادن، فهل سخرت غناها في نصرة رسالتها؟ أم غلبتها الشهوات العاجلة في هذه الدار الفانية؟ إن ثروات المسلمين يستفيد الآخرون منها أكثر مما يستفيد المسلمون أنفسهم. وكان الواجب أن تدعم عقيدة التوحيد وحقائق الوحي كما قال تعالى: {وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم}.

وحسن التصرف في المال لخدمة الإيمان شيمة الصادقين من أهل اليقين. أما عبيد الحياة وأهل النفاق، فلهم مسالك سوء، ولذلك يقال لهم يوم القيامة {فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير}. الإيمان المقبول أساسه عرفان الله ونكران الذات ورحمة الخلق ورقة القلب! وهناك قوم ينتمون إلى الإيمان وفى صدورهم صلف وأثرة تستغرب قساوة قلوبهم وخشونة جوانبهم! قد يكون اليهود ـ بعد نقضهم مواثيق الله ـ نماذج لهذا الإيمان الكريه، وفيهم يقول الله: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}. وقد نهانا الله ورسوله عن متابعة هؤلاء الناس. ومع ذلك فإن التدين السطحي ينتشر بيننا. ترى الرجل يتشبث برأي في فروع الفقه لا يقدم ولا يؤخر ويحسب أنه ملك دون غيره مفاتيح الجنة، وينظر إلى الناس من عل ويعاملهم بجفاء!! يعظ القرآن هؤلاء {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم}. هذا المرض يحبط أعمال الأفراد، ويحول بين الأمة الإسلامية وأداء رسالتها. إن التواضع والرحمة يزرعان القبول والحب، أما العجب والفظاظة فلا يثمران إلا الخصام والقتال. وقد عادت السورة تشرح ميزات الأمة التي تحمل رسالة الخير والحق، فأكدت ما جاء في صدرها من حث على الإيمان والإنفاق، فقال تعالى: {إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم}. قد يكون الشهداء قتلى معارك الجهاد.. وقد يكونون رجال الدعوة الماشين في أقدام الأنبياء يدلون على الله، ويشرحون الوحى..! {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} كلا المفهومين صحيح.

وشارة الصدق في الإيمان بالله ضبط الموقف من الدنيا. فمن بات واستيقظ مشغولا بها باكيا.
كلى ما فات منها فلا اعتداد به. إن الناس في عصرنا يذهلون عن الآخرة، والحضارة الغالبة تجهل بها وتصد عنها، والأديان السماوية فاشلة في إدارة المعركة تحسب أن الفشل في الأرض طريق النجاح.
فالسماء. ولا أدرى كيف يصح ذلك في دين يبنى الإيمان بالله على التأمل في الكون ودراسة قوانينه؟ انعقد أخيرا مؤتمرا للمياه في دول الخليج حضرته دولة إسرائيل (؟!) لماذا؟ لأن الدولة اليهودية تملك الخبرة! أما نحن فخبرتنا محدودة... يظهر أننا خبراء في حب المال والجاه وحسب! وسورة الحديد تنبه إلى أن المسلمين شركاء في سباق عالمي محموم لا ينجح فيه إلا من استعد له وتهيأ لمراحله وقدر الفروق بين خطواته وخطوات خصومه.. {سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله}. ما هذا السباق؟ إن أهل الإيمان يعرضون ما لديهم وينصرونه، وأهل الكفر يعرضون ما لديهم وينصرونه. هكذا شاء الله أن تدور رحى النشاط في الأرض {ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}.. والناظر الآن إلى الأطراف المتخاصمة يرى عجبا. فعلى سطح الماء من المحيط الشمالي إلى المحيط الجنوبي، لا ترى بارجة عليها علم التوحيد على حين ترى البوارج والطائرات والغواصات تخدم كل ملة وتنصر كل حزب.


يقول الله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز} خلق الله الحديد ذا خصائص عظيمة في صناعات الحرب والسلام معا، فهل درسنا هذه الخصائص وانتفعنا بها في نشاطنا المدني والعسكري؟ وأرينا الله من نشاطنا ما يرضيه؟ إن أمتنا الإسلامية عالة على غيرها في ذلك الميدان، فلما أردنا أن نصنع شيئا اتجهنا إلى صناعة أسياخ نسلح بها المباني لا إلى صناعة أسلحة نحمي بها الحق ونصون العقائد!! إن تعلقنا بمتاع الدنيا شديد، أما تعلقنا بالآخرة فوهم، ولو كان حقا ما أجدانا، فإن علومنا الأرضية تتذبذب عند درجة الصفر. وكيف يسود الأرض من لا يعي شيئا من قوانينها؟ إننا نلمح الشعرة في تفاوت الناس من حظوظ الدنيا، ولا نلمح الخشبة عندما يكون التفاوت في حقوق الله. واليوم يجد المسلمون أنفسهم في موقع عصيب، فاليهود- وعددهم في العالم أقل من سكان سوريا- يريدون الاستيلاء على مقدرات العالم الإسلامي الذي يزيد على خمس سكان الأرض! وأتباع الملل الأخرى من كتابيين ووثنيين يجتاحوننا في جبهات كثيرة، فهل الذين نزلت عليهم سورة الحديد يشعرون الآن بما تقول؟ وختمت السورة بآيتين توصيان المسلمين بالعودة إلى الله والاقتداء برسوله. والحق أن السلف الأول انتقلوا من السفح إلى القمة، عندما التفوا حول هذا القرآن وتدبروا آياته. كانوا نفرا يعد على الأصابع، ثم حزبا يشق طريقه بجهد جهيد، وفي سنوات معدودات أضحوا دولة عظمى اختفت أمامها دول حكمت العالمين قرونا. ولا مانع بتة أن يعيد التاريخ نفسه، إذا أعاد المسلمون علاقتهم بكتابهم ومشوا وراء نبيهم.. يقول تعالى خاتما هذه السورة: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله}.

فضل السورة :

1) كان رسول الله لا ينام حتى يقرأ المسبحات وقال : إن فيهن آية أفضل من ألف آية . أخرجه( ابو داود) وغيره .

( يتبع - سورة المجادلة )




















 

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2021, 11:11 PM   #107


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي













سورة المجادلة

التعريف بالسورة


سورة مدنية .
من المفصل .
آياتها 22 .
ترتيبها الثامنة والخمسون .
نزلت بعد " المنافقون " .
بدأت باسلوب توكيد " قد سمع "
ذُكِرَ لفظ الجلالة في كل آية من السورة

تسمية السورة

سميت هذه السورة في كتب التفسير وفي المصاحف وكتب السنة سورة المجادِلَة بكسر الدال أو بفتحه كما سيأتي. وتسمى سورة قد سمع وهذا الاسم مشتهر في الكتاتيب في تونس، وسميت في مصحف أُبيّ بن كعب سورة الظهار.
ووجه تسميتها سورة المجادلة لأنها افتتحت بقضية مجادلة امرأة أوس بن الصامت لدى النبي في شأن مظاهَرة زوجها.
ولم يذكر المفسرون ولا شارحو كتب السنة ضبطه بكسر الدال أو فتحها. وذكر الخفاجي في حاشية البيضاوي عن (الكشف) أن كسر الدال هو المعروف (ولم أدر ما أراد الخفاجي بالكشف الذي عزا إليه هذا)، فكشف القزويني على (الكشاف) لا يوجد فيه ذلك، ولا في التفسير المسمى (الكشفَ والبيان) للثعلبي. فلعلّ الخفاجي رأى ذلك في (الكشف) الذي ينقل عنه الطّيبي في مواضع تقريرات لكلام (الكشاف) وهو غير معروف في عداد شروح (الكشاف)، وكسر الدال أظهر لأن السورة افتتحت بذكر التي تُجادِل في زوجها فحقيقة أن تضاف إلى صاحبة الجدال، وهي التي ذكرها الله بقوله: {التي تجادلك في زوجها} (المجادلة: 1). ورأيت في نسخة من حاشية محمد الهمداني على (الكشاف) المسماة (توضيح المشكلات)، بخط مؤلفها جعل علامة كسرة تحت دال المجادلة. وأما فتح الدال فهو مصدر مأخوذ من فعل (تجادلك) كما عبر عنها بالتحاور في قوله تعالى: {والله يسمع تحاوركما} (المجادلة: 1).


سبب نزول السورة :

1) عن عروة قال : قالت عائشة تبارك الذي وسع سمعه كل شيء، إنى لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى على بعضه ، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله وهى تقول : يا رسول الله أبلى شبابي ، ونثرت له بطنى، حتى إذا كبر سني ، وانقطع ولدي ، ظاهر منى ، اللهم إني أشكو إليك . قال: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ) ( رواه أبو عبد الله في صحيح )

2) عن عروة عن عائشة قالت : الحمد لله الذي توسع لسمع الأصوات كلها ، لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول الله وأنا في جانب البيت لا أدري ما يقول فأنزل الله تعالى ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ).

3) عن أنس بن مالك قال : إن أوس بن الصامت ظاهر من امرأته خولة بنت ثعلبة ، فشكت ذلك إلى النبي فقالت : ظاهر مني حين كبر سنى ورق عظمى، فأنزل الله تعالى آية الظهار ، فقال رسول الله لأوس أعتق رقبة . فقال : مالي بذلك يدان . قال : فصم شهرين متتابعين . قال : أما إنى إذا أخطأني أن لا آكل في اليوم ، كَلَّ بَصري . قال : فأطعم ستين مسكينا . قال: لا أجد إلا أن تعيننى منك بعون وصلة . قال : فأعانه رسول الله بخمسة عشر صاعا حتى جمع الله له ، والله رحيم ، وكانوا يرون أن عنده مثلها ، وذلك ستون مسكينا .

4) أخبرنا بن عبد الله بن سلام قال حدثتنى خويلة بنت ثعلبة وكانت عند أوس بن الصامت أخى عبادة بن الصامت قالت دخل على ذات يوم ، وكلمني بشيء وهو فيه كالضجر فراددته ، فغضب ، فقال : أنت على كظهر أمي . ثم خرج في نادي قومه ، ثم رجع إلى فراودته عن نفسي ، فامتنعت منه ، فشادني فشاددته فغلبته بما تغلب به المرأة الرجل الضعيف ، فقلت : كلا والذي نفس خويلة بيده لا تصل إلىَّ حتى يحكم الله تعالى فيًّ وفيك بحكمه ، ثم أتيت النبي أشكو ما لقيت ؟ فقال زوجك : وابن عمك اتقى الله ، وأحسنى صحبته ، فما برحت حتى نزل القرآن ( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِى تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) إلى ( إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير ) حتى انتهى إلى الكفارة قال : مريه فيعتق رقبة قلت : يا نبي الله والله ما عنده رقبة يعتقها قال : مريه فيصم شهرين متتابعين . قلت : يا نبي الله شيخ كبير ما به من صيام . قال : فيطعم ستين مسكينا . قلت : يا نبي الله والله ما عنده ما يطعم . قال : بله سنعينه بعرق من تمر مكتل يسع ثلاثين صاعا . قالت : قلت : وأنا أعينه بعرق آخر . قال : قد أحسنت فليتصدق .

تناولت السورة أحكاما تشريعية كثيرة كأحكام الظهار والكفارة التي تجب على المُظَاهِر وحكم التناجي وآداب المجالس وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم مودة أعداء الله الى غير ذلك كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود .
و مقصودها الإعلام بإيقاع البأس الشديد، الذي أشارت إليه الحديد، بمن حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لما له سبحانه من تمام العلم، اللازم عنه تمام القدرة، اللازم عنه الإحاطة بجميع صفات الكمال، وعلى ذلك دلت تسميتها بالمجادلة بأول قصتها وآخرها، وعلى تكرير الاسم الأعظم الجامع في القصة وجميع السورة تكريرا لم يكن في سواها بحيث لم تخل منه آية، وأما الآيات التي تكرر في كل منها المرتين فأكثر فكثرة كل ذلك، للدلالة على أن الأكثر منها المراد فيها بالخطاب من يصح أن ينظر إليه تارة بالجلال، وتارة بالكمال، فيجمع له الوصفان، وهو من آمن ووقع منه هفوة أو عصيان، ولهذا ضمتها أشياء شدد النكير فيها حين وقع بعض أهل الإيمان، ولم يبحها لهم عند وقوعهم فيها ردا للشرع إلى ما دعا إليه الطبع كما فعل في غيرها كالأكل والجماع في ليل رمضان من غير تقييد بيقظة ولا منام، لمنابذتها للحكمة، وبعدها عن موجبات الرحمة، وهذا مؤيد لما تقدم من سر إخلاء الواقعة والرحمن والقمر من هذا الاسم الجامع.
و معظم مقصود السّورة بيان حُكْم الظِّهار، وذكر النجوى والسّرار، والأَمر بالتَّوسع في المجالس، وبيان فضل أَهل العلم، والشكاية من المنافقين، والفرق بين حِزب الرّحمن، وحزب الشيطان، والحكم على بعض بالفلاح، وعلى بعض بالخسران، في قوله: {هُمُ الخَاسِرُونَ} و{هُمُ المُفْلِحُوْنَ}.


قال سيد قطب:
نحن في هذه السورة- وفي هذا الجزء كله تقريبا- مع أحداث السيرة في المجتمع المدني. مع الجماعة المسلمة الناشئة؛ حيث تربى وتقوم، وتعد للنهوض بدورها العالمي، بل بدورها الكوني، الذي قدره الله لها في دورة هذا الكون ومقدراته. وهو دور ضخم يبدأ من إنشاء تصور جديد كامل شامل لهذه الحياة، في نفوس هذه الجماعة، وإقامة حياة واقعية على أساس هذا التصور، ثم تحمله هذه الجماعة إلى العالم كله لتنشئ للبشرية حياة إنسانية قائمة على أساس هذا التصور كذلك، وهو دور ضخم إذن يقتضي إعدادا كاملا.
ولقد كان أولئك المسلمون الذين يعدهم القدر لهذا الدور الضخم، ناسا من الناس. منهم السابقون من المهاجرين والأنصار الذين نضج إيمانهم، واكتمل تصورهم للعقيدة الجديدة، وخلصت نفوسهم لها، ووصلوا.. وصلوا إلى حقيقة وجودهم وحقيقة هذا الوجود الكبير؛ واندمجت حقيقتهم مع حقيقة الوجود، فأصبحوا بهذا طرفا من قدر الله في الكون؛ لا يجدون في أنفسهم عوجا عنه، ولا يجدون في خطاهم تخلفا عن خطاه، ولا يجدون في قلوبهم شيئا إلا الله.. كانوا كما جاء عنهم في هذه السورة: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}..


هؤلاء السابقين كانوا قلة بالقياس إلى الجماعة المسلمة المتزايدة العدد- وبخاصة بعد أن أصبح الإسلام قوة ترهب- حتى قبل الفتح- ودخل فيه من لم يتلق من التربية الإسلامية القسط الكافي، ولم يتنفس في الجو الإسلامي فترة طويلة. كما دخل فيه من المنافقين من آثر المصلحة أو العافية على دخل في القلوب، وتربص بالفرص، وذبذبة بين المعسكر الإسلامي والمعسكرات القوية المناوئة له في ذلك الحين. سواء معسكرات المشركين أو اليهود! ولقد اقتضت تربية النفوس وإعدادها للدور الكوني الكبير المقدر لها في الأرض جهودا ضخمة، وصبرا طويلا، وعلاجا بطيئا، في صغار الأمور وفي كبارها.. كانت حركة بناء هائلة هذه التي قام بها الإسلام، وقام بها رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بناء النفوس التي تنهض ببناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية، وتقوم على منهج الله، تفهمه وتحققه، وتنقله إلى أطراف الأرض في صورة حية متحركة، لا في صحائف وكلمات.
ونحن نشهد في هذه السورة- وفي هذا الجزء كله- طرفا من تلك الجهود الضخمة، وطرفا من الأسلوب القرآني كذلك في بناء تلك النفوس، وفي علاج الأحداث والعادات والنزوات؛ كما نشهد جانبا من الصراع الطويل بين الإسلام وخصومه المختلفين من مشركين ويهود ومنافقين.


وفي هذه السورة بصفة خاصة نشهد صورة موحية من رعاية الله للجماعة الناشئة؛ وهو يصنعها على عينه، ويربيها بمنهجه، ويشعرها برعايته، ويبني في ضميرها الشعور الحي بوجوده-سبحانه- معها في أخص خصائصها، وأصغر شؤونها، وأخ في طواياها؛ وحراسته لها من كيد أعدائها خفيه وظاهره؛ وأخذها في حماه وكنفه، وضمها إلى لوائه وظله؛ وتربية أخلاقها وعاداتها وتقاليدها تربية تليق بالجماعة التي تنضوي إلى كنف الله، وتنتسب إليه، وتؤلف حزبه في الأرض، وترفع لواءه لتعرف به في الأرض جميعا.
ومن ثم تبدأ السورة بصورة عجيبة من صور هذه الفترة الفريدة في تاريخ البشرية. فترة اتصال السماء بالأرض في صورة مباشرة محسوسة، ومشاركتها في الحياة اليومية لجماعة من الناس مشاركة ظاهرة: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}.. فنشهد السماء تتدخل في شأن يومي لأسرة صغيرة فقيرة مغمورة، لتقرر حكم الله في قضيتها، وقد سمع-سبحانه- للمرأة وهي تحاور رسول الله فيها، ولم تكد تسمعها عائشة وهي قريبة منها! وهي صورة تملأ القلب بوجود الله وقربه وعطفه ورعايته.
يليها في سياق السورة توكيد أن الذين يحادون الله ورسوله- وهم أعداء الجماعة المسلمة التي تعيش في كنف الله- مكتوب عليهم الكبت والقهر في الأرض، والعذاب المهين في الآخرة، مأخوذون بما عملوا مما أحصاه الله عليهم، ونسوه هم وهم فاعلوه! {والله على كل شيء شهيد}..

( يتبع )


















 

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2021, 11:12 PM   #108


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي













تابع – سورة المجادلة

محور مواضيع السورة

في السورة توكيد وتذكير بحضور الله-سبحانه- وشهوده لكل نجوى في خلوة، يحسب أصحابها أنهم منفردون بها. والله معهم أينما كانوا: {ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم}.. وهي صورة تملأ القلب كذلك بوجود الله وحضوره، كما تملؤه برقابته واطلاعه.
وهذا التوكيد مقدمة لتهديد الذين يتناجون في خلواتهم لتدبير المكايد للمسلمين، وملء قلوبهم بالحزن والهم والتوجس. تهديد بأن أمرهم مكشوف، وأن عين الله مطلعة عليهم، ونجواهم بالإثم والعدوان ومعصية الرسول مسجلة، وأن الله آخذهم بها ومعذبهم عليها. ونهي للمسلمين عن التناجي بغير البر والتقوى، وتربية نفوسهم وتقويمها بهذا الخصوص.
ثم يستطرد في تربية هذه النفوس المؤمنة؛ فيأخذها بأدب السماحة وبالطاعة في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجالس العلم والذكر. كما يأخذها بأدب السؤال والحديث مع الرسول صلى الله عليه وسلم والجد في هذا الأمر والتوقير.
أما بقية السورة بعد هذا فتنصرف إلى الحديث عن المنافقين الذين يتولون اليهود؛ ويتآمرون معهم، ويدارون تآمرهم بالكذب والحلف للرسول وللمؤمنين. وتصورهم في الآخرة كذلك حلافين كذابين؛ يتقون بالحلف والكذب ما يواجههم من عذاب الله، كما كانوا يتقون بهما في الدنيا ما يواجههم من غضب رسول الله والمؤمنين! مع توكيد أن الذين يحادون الله ورسوله كتب الله عليهم أنهم في الأذلين وأنهم هم الأخسرون. كما كتب أنه ورسله هم الغالبون. وذلك تهوينا لشأنهم، الذي كان بعض المنتسبين إلى الإسلام- وبعض المسلمين- يستعظمه، فيحافظ على مودته معهم، ولا يدرك ضرورة تميز الصف المسلم تحت راية الله وحدها، والاعتزاز برعاية الله وحده، والاطمئنان إلى حراسته الساهرة للفئة التي يصنعها على عينه، ويهيئها لدورها الكوني المرسوم.
وفي ختام السورة تجيء تلك الصورة الوضيئة لحزب الله. هذه الصورة التي كان يمثلها بالفعل أولئك السابقون من المهاجرين والأنصار. والتي كانت الآية الكريمة تشير لها كي ينتهي إليها أولئك الذين ما زالوا بعد في الطريق!
{لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله..} إلخ الآية... كما وردت في أول هذا التقديم.


محور مواضيع السورة

.قال الصابوني:
* سورة المجادلة مدنية، وقد تناولت أحكاما تشريعية كثيرة كأحكام الظهار، والكفارة التي تجب على المظاهر، وحكم التناجي، وآداب المجالس، وتقديم الصدقة عند مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم مودة أعداء الله، إلى غير ذلك، كما تحدثت عن المنافقين وعن اليهود.
* ابتدأت السورة الكريمة ببيان قصة المجادلة (خولة بنت ثعلبة) التي ظاهر منها زوجها- على عادة أهل الجاهلية في تحريم الزوجة بالظهار- وقد جاءت تلك المرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو ظلم زوجها لها وقالت يا رسول الله: أكل مالي، وأفنى شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني. ورسول الله، يقول لها: «ما أراك إلا قد حرمت عليه»، فكانت تجادله وتقول يا رسول الله: ما طلقني ولكنه ظاهر مني، فيرد عليها قوله السابق، لم قالت: اللهم إني أشكو إليك، فاستجاب الله دعاءها، وفرج كربتها وشكواها {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله..} الآيات.
* ثم تناولت حكم كفارة الظهار {الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور..} الآيات.
* ثم تحدثت عن موضوع التناجي، وهو الكلام سرا بين اثنين فأكثر، وقد كان هذا من دأب اليهود والمنافقين لإيذاء المؤمنين، فبينت حكمه وحذرت المؤمنين من عواقبه {ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم..} الآيات.
* وتحدثت السورة عن اليهود اللعناء، الذين كانوا يحضرون مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم فيحيونه بتحية ملغزة، ظاهرها التحية والسلام، وباطنها الشتيمة والمسئة، كقولهم: السام عليك يا محمد يعنون الموت {وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله} الآيات.
* وتناولت السورة الحديث عن المنافقين بشيء من الإسهاب، فقد اتخذوا اليهود بخاصة أصدقاء، يحبونهم ويوالونهم وينقلون إليهم أسرار المؤمنين، فكشفت الستار عن هؤلاء المذبذبين وفضحتهم: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم..} الآيات.
* وختمت السورة الكريمة ببيان حقيقة الحب في الله، والبغض في الله، الذي هو أصل الإيمان، وأوثق عرى الدين، ولابد في اكتمال الإيمان من معاداة أعداء الله {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان...} إلى آخر السورة الكريمة.


قال محمد الغزالي
هى سور مدنية كلها. والمجتمع المدنى كان صنوفا شتى من الناس.
هناك المؤمنون الذين يصنعهم الوحي ليقودوا قافلة الإيمان في المشارق والمغارب.
وهناك الوثنيون المتعلقون بأذيال الليل المدبر.
وهناك اليهود الذين يعبدون جنسهم ويريدون فرض أهوائهم على الناس.
وهناك المنافقون الذين يجرون وراء مصالحهم ويظهرون في ألف لون.
وهذه السورة على وجازتها، تعرضت لأولئك جميعا.
فقد بتت في قضية الظهار، وهو من شئون الأسرة المسلمة، وبينت أنه ليس طلاقا، وذكرت كفارته. والإسلام يهتم بشئون الأسرة ويوضح حدودها، فيقول هنا {وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم}. ويقول في سورة البقرة {تلك حدود الله فلا تعتدوها}- بعد أحكام الطلاق- ويقول في سورة النساء {تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار}- بعد أحكام الميراث- وهذه الحدود شيء آخر غير العقوبات المقدرة على بعض الجرائم. ومن أسلوب القرآن أن يمزج الأحكام بالعقائد ليجعل التزامها جزءا من الإيمان ومظهرا لإجلال الله، ولذلك قال بعدها {ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم...}.
وانتقلت السورة عقب ذلك إلى اليهود الذين إذا أرادوا تحية المسلمين قالوا: السام عليكم! ويجعلون من الشبه بين السام والسلام ذريعة للعن المسلمين وتمنى الهلاك لهم! وقد سمعتهم عائشة فكشفتهم ونهرتهم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم آثر أسلوبا أليق به، ونزلت الآية {.. وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير}.

( يتبع )




















 

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2021, 11:12 PM   #109


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي













تابع – سورة المجادلة

محور مواضيع السورة

أمر الله المسلمين أن تكون أحاديثهم في مجالسهم أو مع خصومهم بعيدة عن الشحناء والتحدي وأن يترفعوا عن محاكاة اليهود، وألا يكترثوا إذا تلاقى اليهود والمنافقون فتسار بعضهم مع البعض الآخر في بشاشة وود- ليحرجوا المؤمنين ويشعروهم بالعزلة {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
والإسلام ينزل الناس منازلهم وفق الإيمان والعلم. فـ: في صفوف الصلاة، يقول الرسول: «ليلني منكم أولو الأحلام والنهى». وفي المجالس العامة، يقول الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}. والمسلمون يحبون نبيهم أشد الحب، ولم لا وقد أخرجهم من الظلمات إلى النور، وعرفهم بخالقهم ورازقهم، ووقفهم صفوفا بين يديه يحمدونه ويستهدونه طر في النهار وزلفا من الليل؟ ثم إن شخصه النبيل جدير بالحب والحفاوة، والكمال البشرى جدير بالحب حيث كان. إلا أن عاطفة الالتفاف حول الرسول والجلوس معه لابد من تنظيمها حتى تستقيم شئون الدنيا والدين وحتى يجد وقتا يخلص فيه إلى نفسه وأهله!! ولذلك نزلت الآية {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم}. فإذا صعب ذلك على مؤمن، فأفعال الخير أمامه كثيرة يستطيع بها إرضاء ربه، وهى أولى به من إيثار الحديث مع الرسول! قد يكون في الحديث مع العظماء لذة، بيد أن نصرة رسالتهم أهم! {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة...}.


في مجتمع يختلط فيه المؤمنون والمشركون والكتابيون وتشتبك فيه المصالح المادية والأدبية تمتحن المبادئ امتحانا قاسيا، وقد يقدم الرجل قرابته أو تجارته على مذهبه أو رأيه! وذاك ما جعل الشاعر يقول قديما لواحد من هؤلاء المتلونين:

فإما أن تكون أخي بصدق ** فأعرف منك غثي من سميني
وإما فاطرحني واتخذني ** عدوا أتقيك وتتقيني

والنفاق داء خبيث شديد الخطر. ومن أيسر الأمور على المنافق أن يحلف كاذبا، ولذلك قال تعالى يصف هذا الصنف: {ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون} ويظهر أن الذي يألف نهجا معينا من الحياة يموت به ويبعث عليه، وذاك ما جعل العامة في بلادنا يقولون (يموت الزمار وأصابعه تلعب)! فإذا مات كذلك بعث كذلك. وربما حاول الدجال في الدنيا أن يكون دجالا في الآخرة، فيحلف على الزور كأن حلفه سينجيه! {يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون}، وهيهات.. {إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين}.
في النجاة من هذه الفتن. وتفريقا بين الإيمان الصادق والإيمان المغشوش، يأمر الله المؤمنين أن يصارحوا بعقائدهم ويتحدَّوا بمبادئهم وينحازوا إلى أشكالهم ويجافوا خصومهم. {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه..}.

( يتبع – سورة الحشر )




















 

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2021, 11:13 PM   #110


مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم :  22241
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Coral
افتراضي













سورة الحشر

التعريف بالسورة


سورة مدنية .
من المفصل .
آياتها 24 .
ترتيبها التاسعة والخمسون .
نزلت بعد البينة .
من المسبحات "
بدأت بفعل ماضي " سَبَّحَ " وهو أحد أساليب الثناء والتسبيح
ذُكِرَ لفظ الجلالة في الآية الأولى واسم الله العزيز الحكيم
اسم السورة احد اسماء يوم القيامة .

سبب التسمية

‎ ‎‏ ‏سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لأن ‏الله ‏الذي ‏حشر ‏اليهود ‏وجمعهم ‏خارج ‏المدينة ‏هو ‏الذي ‏يحشر ‏الناس ‏ويجمعهم ‏يوم ‏القيامة ‏للحساب ‏‏، ‏وتسمى ‏أيضا ‏‏" ‏بني ‏النضير‎"‎‏ ‏‎ .‎‏
و اشتهرت تسمية هذه السورة (سورةَ الحشر). وبهذا الاسم دعاها النبي صلى الله عليه وسلم.
روى الترمذي عن معقل بن يسار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر» الحديث، أي الآيات التي أولها {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة} (الحشر: 22) إلى آخر السورة.

وفي (صحيح البخاري) عن سعيد بن جُبَير قال: قلت لابن عباس: سورة الحشر قال: (قل بني النضير)، أي سورة بني النضير فابن جُبَير سماها باسمها المشهور. وابن عباس يسميها سورة بني النضير. ولعله لم يبلغه تسمية النبي صلى الله عليه وسلم إياها (سورة الحشر) لأن ظاهر كلامه أنه يرى تسميتها (سورة بني النضير) لقوله لابن جُبَير (قل بني النضير).
وتأول ابن حَجر كلام ابن عباس على أنه كره تسميتها بالحشر لئلا يُظن أن المراد بالحشر يوم القيامة. وهذا تأول بعيد. وأحسن من هذا أن ابن عباس أراد أن لها اسمين، وأن الأمر في قوله: قُل، للتخيير.

فأما وجه تسميتها (الحشر) فلوقوعِ لفظ (الحشر) (الحشر: 2) فيها. ولكونها ذكر فيها حشر بني النضير من ديارهم أي من قريتهم المسماة الزهرة قريبًا من المدينة. فخرجوا إلى بلاد الشام إلى أريحا وأذرعات، وبعضُ بيوتهم خرجوا إلى خيبر، وبعض بيوتهم خرجوا إلى الحِيرة.
وأما وجه تسميتها (سورة بني النضير) فلأن قصة بني النضير ذُكرت فيها.

محور مواضيع السورة

تعني السورة بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية والمحور الرئيسي الذي تدور عليه السورة الكريمة هو الحديث عن " غزوة بني النضير " وهم اليهود الذين نقضوا العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم فأجلاهم عن المدينة المنورة ولهذا كان ابن عباس يسمى هذه السورة " سورة بني النضير " وهي هذه السورة الحديث عن المنافقين الذين تحالفوا مع اليهود وبإيجاز هى سورة " الغزوات والجهاد والفئ والغنائم .

و مقصودها بيان ما دل عليه آخر المجادلة من التنزه عن شوائب النقص بإثبات القدرة الشاملة بدليل شهودي على أنه يغلب هو ورسله، ومن حاده في الأذلين، لأنه قوي عزيز، المستلزمة للعلم التام المستلزم الحكمة البالغة المستلزمة للحشر المظهر لفلاح المفلح وخسار الخاسر على زجه الثبات الكاشف أتم كشف لجميع صفات الكمال، وأدل ما فيها على ذلك تأمل قصة بني النضير المعلم بأول الحشر المؤذن بالحشر الحقيقي بالقدرة عليه بعد إطباق الولي والعدو على ظن أنه لا يكون، فلذا سميت الحشر وببني النضير لأنه سبحانه وتعالى حشرهم بقدرته من المدينة الشريفة إلى خيبر والشام والحيرة ثم حشرهم وغيرهم من اليهود الحشر الثاني من خيبر إلى الشام الذي هو آية الحشر الأعظم إلى أرض الحشر لقهر هذا النبي الكريم أهل الكتاب المدعين لأنهم أفضل الناس وأنهم مؤيدون بما لهم من الدين الذي أصله قويم بما لوحت إليه الحديد كما قهر أهل الأوثان الذين هم عالمون بأنهم بدلوا الدين الصحيح فثبتت بظهور دينه على كل دين على حد سواء كما وعد به سبحانه صدقه في كل ما جاء به بعد التوحيد- الإيمان بالبعث الآخر لأنه محط الحكمة وموضع إظهار النقمة والرحمة.

قال سيد قطب:
نزلت هذه السورة في حادث بني النضير- حي من أحياء اليهود- في السنة الرابعة من الهجرة. تصف كيف وقع؟ ولماذا وقع؟ وما كان في أعقابه من تنظيمات في الجماعة الإسلامية.. ترويها بطريقة القرآن الخاصة، وتعقب على الأحداث والتنظيمات بطريقة القرآن كذلك في تربية تلك الجماعة تربية حية بالأحداث والتوجيهات والتعقيبات.
وقبل أن نستعرض النصوص القرآنية في السورة، نعرض شيئا مما ذكرته الروايات عن ذلك الحادث الذي نزلت السورة بشأنه؛ لنرى ميزة العرض القرآني، وبعد آماده وراء الأحداث التي تتنزل بشأنها النصوص، فتفي بمقتضيات الأحداث، وتمتد وراءها وحولها في مجالات أوسع وأشمل من مقتضيات تلك الأحداث المحدودة بالزمان والمكان.
كانت وقعة بني النضير في أوائل السنة الرابعة من الهجرة بعد غزوة أحد وقبل غزوة الأحزاب. ومما يذكر عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب مع عشرة من كبار أصحابه منهم أبو بكر وعمر وعلي- رضي الله عنهم- إلى محلة بني النضير، يطلب منهم المشاركة في أداء دية قتيلين بحكم ما كان بينه وبينهم من عهد في أول مقدمه على المدينة. فاستقبله يهود بني النضير بالبشر والترحاب ووعدوا بأداء ما عليهم، بينما كانوا يدبرون أمرا لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه. وكان صلى الله عليه وسلم جالسا إلى جدار من بيوتهم. فقال بعضهم لبعض: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه. فمن رجل منكم يعلو هذا البيت، فيلقي عليه صخرة، فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب. فقال: أنا لذلك. فصعد ليلقي عليه صخرة كما قال. فألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبيت اليهود من غدر. فقام كأنما ليقضي أمرا. فلما غاب استبطأه من معه، فخرجوا من المحلة يسألون عنه، فعلموا أنه دخل المدينة.

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحرب بني النضير لظهور الخيانة منهم، ونقض عهد الأمان الذي بينه وبينهم. وكان قد سبق هذا إقذاع كعب بن الأشرف- من بني النضير- في هجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأليبه الأعداء عليه. وما قيل من أن كعبا ورهطا من بني النضير اتصلوا بكفار قريش اتصال تآمر وتحالف وكيد ضد النبي صلى الله عليه وسلم مع قيام ذلك العهد بينهم وبينه. مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأذن لمحمد بن مسلمة في قتل كعب بن الأشرف. فقتله.
فلما كان التبييت للغدر برسول الله في محلة بني النضير لم يبق مفر من نبذ عهدهم إليهم. وفق القاعدة الإسلامية: {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين}.. فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصر محلة بني النضير، وأمهلهم ثلاثة أيام- وقيل عشرة- ليفارقوا جواره ويجلوا عن المحلة على أن يأخذوا أموالهم، ويقيموا وكلاء عنهم على بساتينهم ومزارعهم. ولكن المنافقين في المدينة- وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول رأس النفاق- أرسلوا إليهم يحرضونهم على الرفض والمقاومة، وقالوا لهم: أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم. وإن قوتلتم قاتلنا معكم، وإن أخرجتم خرجنا معكم.
وفي هذا الله تعالى: {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون...}.


تحصن اليهود في الحصون؛ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم والتحريق فيها. فنادوه: أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه: فما بال قطع النخيل وتحريقها؟ وفي الرد عليهم نزل قوله تعالى: {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}..
ولما بلغ الحصار ستا وعشرين ليلة، يئس اليهود من صدق وعد المنافقين لهم، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم، كما سبق جلاء بني قينقاع- وقد ذكرنا سببه وظروفه في تفسير سورة الأحزاب في الجزء الحادي والعشرين- على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)}
إلا السلاح. فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل. فكان الرجل منهم يهدم بيته عن خشبة بابه فيحمله على ظهر بعيره؛ أو يخربه حتى لا يقع في أيدي المسلمين؛ وكان المسلمون قد هدموا وخربوا بعض الجدران التي اتخذت حصونا في أيام الحصار.
وفي هذا يقول الله في هذه السورة: {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب}..
وكان منهم من سار إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام. وكان من أشرافهم ممن سار إلى خيبر سلام بن أبي الحقيق، وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وحي بن أخطب، ممن ورد ذكرهم بعد ذلك في تأليب المشركين على المسلمين في غزوة الأحزاب ووقعة بني قريظة (في سورة الأحزاب) وكان لبعضهم كذلك ذكر في فتح خيبر (في سورة الفتح).

( يتبع )




















 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 AM

أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @ دروس الفوتوشوب @ تنسيق وتزيين المواضيع @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا