هذيَآن . . !

الزمانُ له هيبةْ : لا تتحرّش به .
كلُّ ما سبقَ أن أَغلقَهُ الزمانْ
دعهُ مغلقاً.

لا تفتح باباً, و لا ذكرى, و لا صندوقاً, و لا ألبومَ طفولةْ.
أُتركِ الغبار لمتعةِ غباره : يمسحُ و يشفي .
أُتركِ الأيام نائمةً في صناديقها
كأجدادٍ خبثاء يخطّطون لمكيدةْ.

لا تحرّكِ الندم.
لا توقظِ الحسرةْ.
لا تبحثْ عن أيقوناتِ جمالٍ مَيْتْ.
و لا تغمضْ عينيكَ هكذا …
مبهوراً بأصداءِ عطرٍ قديم.
و لا تحلمْ أيضاً.
لا تأملْ - داخلَ صناديقِ الزمن - بكنوزِ أنوارٍ محبوسةْ : الأنوارُ المحبوسةُ تتفسّخ.

و لا .. لا تفتحْها :
الأبوابُ الموصَدةُ فِخاخُ شياطينْ ..
لا تفتحْها. و احذرْ :
إنْ فعلتَ .. ستهبُّ عليكَ أشباحُ مذعورةُ
و ظلماتُ حامضةْ !

الزمانُ ((أثرُ)) يفسدهُ الطيش : دعهُ نائماً.
الزمنُ : وعاءُ موتْ

‎لستَ حبيباً .. ولاصديقاً .. ولا أخاً
‎لن أُحمّلك عبء العلاقات .. ولاواجبات الوصل ..
‎لن أُطالبك بسؤالٍ دائم .. أو وفاءٍ مستمرّ
‎لا أرغب أن تكون مُدرجاً في قائمه علاقاتيّ الغير جيّده .. او صداقاتيّ الشائكه !
‎سأجعلك بعيداً عن أيّ تصنيف ..
‎فقط ! لأنّي اشتقت لهدوءٍ جمعني بِك .. ولـِ قصص اختزلتها ذاكرتيّ منك
‎وَ لأنّي أرغب أن أُسمِعك ” حكايا ” كثيره .. كثيره لا أرغب أن يسمعها عِداك
‎ولأني .. لأنّي احتجتُ إليك

شهية نكهة هذا الوجع

حين يمتهن دأب التوق بحرفنة

ليخبرني كيف أبيح خطيئة عشقك

وأحلل كفري بكل رجل سواك

وليعلمني كيف أصنع زورقا من الخيال

لا يرثه أحد من بعدي

أطوف مزارات حبك

أقيم طقوس الانتماء

وأطبق فرائض الولاء


ايها الالم اللذيذ
امتناني لك

تتقافزُ الذكرياتْ لتقتلَ هدوئيْ ..
فَ أبحثُ عَن قلمٍ أشتت بهِ الضجيج .. فلا أجدُ أصابعيْ !
سأعترفْ ..
أنا تلكَ الفتاة السيئة التيْ لا تحتفظّ بأجمل أقلامهَا ..

بمناسبَة الإعترافْ لديّ الكثير منهُ مختبئاً في ذاكرتيْ
لكنّني ذاتَ وَجع متأخر منَ العتمَة ..
عاهدتُ قلبيْ بأن لا أفضحنيْ حتّى للوَرق !
لذلكَ أنا لا أعرفُ كيفَ أكتبّ ..
فقَط أعيشُ بلغةٍ ميّته !!

بعض الرحيل نختاره , و بعض الرحيل نجبر عليه ..
فـ يأتي بثقل الجبال .. نمارسه بخُطى متثاقلهـ
وكأننا نترك العالم بأكمله خلفنا , فـ نمضي قليلاً .. ونلتفت للوراء قليلاً
لأن في الخلف أشياء صغيره ” أحلام , أرواح “ .. معلقه قلوبنا بها
إستعجلت الرحيل

يلوحون بأيديهم قبل الرحيل ، وما فعلوا ذلك إلاّ ليمحوا أثرهم
فتلويحة المسافر ليست أكثر من أن أحدهم يحرك يده كممحاة يمحو بها وجه السماء ليزيل ما تبقى من أثره !
إنهم يفعلون !
ولكنها ممحاة .. لا تزيل شيئا !!
وليتها تفعل

وهل يقتلنا إلا الأثر

قد أصمت كثيراً .. قد لا تُعلن شفاهي عن عشقٍ اختبئ في قلبي ،
قد لا أُقاطعك في منتصف الحديث .. وأهمس لك : ” أُحبك ! ” ،
قد لا تُصاب بحمى الكلام العاطفي وأنت معي ،
قد لا أرتمي بين ذراعيك بعد الفراق .. ولا أهمس لك كم اشتقت لك ،
كم كانت حياتي ذابلة دونك ..
كيف كان كان صوتك يغازل أذني كلّما حضرتني صورتك !
قد لا تسمع عشقي في حديثي .. لكن ،
هما عيناي س تحكيان لك عن حكاية قلبي معك !
هي غيرتي س تغرس مُلكيتها في جسدك !

بعيداً عن حكايات الحب المُعلّقة .. بعيداً عن النهايات المبتورة ،
بعيداً عن الوجع المدفون في تربة قلبي .. بعيداً عن انتظاري المبهم !
بعيداً عن كل شئ .. ومترفعاً عن كل أمر ،
مازلت ” أنت ” الشئ العنيد المغرور الذي يسكنني ،
أُجمّع له أحلامي .. وأُكدّسها ، لنفك أسرها سوياً .. يوماً ما !
مازلت ” أنت ” .. من أُقسم له ب ولاء وطنيتي !
مازلت أنتمي إليك !